ايداع 9 من عناصرها السجن.. تفكيك شبكة معقدة وخطيرة مختصة في تنظيم عمليات "الحرقة"    الرابطة الثانية (ج 7 ايابا)    قبل نهائي رابطة الأبطال..«كولر» يُحذّر من الترجي والأهلي يحشد الجمهور    أسير الفلسطيني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية    حادث مرور مروع ينهي حياة شاب وفتاة..    حالة الطقس لهذه الليلة..    أولا وأخيرا: لا تقرأ لا تكتب    افتتاح الدورة السابعة للأيام الرومانية بالجم تيسدروس    إيران تحظر بث مسلسل 'الحشاشين' المصري.. السبب    إنتخابات جامعة كرة القدم: إعادة النظر في قائمتي التلمساني وتقيّة    بسبب القمصان.. اتحاد الجزائر يرفض مواجهة نهضة بركان    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    بين قصر هلال وبنّان: براكاج ورشق سيارات بالحجارة والحرس يُحدّد هوية المنحرفين    نابل: إقبال هام على خدمات قافلة صحية متعددة الاختصاصات بمركز الصحة الأساسية بالشريفات[فيديو]    الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع "حماس"    بطولة المانيا : ليفركوزن يتعادل مع شتوتغارت ويحافظ على سجله خاليا من الهزائم    تونس تترأس الجمعية الأفريقية للأمراض الجلدية والتناسلية    المعهد التونسي للقدرة التنافسية: تخصيص الدين لتمويل النمو هو وحده القادر على ضمان استدامة الدين العمومي    2024 اريانة: الدورة الرابعة لمهرجان المناهل التراثية بالمنيهلة من 1 إلى 4 ماي    مشروع المسلخ البلدي العصري بسليانة معطّل ...التفاصيل    عميد المحامين يدعو وزارة العدل إلى تفعيل إجراءات التقاضي الإلكتروني    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية    الكاف: قاعة الكوفيد ملقاة على الطريق    استغلال منظومة المواعيد عن بعد بين مستشفى قبلي ومستشفى الهادي شاكر بصفاقس    الدورة الثانية من "معرض بنزرت للفلاحة" تستقطب اكثر من 5 الاف زائر    تسجيل طلب كبير على الوجهة التونسية من السائح الأوروبي    بطولة مدريد للتنس : الكشف عن موعد مباراة أنس جابر و أوستابينكو    جمعية "ياسين" تنظم برنامجا ترفيهيا خلال العطلة الصيفية لفائدة 20 شابا من المصابين بطيف التوحد    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون    الأهلي يتقدم بطلب إلى السلطات المصرية بخصوص مباراة الترجي    كلاسيكو النجم والإفريقي: التشكيلتان المحتملتان    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    اليوم.. انقطاع الكهرباء بهذه المناطق من البلاد    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    وزير السياحة: 80 رحلة بحرية نحو الوجهة التونسية ووفود 220 ألف سائح..    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    الكاف: إصابة شخصيْن جرّاء انقلاب سيارة    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    السيناتورة الإيطالية ستيفانيا كراكسي تزور تونس الأسبوع القادم    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جدلية الهوية الثقافية العربية على محك العولمة (1+2)
نشر في الفجر نيوز يوم 14 - 02 - 2008

جدلية الهوية الثقافية العربية على محك العولمة (1-2)
بقلم: د. عبد الجليل التميمي
اهتم الرأي العام العربي والدولي بمختلف اتجاهاته وقناعاته وإيديولوجياته بملف العولمة وتداعياتها على المجتمعات والأفراد والأمم، وهو الملف الذي أصبح من المواضيع الأكثر نقاشا وجدلية اليوم (1)، وكان وراء مئات المؤتمرات والندوات والموائد المستديرة في كل الفضاءات والمراكز والجامعات والقنوات الفضائية عبر العالم (2)،
وساهم فيها خبراء واستراتيجيون ومنظرون دوليون ومشاركون عابرون. وقد برز خلالها تياران لا ثالث لهما، أولهما هو المؤيد المطلق والمدافع الشرس عن العولمة ومكاسبها، باعتبارها هبة العالم المتقدم إلى العالم بأسره. أما ثاني التيارين فهو الرافض لها جملة وتفصيلا، باعتبار هذه العولمة هي اغتصاب ثقافي استهدف العمق الحضاري للأمم والشعوب والأقليات.
وقد تولد عن ذلك صدور مئات العناوين كل شهر تقريبا وبعدة لغات لدى دور النشر الدولية (3)، وسلطت الأضواء المتضاربة عن صيرورة العولمة اليوم. والتساؤل أين نموقع البلاد العربية من هذا الاهتمام لملف تداعيات العولمة المختلفة علينا وعلى حياتنا المعرفية والإقتصادية والسياسية وعلى الأخص من ذلك على هويتنا الثقافية (4)؟.
