الجزائر:قال عبد الله جاب الله الرئيس السابق لحركة الإصلاح الجزائرية (تيار إسلامي) ان تصريح وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني الأخير الذي قال فيه بأنه ليس لدى السلطة نية في إصدار عفو شامل عن المسلحين، دليل على التخبط الحاصل في هذا الشأن، مشددا على أن السلطة لم تسر أبدا في طريق المصالحة حتى وإن رفعت هذا الشعار.وأضاف جاب الله في اتصال مع "القدس العربي" الجمعة أنه لا يزال مقتنعا بأن السلطة تتاجر بمصطلح المصالحة الوطنية، معتبرا أن الماسكين بزمام الحكم عرفوا كيف يستغلون شعار المصالحة من أجل تثبيت أركان حكمهم. وأوضح أن هؤلاء تعاملوا دائما بمنطق الغالب والمغلوب، مع التكفل ببعض الملفات الاجتماعية لضحايا الأزمة التي عاشتها البلاد خلال تسعينات القرن الماضي. وأشار إلى أن التضارب الحاصل في التصريحات بين عدد من الوزراء والوزير الأول بشأن موضوع العفو الشامل الذي تحدث عنه الرئيس بوتفليقة خلال حملته الانتخابية الأخيرة، دليل على أن هناك مراكز قوى ترفض هذا المشروع، وبأن هناك تجاذبات حوله. وأكد عبد الله جاب الله أن الوضع القائم يؤكد أنه لن يتم الإعلان عن عفو شامل لا الآن ولا في الآفاق المنتظرة، مشيرا إلى أن الكلام الذي قاله الرئيس بوتفليقة في موضوع العفو الشامل لا يعدو أن يكون كلام حملات انتخابية لا أكثر ولا أقل، على اعتبار أن المرشحين عادة ما يقولون كلاما ويطلقون وعودا هدفها دغدغة مشاعر المواطنين، وسرعان ما يتناسونها بمجرد انتخابهم. وشدد المصدر ذاته في نفس الوقت على أنه يرفض هذا السلوك، خاصة وأن الأمر يتعلق برئيس الدولة، الذي يفترض أن يحترم الوعود التي قطعها على نفسه أمام الشعب. جدير بالذكر أن وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني قال الأربعاء الماضي، على هامش افتتاح البرلمان لدورته الخريفية، ان ليس لدى السلطة نية في إصدار عفو شامل عن المسلحين، مضيفا أن ذلك ليس من اهتمامات الحكومة في الوقت الراهن وليس ضمن أجندتها. وأضاف أن القوى والأطراف السياسية التي تتحدث عن ضرورة إقرار العفو الشامل، تسعى إلى فتح نقاش سياسي هامشي حول مسألة لم يحن وقتها بعد. وقد طرح هذا التصريح الكثير من التساؤلات بشأن تراجع الرئيس بوتفليقة عن وعده بالذهاب إلى عفو شامل، على اعتبار أنه لم يعد للحديث حول هذا الموضوع مجددا منذ إعادة انتخابه لولاية ثالثة. من جهة أخرى فإن يزيد زرهوني يعتبر أحد رجال الثقة بالنسبة لبوتفليقة، وهذه أول مرة يقول فيها أحد رجال الرئيس كلاما مثل هذا، بدليل أن عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة السابق والوزير الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة أكد قبل أشهر أنه ليس هناك أي تراجع وأنه سيتم الإعلان عن العفو الشامل قريبا. القدس العربي من كمال زايت