تونس6 - 9(كونا)الفجرنيوز:ادخلت تقنيات الاتصال الحديثة لاسيما الانترنت تغييرا جذريا وملحوظا على سلوك التونسيين من ناحية قضاء وقت الفراغ المتوفر خلال شهر رمضان المعظم سواء في النهار او ليلا بعد صلاة التراويح.وبينما ظلت ظاهرة النوم ومتابعة المسلسلات والبرامج الدينية الحل الامثل لكبار السن والموظفين لقضاء الوقت والتسلية في انتظار ساعة الافطار نهارا والسهر ليلا فان الابحار في شبكة الانترنت والتخاطب عبر (فايس بوك)اصبح الهواية الرئيسية لشريحة واسعة لاسيما من الشباب لملء الفراغ خلال الشهر الفضيل. وقد تعزز هذا السلوك الجديد والبارز للعيان خلال رمضان الجاري بعد ان حققت تونس شأنها في ذلك شأن معظم الدول العربية والاسلامية الاخرى قفزة كمية ونوعية مهمة في نشر الثقافة الرقمية جسدها تطور مذهل في سعة الربط بشبكة الانترنت بنسبة 300 بالمائة خلال سنة واحدة طبقا لاخر البيانات الصادرة عن وزارة تكنولوجيات الاتصال.كما اصبح الدخول في شبكته بالسعة العالية عبر خطوط (اي.دي.أس.ال) ونظام (الوي. في) متوفرا بشكل واسع وفي متناول الجميع في المقاهي ونوادي الانترنت المنتشرة في مختلف المدن وحتى القرى التونسية والتي تشهد اكتظاظا كبيرا سواء النوادي نهارا بين الظهر والمغرب او المقاهي ليلا بعد الافطار وحتى ساعة السحور.واصبح الابحار في شبكة الانترنت وسيلة رئيسية للتسلية وملء الفراغ في هذا الشهر وللعديد من المولعين ايضا بالمشاركة في المسابقات وعمليات المراهنة الرياضية وغيرها ومشاهدة السهرات الرمضانية المختلفة عبر الانترنت. هذا وقد صنفت مجموعة (اراب ادفايزورس) تونس في المرتبة 11 في المنطقة العربية من حيث الربط بالانترنت وذلك وفقا لمؤشر الربط الجملي بالبلاد (تي.سي.سي.ام).وما يؤكد هذا التصنيف العالمي والعربي المتقدم نسبيا لتونس في مجال استخدام تكنولوجيات الاتصال الحديثة ارتفاع عدد مستخدمي الانترنت حتى اواخر يونيو الماضي بواقع 47 بالمائة ليصل الى حوالي 3 ملايين اي بواقع 30 مستعملا لكل 100 ساكن. بالاضافة الى زيادة استعمال الحواسيب في تونس بنسبة 30 بالمائة ليفوق عددها المليون حاسوب اي بواقع 54ر10 حاسوب لكل 100 ساكن لاسيما نتيجة البرنامج الرئاسي الخاص بتعميم ما يطلق عليه (الحاسوب العائلي) المدعوم حكوميا للاسر محدودة الدخل.وعلى الرغم من اكتساح الانترنت لحياة شريحة واسعة ومهمة من التونسيين الذين وجدوا فيه وسيلة بديلة وحديثة لقضاء الوقت وملء الفراغ خلال شهر الصيام الا ان ذلك لم يمنع الكثيرين الابقاء على وسائل الترفيه والتسلية الرمضانية التقليدية. ونتيجة لقصر فترات العمل خلال رمضان فانه يتبقى للافراد العاملين وقت طويل نسبيا من الظهر وحتى ساعة الافطار فيقصد الكثير من التونسيين الواجهة البحرية والشواطىء بحثا عن شيء من البرودة لمواجهة موجة الحر الشديدة التي تجتاح تونس هذه الايام والتي تزيد من مشقة تحمل الصيام.بينما يفضل البعض الاخر الحفاظ على العادة الرمضانية التقليدية بالتفسح في الاسواق او ممارسة احدى الهوايات والالعاب الرمضانية التقليدية كلعبة (الخربقة) و(الداما) و(الشطرنج) او ممارسة هواية الصيد البري في بعض المناطق الريفية التونسية. اما في المناطق الساحلية البحرية فان العديد من التونسيين يقضون وقت الفراغ ظهرا في انتظار ساعة الافطار بممارسة هواية الصيد البحري للبحث عن البرودة وفي الوقت ذاته محاولة صيد بعض الاسماك للمساعدة على سد بعض نفقات مائدة رمضان المكلفة في ضوء ارتفاع اسعار المواد الغذائية بما في ذلك اسعار السمك بانواعه المختلفة.ويلاحظ المتجول عبر المدن والقرى الساحلية التونسية ظهرا وجود حركة غير عادية للصيادين بالعصا من مختلف الشرائح والاعمار على الشواطىء وفي الموانىء البحرية حيث تكثر بعض الانواع من الاسماك التي تتغذى من فضلات البواخر ومراكب الصيد مثل سمك (المجل) و(البوري) وسمكة الورقة الصغيرة (وردقلة). وبعد انتهاء صلاة العشاء والتراويح يبدأ السهر اما في البيوت او المقاهي وعلى الشواطىء ولعب الورق وتدخين الشيشة لاسيما للرجال حيث يعتبر قضاء الليل حتى اقتراب موعد السحور وصلاة الفجر القاسم المشترك بين التونسيين والتونسيات باستثناء عشاق الابحار في شبكة الانترنت.