للإجابة على هذا التساؤل المبدئي نرى أن النقاش حول العولمة شد الإنسان العربي أيا كان اختصاصه وعلى الأخص من ذلك قطاع المال والأعمال المرتبط أساسا بالعالم الأورو-أمريكي، وهو الذي قبل بالأمر الواقع وانخرط في دوامة العولمة. إلا أنه من جهة أخرى برزت المواقف البكائية والتي أغرقتنا في عملية التشخيص والوصف وافتعال نظرية المؤامرة ضد الأمة العربية كوسيلة نعلق عليها القصور المفاهيمي العربي والمواكب للعصر العولمي الذي غزا العالم أجمع (5)، ويتم ذلك دون التوصل إلى تبني استراتيجية مستقبلية تحدد المفاهيم والالتزامات والتشريعات الأساسية الجديدة التي أحدثتها العولمة. فعسى أن نوفق في اختراق هذا الملف ونخرج بتصورات وتشريعات عملية قابلة للتنفيذ، كما ونعمل على الدفاع عن الهوية الثقافية العربية في المساقات العولماتية الجديدة. وبادئ الأمر لديّ ملاحظة أسردها هنا :
- يشد انتباه أي باحث متأمل في الواقع العربي الحالي، أنه واقع متدن غير مؤسساتي، ولا يزن في المعادلات الدولية شيئا، وهذا نظرا لعدم استشراف دقيق لتداعيات المد العولمي الجارف والعاصف والذي سيطر على الكون كله، وحيث استهدف ليس فقط المؤسسات التربوية بل العمق الحضاري بثوابته ومبادئه وقيمه وتقاليده العريقة، من خلال سيطرة الشركات الكبرى المتعدّدة الجنسيات الاقتصادية والمالية والتجارية وهي التي افتكت مقاليد السلطة والنفوذ (6) وأصبحت تمسك بمقدرات الشعوب وتفرض عليها نماذجها وقوانينها. كما برزت نتيجة لذلك زمن المستضعفين تكنولوجيا وثقافيا ومعرفيا، وهم الذين دحرجتهم العولمة الجارفة إلى أسفل السافلين وأبعدتهم تماما عن الاستفادة من تداعياتها الإيجابية والعمل على تفادي مضارها المدمرة عليهم ثانيا.
لنركز بادئ الأمر حول التداعيات الإيجابية لزمن العولمة الذي نعيشه الآن :
إننا نعيش زمانا جديدا تحكمت العولمة في كل آلياته وانقسم العالم إلى زمن الأقوياء ماليا وتجاريا وتكنولوجيا ومعرفيا وثقافيا، والضعفاء المغلوبين على أمرهم. ونظرا لتشعب مسالك هذا الموضوع، سوف نتوقف بادئ الأمر حول إيجابيات العولمة المعرفية والتي تهمنا مباشرة، لارتباطها بالذاكرة الجماعية للأفراد. وبادئ الأمر نشدد على أن التواصل مع الخبراء والمتخصصين في كل حقول المعرفة في العلوم الإنسانية أو بقية العلوم الأخرى من فيزياء وكيمياء وحسابيات وطب، أصبح أمرا سهلا ويسيرا جدّا من خلال تقليص المسافات في بعديها المكاني والزماني، وهذا ما ساهم بشكل مباشر في تعزيز وتعميق جدلية التواصل والحوار بين الأفراد والجماعات وعلى الخصوص مع جمعيات المجتمع المدني الدولية، وهذا على الرغم من اختلاف المقاصد والأهداف ونسبية النتائج النهائية. لنتوقف قليلا حول ما توفره العولمة الانترناتية بالنسبة للتعليم العالي والبحث العلمي مثلا، والتي جسدتها بعض الجامعات الرائدة اليوم عندما انظم عشرات الملايين من الأفراد عبر العالم (نعم عبر العالم) لتلقي العلم بالوسائط السمعية البصرية مجانا. ناهيكم أن معهد ماستشوسيتس للتكنولوجيا (M.I.T) مثلا، لديه حاليا 1800 صف تؤمن الدروس مجانا وأن 35 مليون شخص (نعم خمسة وثلاثون مليونا) جربوا دورات هذا المعهد. والتي تؤمن لخريجيها أن يبقوا على اتصال بالجديد الجديد في البحث العلمي بل والمشاركة فيه من خلال تعميم الشراكة البحثية الدولية وتحقق المصلحة العامة (7)، إذ الأفكار والمال تتخطى الحدود بطريقة سريعة ومدهشة لم يسبق لهما مثيل في التاريخ البشري.
لقد انتهى زمن الجامعات العربية التقليدية التي لا تزن شيئا ولا قيمة لها علميا على المستوى الدولي. كما أن زمن احتكار المعلومات في وجوه الباحثين وإعاقة الاستفادة من أرصدة المعارف المختلفة، هي ظاهرة بائسة، مازال سدنة المكتبات والأرشيفات العربية يمارسونها بل ويمنعون حتى مواطنيهم من الاطلاع عليها. والحقيقة أن هذا الأمر قد انتهى وحلت محله الآن فلسفة ومبدأ الوصول الحر للمعلومات(8) عندما قضت الأنترنت هذا الإشكال ووضعت على الانترنيت المكتبات الوطنية الدولية مثل المكتبة الوطنية في السويد وقوائم المخطوطات والأرشيفات في مواقع ثابتة ومفتوحة للجميع، بل وفتحت روائع المسرح والمتاحف العالمية والجامعات ومراكز البحوث الحقيقية والافتراضية عبر العالم، الأمر الذي مكن من معرفة آخر المستجدات البحثية والنظريات والاختراعات الجديدة ومواكبتها بسرعة جنونية في عديد التخصصات الفنية والطبية والتكنولوجية.
