في اليوم الثاني من شهر جويلية سنة 2008 تعرضت أنا محمد العاطف زائري عضو المكتب التنفيذي للاتحاد المحلي للشغل بفريانة وعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بفريانة إلى اعتداء همجي وغير مسؤول صدر من طرف مجموعة من ميليشيا الحزب الحاكم يقودهم المدعو فوزي شعباني كاتب عام الجامعة الدستورية بفريانة وكان ذلك على خلفية تجمع المئات من الشباب العاطلين عن العمل وحاملي الشهائد العليا أمام مقر معتمدية فريانة في انتظار مجيء والي الجهة أثر وعود مسبقة من طرف المسوؤلين المحليين . وعلى الساعة التاسعة صباحا من نفس اليوم وبينما كنت ورئيس منطقة الأمن العمومي بالقصرين وعلى مرئي ومسمع العديد من قوات الأمن الداخلي بشتي اختصاصاتهم خرج المدعو فوزي شعباني صحبة أشخاص من مقر المعتمدية (( مقر السيادة)) وانهالوا على ضربا بهراوات تسلحوا بها مسبقا للغرض الذي خطط له من طرف أعلى سلطة في الجهة وتطوع المدعو فوزي لتنفيذ ما أمره به أسياده وخلف لي هذا الاعتداء الشنيع أضرارا فادحة : كسر على مستوى الكتف الأيسر وارتجاجا في الدماغ ورضوضا في اماكن متفرقة من جسدي. وأثر خروجي من المستشفي حيث أمدني الطبيب المباشر راحة لمدة 30 يوما مددت في ما بعد الى 51 يوما .ثم وبعرضي على طبيب مختص في الدماغ .منحني راحة لمدة 60 يوما' تدخلت الإدارة الجهوية للتعليم بالقصرين لتقطع الراحة بإيعاز من والي الجهة ' بعد أن امر بالخصم من راتبي اجر شهر كامل .ثم وفي مرحلة ثانية لمدة شهر و21 يوما لتصل المدة كلها الى شهران و21 يوما محاولين الضغط علي وتجويعي من أجل العدول عن المطالبة بتتبع الجاني عدليا . ثم وفي محاولات يائسة وجبانة وقع التنسيق بين الإدارة الجهوية للتعليم ومنطقة الشرطة بالقصرين أين يتم البحث في العريضة التي قدمتها للنيابة العمومية والتي تمت سرقتها في العديد من المناسبات من مكاتب المحكمة الشيء الذي أظطررت من أجله القيام بإضراب جوع مفتوح حتي الموت من أجل حق التقاضي.ففي كل مناسبة أتقدم فيها الى منطقة الشرطة لإتمام البحث يرسل المدير الجهوي مراقبة إدارية الى مقر سكناي لكي يثبت عدم وجودي هناك بالرغم من أن الطبيب نص صراحة في الشهائدالطبية : الخروج مسموح به لكن أمام اصرار المدير الجهوي على تجاوز السلطة الممنوحة له أمر المدير المباشر للمعهد الذي أشتغل فيه أن يراقبني اداريا عشية يوم السبت خارج الوقت الإداري كله من أجل تكوين ملف قصد الضغط به وكان له ذلك إذ أصدر قرارا بوقف راتبي نتيجة الغياب الغير شرعي متحججا بالقانون 112 الخاص بالوظيفة العمومية. لكني فضلت الجوع على ان أتنازل عن كرامتي وتابعت المطالبة بحقي في التقاضي وأكتملت عملية البحث وسماع شهادة الشهود وختم الملف وارجع الى النيابة العمومية لتقرر ماهو صالح حسب القانون. تقدمت بشكاية الى النقابة الجهوية للتعليم الثانوي قصد التدخل لوجود حل مع المدير الجهوي للتعليم بالقصرين فيما يخص الخصم من راتبي وطالت المدة ولم اري أي تقدما في الموضوع بل أن أجواء المؤتمر الجهوي لأتحاد الشغل طغي على كل شئ وتغلبت المصالح الشخصية على مطالب القاعدة مع,منح التفرغ للكاتب العام الذي هو في نفس الوقت عضو المكتب التنفيذي الجهوي وأحد المترشحين للهيئة القادمة واصبح يتعلل بأسباب واهية كقوله أن مشكلتي سياسية ولا تحل إلا بقرار سياسي .ونفس الكلام سمعته من النقابة العامة للتعليم الثانوي. عندها قررت أن لا اتابع الموضوع نقابيا كي لا تسوء الأمور وربما يستغل البعض مشكلتي قصد التقرب والتودد من السلطة صاحبة الفضل والنعمة عليهم كما فعل بعض الوجوه السياسية المعارضة التي تدعي التقدمية وتدخلوا بدون موافقتي او حتى استشارتي في الموضوع لدي والي الجهة لوجود مخرج لهذة القضية ' وكأنني في مأزق كبير وأنا أطلب الرحمة والغفران ولست صاحب حق .ومظلوم ظلما في أبشع صورة. تلك هي مشكلتي التي,أعرضها عليكم بكل جزئياتها كي ارفع القناع عن الذين يتاجرون بقضايا الطبقة الشغيلة خدمة لمصالحهم الشخصية كما ان العديد منهم لهم الحنكة في إقناع الطرف الآخر والظهور في أحسن الصور كالتضحية بأوقاتهم وأموالهم في سبيل العمل النقابي لكن العكس هو الصحيح آخر ما يفكرون فيه هو العمل النقابي الصحيح البعيد عن الحسابات الضيقة خاصة السياسية منها . أيها النقابيون الأحرار أصحاب الهمم والشهامة لتتضافر جهودنا جميعا من أجل دحضهم بعيدا عن منظمتنا العريقة لتمارس فيها الاستقلالية التامة بكل مسؤولية بعيدا عن اي أوامر من أطراف أخري سوى ما يمليه الضمير الحي عاشت نضالات الطبقة الشغيلة حرة مستقلة.
النقابي محمد العاطف زائري من مناضلي المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية