لا شهداء في الجزائر.. ومصر بلد الراقصات!! منجية إبراهيم - الجزائر انتحرت الروح الرياضية شنقًا على أعتاب المنافسات الكروية بين الجزائر و مصر، فلم تشهد الساحة الرياضية العربية ولا العالمية حتى أي صراع حامي الوطيس بين جماهير "الساحرة المستديرة" كما يحدث بين أنصار المنتخب المصري الشقيق ونظيره الجزائري.كانت البداية في العام 1989 حينما اعتُقِد بأن الحكم التونسي "على بن ناصر" احتسب هدفًا غير مشروع لمصر في مباراة جمعتها والمنتخب القومي الجزائري في أرض الكنانة، و بعد اعتداء عنيف على حارس المرمى الجزائري من طرف لاعب مصري في ذات المباراة. وظلت المواجهات بين أنصار الفريقين تخبو و تعود لتستعر مع اقتراب كل منافسة كروية بين المنتخبين، وكانت وسائل الإعلام الطرف الأكبر الذي يذكي نيران الحرب بين الجهتين و يؤجج الخصومة بينهما.. مونديال 2010 القادم، أو العرس الكروي العالمي الذي ستحتضنه القارة السمراء، أصبح نذير شؤم على العلاقات الرياضية بين الجزائر و مصر، حين بدأت وسائل الإعلام في كلا البلدين بإطلاق النار على الأخرى، وشحذت سيوف المشاحنات بين الأنصار في المواقع و المنتديات، حتى وصل الأمر بالإعلاميين إلى إطلاق تصريحات يندى لها جبين الإعلام الشريف، حين تطاول بعض الإعلاميين المصريين على شهداء ثورة نوفمبر واتهمت أقلام أخرى السلطات الجزائرية بتسميم اللاعبين المصريين، ووصل الأمر ببعض الأقلام الجزائرية حد تلقيب مصر ببلد ال 80 مليون راقصة!!.
وتزايد تصعيد التصريحات بين الجهازين مع اقتراب موعد اللقاء الفاصل بين الفريقين في نوفمبر المقبل، والذي سيحسم إسم الفريق الأجدر بحجز بطاقة التأهل إلى المونديال، لتبدأ من جديد حرب التصريحات ومسلسل العنف اللفظي بين الأنصار. و تحول العنف اللفظي إلى عنف إلكتروني حين قامت مجموعة من الهاكرز المصريين المناصرين لمنتخب بلادهم باختراق وتخريب موقع "الشروق أونلاين" وهو موقع لإحدى كبريات الصحف الجزائرية التي تساند و ترعى المنتخب الجزائري، ثم قامت مجموعة من القراصنة الجزائريين و المغربيين بهجمة مضادة والرد باختراق موقع وزارة الإعلام المصرية و تدميره. العداء بين أنصار الفريقين تعاظم و أصبح تِنِّينا رَبِيَ في حُضن إعلام البلدين، كادت نيرانه أن تأتي على الأخضر و اليابس وكادت تقتل مشاعر الأخوة و الانتماء للإسلام و العروبة، وكادت السلطة الرابعة بجرة قلم أن تمحي نضال الشعبين وأواصر المحبة والتعاون و التاريخ البطولي المشترك. وفي ظل المواجهات غير الأخلاقية بين الإعلامَيْن و الجمهورَين، مازالت تسمع بعض الأصوات الخافتة الرصينة التي تدعو إلى الحكمة وإعادة إحياء الروح الرياضية والمنافسة الحماسية الشريفة بين أنصار المنتخبين، وتعميق العلاقات الأخوية بين البلدين. فهل من مجيب ؟!