فالتحرر المعرفي العولمي أصبح قيمة مقدسة دون نقاش، وإن هذه النتيجة الرائعة للعولمة على مستوى التعليم العالي (9) تعد المكسب الثمين والذي فاق أهمية كل المكتشفات العلمية عبر التاريخ الإنساني قاطبة، بما في ذلك اكتشاف غوتنبرغ للمطبعة في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي. ولا شك أننا اليوم نعيش اكتشافا جديدا على غرار اكتشاف غوتنبرغ، ونعني به النشر الالكتروني، الذي سهل على الجميع اقتناء آخر المستجدات من الكتب في لحظات معدودات. وإنه من العقوق عدم الاعتراف للعالم المتقدم بهذه الحصيلة المشرفة فعلا. فالعولمة المعرفية بصفة خاصة، تمثل بالفعل أجمل وأروع الإنجازات على الإطلاق باعتبارها خلاصة تطور المعرفة الإنسانية برمتها، والتي شرفت الإنسانية جمعاء من خلال تفجير طاقات الإبداع والخلق وموقعت الإنسان، موقعا جديدا بتسريع هائل لوتيرة التقدم وتبني العقلانية، إلاّ أننا نؤكد، من جهة أخرى أن مضارها عديدة (10)، كما سوف نشرحه لاحقا.
فالعولمة المعرفية إذن في خطوطها الكبرى ودون الدخول في التفاصيل، تعد بحق خيرا وهي هدية رائعة من العالم المتقدم للعالم البحثي والجامعي بأسره، وإنه من الخطا الجسيم اعتبار العولمة المعرفية بالذات، وكأنها احدى أدوات الاستعمار الإمبريالي، أو نموذج جديد للأوربة والأمركة الزاحفة على شعوبنا العربية (11). وفي اعتقاد هذا الفريق المعارض للعولمة المعرفية "أن لا شيء يجمعنا بهذا الانبهار والذوبان سوى تاريخنا وحضارتنا التي كانت المعلم والملهم للعالم كله.." (12). كما تم التأكيد أن أمة العرب، هي وريثة أعظم الحضارات التي لم يشهد مثلها العالم (13). إن هذا الموقف يائس حقا، ولا يمكن أن يتبناه إلا كلّ من تعمد عدم إدراك نتائج المتغيرات العولماتية، فلا أحد يشكك في سمو ونبل حضارتنا وانه لشرف لهذه الأمة أن تعتز بهذه المكاسب العلمية الرائدة، ولكننا اليوم نعيش زمانا له نواميس وقوانين جديدة وعلى مجتمعاتنا وأنظمتنا السياسية والتربوية والبحثية أخذ ذلك بالاعتبار، وتوظيف مكتسبات هذه العولمة الفاعلة والإيجابية في حياتنا العامة. إن الحرب التي أعلنها هذا الفريق على العولمة ويحاربها بالخطابات والكتابات النارية باسم القومية والحفاظ على التراث تارة والدين تارة أخرى، لم تعد تجدي نفعا على الإطلاق، وحيث نعتها أحد الباحثين بالجهل المعرفي (14). أما الكاتب أمين معلوف في كتابه الهويات القاتلة، فيذكر أن رياح العولمة الذي تهب على العالم أجمع، سيكون مضحكا إذا سعى البعض إلى عرقلتها وأن الأفضل أن نعرف كيف نستفيد من ذلك بأمان .. (15).
لنؤكد من جديد إننا نعيش زلزالا رهيبا لم يعد يسمح لنا بإلحاق التخلف الذي ران على جامعاتنا ومؤسساتنا التربوية والبحثية طوال نصف قرن من الاستقلالات السياسية للبلاد العربية. ومع هذا هناك عقلاء ومفكرون جادون في الوطن العربي ألقوا الصيحة تلو الأخرى مؤكدين : "أن دول الجنوب في الواقع لم يعد لها خيار سوى إخضاع أي شكل من أشكال الدولة وأي مفهوم من مفاهيم السيادة الوطنية إلى متطلبات العولمة، كلما حدث ويحدث ذلك في البلاد الشمالية بنجاح كامل" (16).
أن مثل هذه الدعوات الملحة، قد ترجمت عن اختمارات تأملية عميقة جدّا في الصيرورة الحتمية للعولمة، إلا أنه لم يقع التوقف عندها لاستخلاص عديد الدلالات والاستشراف لتداعيات العولمة الفاعلة والإيجابية على مجتمعاتنا العربية. ومع هذا فإننا لا ندعو إطلاقا إلى عدم دراسة الأخطار الحقيقية للعولمة أو التغاضي عن سلبياتها المدمرة، إذ العولمة لا تعترف بالحدود ولا بالسلطة السيادية الوطنية ولا بالإيديولوجيات المبنية على الآحادية الفكرية ولا بالتراث الفكري أو الثقافي أو اللغوي، بل أن التوجه البارز اليوم هو أن المؤسسات متعدّدة الجنسيات، خططت للاستيلاء على الكون، قابرة بذلك عهد القوميات والخصوصيات الفكرية والدينية المختلفة، وهذا ما يعني حتما هيمنة قوة عظمى ونظام اقتصادي وسياسي وفكري وثقافي من خلال السعي إلى رسم حدود بديلة وانتشار قيم ثقافية حددتها الشبكات العالمية وأقمار الاتصالات، التي تعد سلاحا إيديولوجيا خطيرا، لتمرير هذه الاستراتيجيّة التي قضت بتجاوز الحضارات السابقة مهما كان ثقلها وأهميتها وإنجازاتها على الصعيد الكوني أمثال الحضارات الصينية والعربية - الإسلامية والأمريكية-اللاتينية والهندية وحضارات الشرق الأقصى وغيرها ذات المدلولات الفاعلة في تطور الإنسان عبر العصور.
