لندن: في اول ظهور له منذ عودته نحيلا فاقدا معظم وزنه، اكد السجين السابق في غوانتنامو بنيام محمد انه سيواصل كفاحه للدفاع عن بقية السجناء السابقين الذين عانوا في غوانتنامو. ووصف ذكريات السجون التي نقل اليها اثناء محنته من باغرام الافغانية والمغرب وحتى غوانتنامو.وجاء ظهوره على الرغم من قراره الاول بعدم لقاء الاعلام او الحديث عن تجربته في السجون الامريكية، وتحدث بمناسبة اقامتها منظمة 'طيور سجينة' التي تدافع عن المعتقلين السابقين لجمع التبرعات في قاعة كينزنغتون. ووصف بنيام محمد، المولود في اثيوبيا، حيث هاجر الى بريطانيا في عمر 16 عاما، محنته وترحيله القسري الى المغرب الذي يعتبر امرا خارج الوصف، وتحدث عن ممارسات الجلادين هناك ومنها كيف جرحوا عضوه الذكري بمشرط اكثر من مرة لاجباره على الاعتراف بانه ارهابي من تنظيم القاعدة. ويعتبر محمد واحدا من بين 15 سجينا في سجون 'الحرب على الارهاب' ممن قالوا ان الاستخبارات الداخلية والخارجية البريطانية 'ام اي 5' و'ام اي 6'، تعاونت بتعذيبهم مع السلطات الاخرى التي كانوا سجناء لديها. ورفع بنيام محمد دعوى قضائية على الحكومة البريطانية بأنه تعرض للتعذيب بعلم من السلطات البريطانية وخدماتها السرية. وتقوم الشرطة البريطانية الان بالتحقيق فيما اذا كانت الاتهامات الموجهة للخدمات السرية تستند لأرضية وتستوجب توجيه اتهامات لعناصر من الخدمات السرية الذين حققوا مع متهمين بقضايا ارهاب في سجون الدول الاخرى بمعرفة سابقة انهم تعرضوا للتعذيب، او اي اي من عناصر الاستخبارات ساهم بالتعذيب من خلال تقديم سلسلة من الاسئلة للجلادين في السجون الاجنبية كي تطرح على المعتقلين. ووصف بنيام وضعه الحالي بعد الخروج من المعتقل انه يجد صعوبة بالتكيف بالحياة بعد غوانتنامو حيث ظل معتقلا هناك من عام 2004 الى العام الحالي. وطالب في كلمته الاعلام بضرورة المساعدة باطلاق سراح المعتقلين الباقين بدون ان يقدموا للمحاكمة. وقال 'مساعدة المعتقلين في غوانتنامو وباغرام واجب علينا، ايا كان الامر من وجهة نظر اسلامية او غير اسلامية، انه واجب لانه لا يمكن اعتقال شخص مدة سبع او ثماني سنوات بناء على الشك بعلاقته بالارهاب، لان هذا ليس سببا كافيا'. وقال ان تجربته في المعتقل لم تغادره ولا تزال اشباح وذكريات السجن تطارده خاصة ذكريات 'السجون السوداء' وهي المعتقلات التي اقامتها الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه)، واعتقل في واحد منها في افغانستان حيث يتم اعتقال الاشخاص هناك ويجبرون على العيش بالظلام. وقال انه ظل مقيدا في غرفة من السجن مدة 10 اشهر في الوقت الذي استمر فيه تشغيل شريط موسيقي للمغني الامريكي ايمنيم الذي تتميز اغانيه بالعنف، وقال 'كان عليك ان تعيش لتشرح ما حدث لك، انه امر صعب، لو دخلت الان غرفة والنور مطفأ فيها لسبب من الاسباب، فانني اتساءل هل عدت مرة اخرى للسجن'. وكان بنيام محمد قد عانى من مشكلة الادمان على المخدرات في لندن، وقال ان ايمانه ساعده ومنحه الارادة لكسر اعتماده على الهيروين والكوكايين، وبناء على اقتراح من صديق له في المسجد سافر الى افغانستان عام 2001 من اجل مساعدة اللاجئين واعترف انه شارك في معسكر اسلامي هناك. واعتقل بباكستان في نيسان (ابريل) عام 2002 مستخدما جواز سفر مزوراً حيث سلم للمحققين الامريكيين. وقال ان الامريكيين عاملوه بقسوة بعد ان ذكر لهم مشاهدته موقعاً على الانترنت يصف كيفية بناء قنبلة نووية. وبعد هذا واجه سلسلة من المقابلات والتحقيقات مع محققين امنيين في المغرب وباكستان حيث تعرض لممارسات تعذيب قاسية مثل ربطه بالباب مدة 22 ساعة يوميا وجرح عضوه الذكري ما بين 20 30 مرة اثناء التحقيق خلال عامين من سجنه. وفي الدعوى القضائية للمحكمة ظهرت ادلة الشهر الماضي ان ضباط استخبارات زاروا المغرب ثلاث مرات اثناء فترة سجن بنيام محمد. وتنكر 'ام اي فايف' معرفتها بترحيله القسري وسجنه بالمغرب في عام 2002. وكان محمد التقى فور اطلاق سراحه الصحافة لكنه قرر بعد فترة قصيرة الابتعاد عن الحياة العامة كي يتعافى ويعيش حياته، لكنه يقول الان ان مصير السجناء الذين اعيدوا الى دول في العالم الثالث وتمارس التعذيب وليس لديها اجهزة ومؤسسات لمساعدة المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب دفعته كي يشارك في كل محاولات الدفاع عنهم. وقال انه الان لا يمكنه العودة للمجتمع بشكل طبيعي لان ما لا يفهمه العالم ان معظم الناس تحب الاستماع الى قصص التعذيب، 'شخص علق هناك على حبل الاعدام، دماء هنا وهناك، ما يبقى امامك في النهاية لتراه هو حبل، دائما تعود للزمن حين شبحت، هذا المشهد لا يغادرك'. وقال انه يرى ان 'كارثة قام بها احدهم ويجب ان يتم اصلاحها'. وقد انضم هو واخرون من المعتقلين السابقين العائدين الى مركز اعلن عنه هذا الشهر وهو 'مركز عدالة غوانتنامو'. ومن بين المعتقلين السابقين الذين اصبحوا ناشطين في الدفاع عن زملائهم معظم بيغ، من برمنغهام والف مذكرات 'عدو مقاتل' حيث اعتقل في افغانستان مدة عام ونقل الى غوانتنامو وافرج عنه عام 2005. وهناك جميل البنا، الذي يحمل الجنسية الاردنية وطلب اللجوء في بريطانيا واعتقل عام 2002 في غامبيا ونقل الى السجن الاسود في افغانستان وبعدها الى غوانتنامو. وعاد عام 2007. وكان بشر الراوي قد اعتقل مع البنا في غامبيا، وهو لاجئ عراقي في لندن، وقد زعمت الاستخبارات البريطانية انه كان يحمل معه اثناء اعتقاله مواد لصناعة متفجرات لكن ظهر لاحقا ان ما كان بحوزته هو شاحن بطاريات. واطلق سراحه عام 2007 ويعمل في منظمة لحقوق الانسان ويعيش في لندن. وهناك ثلاثة من تيبتون ميدلاند، ومنهم شفيق رسول حيث عادوا عام 2004 وقدموا دعوى قضائية طالبوا فيها بتعويضات بالملايين لاتهامهم الامريكيين بالسماح باستخدام اساليب تعذيب غير مشروعة لكن امريكا رفضت الدعوى على ارضية انه لا يسمح لهم التقدم بها امام المحاكم الامريكية. القدس العربي