الجزائر:عادت هذه الأيام الإشاعات عن اعتزام الشقيق الأصغر للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تأسيس حزب سياسي تزامنا مع اقتراب انتهاء موسم الصيف، واستئناف النشاط السياسي بعد صيف لم تحسم فيه الكثير من الملفات العالقة.ونشر الثلاثاء الموقع الإخباري "كل شيء عن الجزائر" أن السعيد بوتفليقة سيصبح رئيسا شرفيا لحزب جديد سيتأسس في شهر أيلول (سبتمبر) الجاري، مضيفا أن الحزب سيحمل اسم التجمع من أجل الوئام الوطني. وقال الموقع المتخصص في الشأن الجزائري ان هذا الحزب سيتم الإعلان عنه بالتزامن مع اعتماد وزارة الداخلية لعدد من الأحزاب التي سبق وأن قدمت ملفات اعتمادها، وخاصة حزب الاتحاد الجمهوري الديمقراطي الذي يرأسه الوزير السابق عمارة بن يونس، وكذا حزب الحرية والعدالة الذي يقوده محمد السعيد مرشح الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ويأتي هذا الخبر بعد أسابيع من الإعلان عن منظمة الأجيال الحرة، التي قيل وقت تأسيسها بأنها مقدمة لتحولها إلى حزب سياسي يرأسه شقيق الرئيس بوتفليقة، خاصة وأن حفل التأسيس حضرته عدة شخصيات سياسية، وحظي باهتمام إعلامي كبير. ويرى المراقبون أن خروج شقيق الرئيس بوتفليقة الأصغر السعيد من الظل إلى الواجهة مغامرة غير مضمونة النتائج، على اعتبار أن الهدف من خروجه إلى ساحة الأداء العام ليس ممارسة العمل السياسي الرسمي والعلني، بقدر ما يخفي رغبة في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، أو ما أضحى يسمى في الجزائر توريث الحكم داخل عائلة بوتفليقة. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن النية فعلا موجودة لدى الرئيس بوتفليقة في توريث الحكم لشقيقه، وأنه قال في إحدى اللقاءات مع مسؤولين أوروبيين زاروا الجزائر ما معناه:" لقد كنت مخطئا لما انتقدت في الماضي حافظ الأسد وحسني مبارك على مسألة التوريث، ولكني اليوم أتفهم موقفيهما، لأن استقرار البلد شيء مهم". وأوضحت أنه بصرف النظر عن نية الرئيس أو شقيقه في توريث الحكم، إلا أن طبيعة نظام الحكم في الجزائر ودرجة تعقيده تجعل من الصعب تكرار ما حدث في سوريا أو ما يحضر في مصر لتوريث الحكم لجمال مبارك، مؤكدة على حتى وإن كان شقيق الرئيس نجح في صنع شبكة علاقات، وتبوأ بطريقة غير مباشرة منصب الرجل الثاني في الدولة، إلا أن الثقل الذي أضحى الرئيس بوتفليقة يتمتع به داخل منظومة الحكم لا يكفي لفرض شقيقه رئيسا للبلاد. وكان أبو جرة سلطاني الوزير السابق ورئيس حركة مجتمع السلم (تيار إسلامي عضو في التحالف الرئاسي) قد صرّح قبل يومين أن الرئيس بوتفليقة ليست له أي نية في توريث الحكم لشقيقه. ويعتقد فيصل مطاوي صحافي بجريدة "الوطن" (خاصة صادرة بالفرنسية) أن الرئيس بوتفليقة مقتنع في بداية ولايته الثالثة أن الخلود في السلطة أصبح ضرورة، مشيرا إلى أنه لم يعدل الدستور بإلغاء المادة التي كانت تمنعه من الترشح لولاية الثالثة حتى يغادر الحكم هو وأسرته. وأوضح أن بوتفليقة على ما يبدو غير مقتنع بأن أحزاب التحالف الرئاسي تشكل قاعدة اجتماعية، لذا يسعى وراء قاعدة جديدة هو يشكلها ويؤثر فيها، مؤكدا على أنه لن يجد للقيام بهذه المهمة غير شقيقه السعيد الذي أصبح بيده الحل والعقد في رئاسة الجمهورية، وذلك لتغيير الخارطة السياسية برمتها. وأكد مطاوي على أن الجملوكيات أصبحت ظاهرة في إفريقيا، وأنه من غير المستبعد أن يتنازل عن كرسي الرئاسة لأخيه، متسائلا: "هل باستطاعة بوتفليقة أن يحقق هذا المشروع، علما وأنه لا يتحكم بصفة كلية في دواليب الحكم، على اعتبار أن الجيش لا يزال قلب السلطة في الجزائر؟ السؤال يبقى مطروح"، يقول المصدر ذاته.