إن الايديولوجيا الأورو-أمريكية قائمة على مكونات حداثتها وتسعى بمنهجية على تسطيح العقل البشري بأسلوبها وفقا لمسلمات حداثتها والمنادية الى تقديس سلطة القانون واستقلال المؤسسة القضائية ثم ممارسة الديمقراطية المسؤولة والمستديمة ثم تبني الليبرالية الاقتصادية والتجارية والحضارية، دون هوادة، كمعايير جديدة للتطور البشري عموما. وقد شكّلت كل هذه المبادئ الأساسية ما اصطلح عليه بالنظام العالمي الجديد للحضارة الكونية، ومورست بعنف وبدقة متناهية وكانت من نتائجها خلخلة المجتمعات التاريخية (التقليدية) وضربت هوياتها الحضارية وعمقت هوة تخلّفها بإحداث شرخ عميق جدا في معتقداتها وممارساتها وثوابتها، وهي التي تأسّست عبر الأجيال، وهذا هو ما عدّ تهديدا مباشرا للأمن الثقافي العام للبلاد العربية. وعليه أصبح التوجه ثابتا نحو نفي الدولة وتأسيس عالم بدون وطن أو أمة، وفرض نمط جديد من القيم والمعايير، وهو ما اعتبر عدوانا حقيقيا على العالم الثالث بأسره (17). ألم تصرح Albright وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1999 "نحن الأمة الضرورة، ونحن الأعلى وعليه فنحن نرى أبعد من غيرنا.." (18).
وهذا ملف شائك ومعقد جدا وتضاربت حوله الآراء والمواقف شرقا وغربا. فلنتوقف الآن حول تداعيات العولمة على الهوية الثقافية العربية.
الهوية الثقافية العربية أمام محك العولمة وتحدياتها العديدة
إن المنطق الاستعلائي الهجومي الممارس ضد مختلف الشعوب والأمم، ساهم في التطاول على الثوابت الدينية والعقائدية للديانات والعقائد في العالم العربي-الإسلامي وتحقيرها عبر كلّ الوسائل السمعية البصرية والأقمار المعولمة والتي تبث على مدار الأيام، الكثير من التضليل والتزييف والأباطيل ضد الآخرين، ونشر الرعب والخوف والحذر من كل الفئات والأفراد والجماعات والأمم التي تقف صامدة للدفاع عن هويتها الثقافية وتراثها وذاكرتها الحضارية الجماعية (19).
جدلية الهوية الثقافية العربية على محك العولمة (2-2)
بقلم: د. عبد الجليل التميمي
16 فيفري .2008
لنتوقف حول ماهية الهوية الثقافية العربية ومكوناتها الأساسية وهل بمقدورنا أن نجد تعريفا شاملا للهوية الثقافية العربية والسبل الكفيلة لتعزيز مضامينها، حتى نتمكن من اجتياز هذا الإمتحان العسير الذي نواجهه اليوم أمام تحدي العولمة الثقافية لنا؟
وبادئ الأمر لا يوجد تحديد مفاهيمي موضوعي للهوية الوطنية بشكل عام، وقد أكد ذلك المؤرخ نواريال (Noiriel)، وهو الذي يعد أبرز المؤرخين الناشطين في المركز التاريخي للهجرة بباريس والذي تم إنشاؤه منذ 30 سنة (20) وهذا المؤرخ وقف ضد مشروع الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي عندما أعلن هذا الأخير عن إنشاء وزارة الهجرة والهوية الوطنية (كذا). وذهب المراقبون إلى القول بأن شعار الهوية في حملته الانتخابية، شكل تحولا هاما وحاسما وسمح له بتحقيق انتصاره المطلق فيها بسهولة ويسر(21). وقد أضاف الرئيس ساركوزي في حملته أن الهوية الفرنسية هي الشخصية والروح والمميزات الوطنية، وأن فرنسا تعيش أزمة أخلاقية أي أزمة قيم ومرجعيات وهي أزمة هوية.. وأن هوية فرنسا هي ولا شك معجزة التوافق ووحدة التناقضات ويتم ذلك في انسجام تام باعتبار فرنسا هي روح ومبدأ روحاني (22).
إن الدرس الذي نخرج به من تركيز الرئيس الفرنسي ساركوزي حول الهوية الوطنية في نظره يشكل حجر الزاوية في تكوين الأفراد والشعوب والجماعات، وهي بالتالي نتاج اجتماعي خاضع لطبيعة العلاقات الإجتماعية ولطبيعة التكوين التاريخي الثقافي المدون في الذاكرة الجماعية (23). وعلى ضوء ذلك يقدم الرئيس الفرنسي جدلية ومحتوى جديدين للخطاب الهوياتي يتجاوز المضامين التقليدية السائدة لدينا مثلا، باعتبار أن الهوية الثقافية هي إذن نتاج تطور الإنسان عبر وجوده المطلق (24) وما تركه من بصمات وتقاليد وعادات ترجمت عن عديد الخصوصيات للمجتمع الذي ولد وترعرع فيه.
