برلين / مني حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بخسائر في انتخابات إقليمية جرت في ثلاث ولايات هي، سكسونيا وعاصمتها دريسدن، وتورونيا وعاصمتها أرفورت، وسارلاند وعاصمتها ساربروكين. في مؤشرات مخيبة للآمال إلى احتمال تراجع فرصتها في تشكيل حكومة من "يمين الوسط" بعد الانتخابات الاتحادية التي ستجرى الشهر المقبل. ويتمتع "المحافظون" بزعامة ميركل، بتقدم مريح في استطلاعات الرأي على المستوى القومي يتراوح بين 12 و15 نقطة مئوية، على منافسيهم الرئيسيين في الحزب "الديمقراطي الاشتراكي" الذي ينتمي إلى يسار الوسط. وأشار استطلاع إلى أن 87 في المئة، من الألمان يتوقعون فوزها بفترة ولاية ثانية في الانتخابات التي ستجرى يوم ال 27 من سبتمبر المقبل. لكن التأييد تراجع بشدة لحزب "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" الذي تتزعمه ميركل، في الأسابيع الأخيرة للحملة الانتخابية عامي 2002 و2005، ويحتمل أن تثير نتائج الانتخابات الإقليمية التي أجريت أمس مخاوف من تراجع آخر في التأييد قبل الانتخابات. وفي ولايتي "سارلاند"، على الحدود الفرنسية و"تورينجيا" في ألمانياالشرقية سابقا، تراجع التأييد لزعماء الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذين يحكمون الولايتين منذ عشر سنوات، بأكثر من عشر نقاط مئوية، مقارنة بنسبة التأييد لهم عام 2002 وقد تطيح بهم ائتلافات يسارية. وقال كارل رودولف كورته، من قسم العلوم السياسية بجامعة "دويزبرج إيسن" إن "الحزب الديمقراطي الاشتراكي تحيط به الآن هالة الفائز وهو أمر سيحتاجه في الأسابيع المقبلة، قد يعني ذلك نقطة تحول في الحملة الانتخابية". ولم تكن نتائج الانتخابات الإقليمية في ثلاث ولايات كلها سلبية لميركل، ففي الانتخابات في ولاية "سكسونيا" الشرقية، سيحتفظ حزب ميركل، بالسلطة فيما يبدو، ويرجح أن يكون ذلك من خلال ائتلاف مع الحزب "الديمقراطي الحر" المؤيد لقطاع الأعمال، الذي تأمل تكوين ائتلاف معه في أعقاب الانتخابات الاتحادية. وأعطت المكاسب التي حققها الحزب "الديمقراطي الحر" في الولايات الثلاث، دفعة مهمة للمحافظين كما أن عدم ارتفاع التأييد للحزب "الديمقراطي الاشتراكي" بقوة سيكون باعثا على الراحة. ولكن المخاطر التي تواجهها ميركل، في الأسابيع الأربعة الأخيرة للحملة الانتخابية زادت بوضوح. ومن شأن أي تراجع في مستويات تأييدها أن يهدد آمالها في تشكيل حكومة مع الحزب "الديمقراطي الحر" وربما يجبرها على تشكيل ائتلاف موسع آخر مع الحزب "الاشتراكي الديمقراطي" وهي علاقة المشاركة غير المريحة بين اليمين واليسار التي تقودها منذ عام 2005. وفي ولاية "سارلاند" الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة في غرب ألمانيا يبدو الحزب "الديمقراطي الاشتراكي" في وضع جيد لتولي السلطة من خلال ائتلاف ثلاثي مع حزب "اليسار" وحزب "الخضر" المدافع عن البيئة في أول مشاركة من نوعها بين الحزب "الديمقراطي الاشتراكي" وحزب "اليسار" في غرب البلاد. وفي "تورينجيا" يحتمل أن يطيح ائتلاف ثلاثي مماثل بديتر التهاوس، أحد أكبر حلفاء ميركل، داخل حزبها بشرق ألمانيا، إذا تمكن الحزب "الديمقراطي الاشتراكي" وحزب "اليسار" من تسوية خلافات مستحكمة على من منهما سيتولى إدارة حكومة الولاية.