ودون أن نتوقف حول طبيعة وآليات الاستثناء الثقافي الذي قامت به فرنسا عندما تصدّت للهيمنة الفكرية واللغوية والسينمائية الأمريكية، دفاعا عن هويتها الثقافية، برزت العولمة كما بدت للجميع، وكأنها تهدّد التنوع الثقافي الذي يشكل آخر قلاع المقاومة ضد استباحة واحتواء الهوية، باعتبار أن المخزون الثقافي لكل هوية، يعد العنصر الجوهري في تحديد الهوية بالنسبة للجميع، وهذا خلافا لهوية بعض العرب الأمريكيين أو العرب الأوروبيين الذي يرفضون حتى الانتماء الهوياتي إلى أصولهم العربية (25) لأسباب واضحة جدّا، ولم يتولد عن ذلك الوهج الثقافي العربي للهوية الثقافية لديهم، انطلاقا من أن الهوية العربية الأمريكية، كانت ومازالت محل ريبة وشك (26)، ونفس هذا الأمر لعدد آخر من الدول الأوروبية، إذ برز تيار لابد من أخذه بالاعتبار في الفضاءين الأوروبي والأمريكي قضى بسرعة، بالتنصل من الهوية العربية وتبني هوية البلد المقيم. ولم يبق لهؤلاء المنبتين سوى الركون إلى المطبخ العربي الذين يعد آخر الرموز التي تشعرهم بأنهم ما زال لديهم بعض الحنين الوهمي العربي (27). وتلك إشكالية تحتاج إلى مناقشتها ودراستها عن حدة.
والسؤال الآن ما هي الاستراتيجية العربية الواجب تبنّيها لحماية المرتكزات التي كانت وراء هويتنا الثقافية والحضارية ؟ وهل باستطاعتنا حماية تلك الهوية في المستقبل القريب أو البعيد من الذوبان التدريجي والسقوط أمام عالمية العولمة الحضارية والثقافية والتي أحدثت آثارا مدمّرة لمجمل الهويات الثقافية غير الاورو-أمريكية وليس فقط هويتنا العربية-الإسلامية، وسعت إلى فرض ثقافة عالمية موحدة ومهيمنة، إذ لا مجال للحديث عن ثقافات أو خصوصيات وطنية ثقافية (28)، بل تم التخطيط لانتشار نظام جديد للقيم والتصورات والتمثلات المرتكزة على ثقافة السوق والمنافسة والبقاء للأجود، ثقافة الرمز والصورة (29). وإن استراتيجيي العولمة الثقافية وضعوا مخططا يقضي بهندسة لهوية ثقافية جديدة. أما بقية الهويات الثقافية والحضارية المتدنية في نظرهم، فليست بقادرة على العيش. وعلى العالم أن يتبنّى محاسن ومساوئ جدلية هذه العولمة الثقافية الكونية، ما دامت الشعوب الأخرى غير مؤهّلة علميا وثقافيا وتقنيا لإثراء منظومة الحداثة الكونية، بل هي عالة عليها كما يؤكد ذلك واقع المجتمعات العربية والإسلامية اليوم، المتميز بالتأخر الثقافي والفكري والبحثي حيث لم توفق مختلف مؤسساته ومنظماته وجامعاته ونخبه ومجتمعاته المدنية، في تبنّي استراتيجية فاعلة من أجل حماية ليس فقط الهوية الوطنية، بل أكثر من ذلك حماية وجودنا على هذه الخريطة الكونية الجديدة، وكان الواجب نحته مستقبلا في الذاكرة الجماعية للأمّة، وقد ذكر جاك دولور ان الهيمنة الثقافية هي إحدى شروط غزو الأسواق (30)، وأن الثقافة أصبحت سلعة كباقي السلع والثقافة المتدنية لا يمكنها أن تصمد أبدا أمام العولمة الثقافية المهيمنة اليوم (31). وإن هذا التوجه الثقافي للنظام الجديد هو أكثر فظاعة من الاستعمار لأنه يتوجه إلى إنسانية الإنسان في كل مكان في العالم، ذلك أن الإنسان يفتقر إلى أخلاق وقيم أو دين أو شعور بالانتماء إلى الهوية (32).
ومن هذا المنطلق يتفق الجميع على أن حماية الهوية الثقافية العربية من مخاطر العولمة ليس بالتأكيد على ايديولوجية الانكماش والمحافظة على الذاكرة، وإنما بإجراء تحول جوهري في عناصرها بادئين أولا بالمدرسة التي يمكن أن تؤدي دورا مستقبلا - باعتبارها الوعاء الأول لتربية الفرد - في صنع هويته وتحصينها وفقا للمضامين الفاعلة والإيجابية، إلا أن هذا الأمر يتوقف على إجراء تغيير شامل في المحتوى التدريسي انطلاقا من المدرسة والمعهد والجامعة، وجميعها ابتليت بالعجز والعقم الأمر الذي عزل الأمة العربية عن حضارة العصر، بل وانسد نظام التفكير لديها، وهذا ما يفسر نتائج الإخفاقات الثقافية والتربوية" (33).
ننادي إذن كما نادى غيرنا من قبلنا وتعبوا في ذلك إلى درجة الإحباط النفسي، إلى فلسفة تربية متقدمة جدّا تعمل على غرس الإدراك الواعي بقيم الانفتاح والأنسنة والقدرة على التطور والإبداع والتطعيم الحضاري المتواصل مع كل تجربة تحقق إنجازا ثقافيا على المستوى العربي والدولي. وأن تغييب ذلك تماما في هويتنا، سيكون له الأثر المباشر في تمييع وتدمير خصوصياتها والتلاعب بمقوماتها ولغتها وأرصدة ثرائها إلى درجة الضياع والتهميش الكامل. وهذا ما يمثل تصدعا في كرامتنا، وإن عدم الاهتمام بهذه الجدلية، سيؤدي بنا إلى التدمير الذاتي، إذ الحضارة هي الثقافة بعينها كما نادى بها المفكر الاستراتيجي البارز د. المهدي المنجرة، وهي الكرامة البشرية وأن الثقافة هي القدرة على السيطرة على تطور المجتمع وتواصله مع الآخرين (34)، وعليه فإن الإنسانية اليوم هي حتما كما هي، آلية لصنع التنوع الثقافي (35) واللهجات.. والفروقات الإيديولوجية والديانات (36) والدفاع عن هذا المبدإ وليس القضاء عليها كما يخطط لها مهندسو العولمة الثقافية بصفة خاصة.
إن الدفاع عن التنوع الثقافي أصبح ضرورة إنسانية للتطور الدائم لبناء نموذج للهوية الشخصية والتي تعبر عن "خصوصياتنا وقدرتنا على استيعاب التأثيرات الثقافية الخارجية دون أن يدمر ذلك كينونتنا الذاتية" (37)، بل إن ذلك يحثنا على استخدام الدلالات الثقافية الحضارية الرمز، ليمدّنا ذلك بقوة دافعة حقيقية لموقعة أمّتنا على دروب ومسالك هذه العولمة. (38).
لقد تراجعت السيادة الثقافية بحكم تقدم وهيمنة الثقافة الدولية والبرامج الثقافية التي تبثّ عبر التلفزات العربية الفقيرة مضمونا وشكلا، بل إنّها ساهمت في تغريب وتجهيل وتهميش الهوية العربية وهي متسمة بالسطحية والهامشية والترقيع وملء الحصص التلفزية بأي شيء، سواء كان ذلك دخيلا أو أجنبيا أو محليا بائسا، فلا غرابة إذن أن يلتجئ النشء العربي ويتهافت على القنوات السمعية-البصرية الأجنبية بمختلف تجلياتها وبرامجها, والتلميذ عربيا كان أو أجنبيا يقضي أمام التلفزة أكثر من وقته بالمدرسة. وإذا كان الطفل الفرنسي بالذات يقضي 180 ساعة أمام التلفزة و170 ساعة فقط بالمدرسة (39) فمما لا شك فيه أن الطفل العربي معرض أكثر إلى تجاذبات ومغريات العولمة التلفزية أكثر من غيره، لأسباب عديدة لعلّ أهمها التسيب البيتي وعدم وجود قواعد الانضباط الحضاري, التي من شأنها أن تؤمن ولو القليل من الحصانة الثقافية بل أن ثلاثية الاسرة والمدرسة والمجتمع، غير قادرة على حماية الامن الثقافي العربي(40) ضد هذا الطوفان لآلاف الأفلام والبرامج التربوية الأجنبية ومئات المواقع الأنترناتية والتي أعدها استراتيجيو العولمة لاطفالهم وبيئتهم الثقافية والحضارية وهذا ما يبرز هذه الثنائية القاتلة والتي تلاحق الطفل والانسان العربيين عندما يتعرف يدفع لمعرفة مزيد من الخلفيات ودقائق مجتمعاتنا وحياتنا اليومية ومشاكل تخلفنا العديدة والتي لم ولن تجد حلولا لها، وهذا ما بث اليأس فينا وفي كينونتنا وهويتنا الثقافية وعلى الخصوص في نخبنا الذين يبنون بيوتهم في الدول العربية الأكثر فقرا مثلا, على منوال بيوتات العالم المتقدم ويقلدونهم في كل شيء (41) بل وينوهون عاليا بدول القانون والحرية الفكرية والسياسة الممارسة لديهم وانعدامها تماما لدينا وهذا ما يفسر تلقائيا تململ وضعف الإيمان بالإنتماء إلى هذه الأمة العربية الجريحة.
إن بناء الهوية الثقافية يستوجب القيام بانقلاب حقيقي في المفاهيم والأساليب والمعالجات عندما وصلنا إلى درجة سفلى من الابتعاد عن ذواتنا بحدوث شرخ عميق لهويتنا(42). أما آن الأوان أن نصبح أمّة الواجبات قبل أمّة الحقوق، وأن نكف عن سياسة الشعارات المضلّلة والتي أضاعت كينونتنا ووجودنا. ثم متى نعمل على إرجاع الثقة في نفوسنا وفي هويتنا المهدّدة اليوم؟ وتلك هي الأمانة الموكلة في أعناق الجميع مسؤولين وتربويين وباحثين كل من موقعه. وإنه إذا أدركنا مثل هذه الحقائق الحرجة وسعينا مخلصين إلى تمثيلها تمثيلا تفعيليا في حياتنا وسلوكنا وفكرنا وطريقة معالجاتنا وعملنا على تغيير محتوى برامجنا الثقافية بالمدرسة والقيام بتطوير البرامج المغذية والفاعلة في تلفزاتنا, فإنه يومئذ لا خوف على هويتنا من العولمة أو من أية أعراض أخرى يمكن أن تظهر في مستقبل الأيّام.
هوامش
(1) Amartya Sen, Identité et Violence
(الهوية والعنف) ص 172، منشورات Odile Jacal باريس، 2006. والمؤلف حائز على جائزة نوبل للاقتصاد.
(2) أخص بالذكر هنا قناتي الجزيرة والعربية، حيث بثت هذه الأخيرة خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضي (ديسمبر 2007) حلقة دعي لها اقتصاديون ورجال أعمال وغيرهم من غير المتخصصين؟
(3) لقد استحال على الجميع، مراكز ومؤسسات دولية بما فيها مؤسسة فوفل، أن تكثف العناوين الصادرة حول ملف العولمة، تبعا لأماكن صدورها، وهذا ما يترجم عن استحالة الملاحقة لهذا الملف الدقيق جدّا، والذي مازال وسوف يبقى إلى زمن يعيد، أحد الإشكاليات المستقبلية لدراسة تداعياتها العديدة على العالم أجمع.
(4) كنا قد قدمنا بحثا في مؤتمر عقدته جمعية الدعوة الإسلامية العالمية بطرابلس وعنونا ورقتنا: "أية استراتيجية للهوية القومية تجاه العولمة ؟"، ونشرت في التاريخ الإسلامي وأزمة الهوية، ص 63-69، طرابلس 2000.
(5) التاريخ الإسلامي... نفس المصدر، ص 496، من تعليقنا في النقاش العام.
(6) الشاذلي العياري، السيادات الوطنية في مواجهة العولمة : صراع غير محسوم، ص 39، منشورات المؤلف، تونس؟
(7) راجع بهذا الخصوص المقال الجيد الذي حررته من واشنطن السيدة سوزان كينزي والذي ظهر بجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 1 يناير 2008 تحت عنوان : الأنترنيت توفر التعليم العالي مجانا وعشرات الملايين ارتبطوا بالفصول المفتوحة في الجامعات الأمريكية.
(8) لعل د.نزهة الخياط كانت من الأوائل التي آمنت بهذا الأمر وأثارته أثناء عقدنا للمؤتمر الثاني للحوار العلمي الخليجي-المغاربي والذي عقد بالرياض في شهر فيفري 2005 وقد وفقنا في تبني هذا الإعلان، الذي صدر بالفعل تحت اسم إعلان الرياض، راجع نص الإعلان المنشور في : التواصل التاريخي والعلمي بين دول الخليج العربية ودول المغرب العربي، ص 18-20، منشورات الدارة، الرياض، 2007.
(9) راجع بحثنا التالي: "تداعيات العولمة على التعليم العالي في البلاد العربية" في: المجلة العربية للأرشيف والتوثيق والمعلومات، ص 43-48، تونس 2005، عدد 17-18. وقد قدمت تحليلا بائسا ومفجعا للواقع الجامعي العربي وانتكاساته الخطيرة حتى اليوم. راجع أيضا كتابنا: أزمة البحث العلمي في تونس والبلاد العربية، 194ص. تونس 1999.
(10) Paul Passe, Nancy Michel, Fathi Triki, Unité diversité: Les identités culturelles dans le jeu de la mondialisation (الوحدة والتنوع: الهويات الثقافية تجاه العولمة)، ص 39، باريس 2001.
(11) Amartya Sen، نفس المصدر، ص 173.
(12) محمد علاء الدين ماضي أبو العزائم، النظام المادي الجديد والاستلاب الحضاري، في التاريخ الإسلامي.. نفس المصدر، ص97. يؤكد هذا الكاتب : إذا كان (الأوربيون) هم الآباء فنحن الأجداد الذين أخذوا عنا وتعلموا منا ..."؟
لا تعليق لنا حول هذه المواقف التي لم تعد تجدى نفعا أمام المتغيرات العولماتية الرهيبة التي يعرفها العالم أمام سكونية البلاد العربية والإسلامية الغارقة جلها في الإيديولوجية الماضوية؟
(13) انطوان زحلان، العرب والعلم والثقافة، ص 97، منشورات مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 1988.
(14) يحي اليحياوي : العولمة الموعودة: قضايا إشكالية في العولمة والسوق والتكنولوجيا، ص 106، منشورات عكاظ، الرباط، 1999.
(15) p. 113(الهوايات القاتلة)Amine Maalouf: Les identités meurtrières
منشورات باريس، 1998.
(16) الشاذلي العياري، نفس المصدر، ص 39.
(17) د.ابراهيم القادري بوتشيش، مستقبل الكتابة التاريخية في عصر العولمة والأنترنيت، ص 20، منشورات الزمان، الرباط، 2001.
(18) Mehdi El-Mandjara: Humiliation à l'ère méga-impérialisme
(التحقير في زمن الامبريالية المتعاظمة)، ص 41 وهذا نص التصريح:
"We are the indispensable nation.. we tall and hence see further than other nation".
(19) وفي هذا السياق من التعتيم والتضليل والغوغاء الدينية والتعصب الأعمى ما ذكره الجنرال وليام بيكين (William Boykin)" أن إلاهي هو الأقوى من إلاههم وأن إلاه المسيحيين هو إلالاه الصحيح وأن إلاه المسلمين، هو معبود عادي.. راجع بهذا الخصوص : Amartya sen، نفس المصدر، ص 38 هذا هو النص الذي كتبه ونشره في International Herald Tribune بتاريخ 27/08/2004 وإليكم النص الفرنسي المترجم: Je savais bien que mon Dieu était plus fort que le leur et que le Dieu des chrétiens est le vrai Dieu et celui des musulmans, une simple idôle".
إن مثل هذه المواقف المعادية والتي ثبت علانية على منابر المواقع الانترناتية المعولمة بعدة لغات، تكشف لنا وبشكل بارز عديد الحقائق المغيبة لمخططات العولمة السياسية والإقتصادية والثقافية والدينية والتي تهدف إلى فرض حتميتها الأساسية على العالم.
تونس في 6 جانفي 2008
* أستاذ متميز (Prof. Emérite) بجامعة تونس والمدير المؤسس لمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بتونس. راجع موقعها بلغة الضاد: عربي temimi.refer.org
(20) Gérard Noiriel: quoi sert l'Identité Nationale (ماذا تفيد الهوية الوطنية؟ ص10، منشورات Agone، باريس 2007. هذا الكتاب يستحق ترجمة عربية لعديد الإشكاليات التي أثارها المؤرخ نواريال ونشر كتابه هذا، قبل عدة شهور من هذه السنة 2007 بباريس.
(21) المصدر نفسه، ص9.
الملفت للنظر أن المؤرخ نواريال صحبة سبعة مؤرخين آخرين، قد قدموا استقالتهم من اللجنة العلمية للمدينة الوطنية للتاريخ والهجرة Comité Scientifique de la Cité Nationale de l'histoire de l'immigration (CNHI) عندما تم إنشاء وزارة الهجرة والهوية الوطنية.. والغريب في ذلك أن أحد أعضاء هذه اللجنة، وهو عربي مسلم (ويبدو أنه من المغرب العربي) رفض تقديم استقالته، مؤيدا التوجه الساركوزي!
22)) وهذا النص الفرنسي، ص 86 : La France est une âme, un principe spirituel . ومن جهته صرح وزير الدفاع الفرنسي سنة 1980، أن فكرة الوطن لم تعد تمثل شيئا بالنسبة للشباب!، راجع Paul Passe، نفس المصدر، ص 56.
(23)Michel Cahen "Nations et ethnies par temps de mondialisation (الأمم والعرقيات في زمن العولمة) P58, in Contre temps, genre classe ethnies, différences, égalité, p7, Paris, 2003.
(24)(استراتيجية الهوية: محاولة للفهم) Fethi Triki: La stratégie de l'Identité: Essai
Paris, 1998.
25) Alescandra Parrs: Construction de l'Identité) arabo américaine
p. 22, Paris l'Harmattan, 2005(بناء الهوية العربية الأمريكية).
(26) المصدر نفسه، ص 73.
(27) بارس، نفس المصدر، ص 54.
(28) يحيى اليحياوي، في العولمة والتكنولوجيا والثقافة مدخل إلى تكنولوجيا المعرفة، ص 30، منشورات دار الطليعة، بيروت 2002.
(29) المصدر نفسه، ص 114-119.
(30) يحيى اليحياوي، في العولمة .. نفس المصدر، ص 41.
(31) المصدر نفسه، ص 34.
(32) محمد علاء الدين ماضي ابو العزائم "النظام المادي الجديد والاستلاب الحضاري"، في: التاريخ الإسلامي.. نفس المصدر، ص 94.
(33) د. علي أسعد وطفة، "التربية العربية والعولمة : "بنية التحديات وتقاطع الإشكاليات" في عالم الفكر، المجلد عدد 2، أكتوبر 2007، ص 336-337.
(34) المهدي المنجرة، التحقير.. نفس المصدر، ص 14 و38.
(35) Paul Passe et autre, op. cit., p. 21.
(36) (عالمية الثقافة)
Warnier, Jean Pierre, La mondialisation de la Culture Paris
1999, pp.106-108. رجعنا هذه الفكرة من كتاب Paul Passe، نفس المصدر، ص 21.
(37) علي أسعد وطفة، نفس المصدر، ص 331.
(38) المصدر نفسه، ص 54.
(39) Paul Passe et autres, op. cit., p. 55.
(40) علي أسعد وطفة، نفس المصدر، ص 340.
(41) المصدر نفسه، ص 43.
(42) المهدي المنجرة، نفس المصدر، ص 160.
(*) أستاذ متميز (Prof. Emérite) بجامعة تونس والمدير المؤسس لمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بتونس. راجع موقعها بلغة الضاد: عربي
temimi.refer.org


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.