انتقد رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا قرار السلطات الدنماركية ترحيل متهمين في قضية التخطيط لاغتيال أحد رسامي الكاريكاتير في الدنمارك قبل أن تثبت إدانتهما، وطالبها بإحالة المتهمين على القضاء الدنماركي ليقول كلمته فيهم أولا. وأعرب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا شكيب بن مخلوف في تصريحات خاصة ل "قدس بس" عن أسفه لما أسماه ب "حملة التصعيد غير المبررة ضد المسلمين في الدنمارك"، وقال: "أولا عملية اتهام مجموعة من المسلمين بأنهم كانوا يخططون لعملية اغتيال تستهدف أحد رسامي الكاريكاتير اتضح بعد قرار السلطات إطلاق سراح ثلاثة منهم أنها كانت عملية مفبركة يقف وراءها اليمين المتطرف في الدنمارك، حيث لم يثبت على هؤلاء أنهم خططوا لمثل هذه العملية أصلا، وهذا يفترض من الحكومة الدنماركية أن تطبق الأمر نفسه بالنسبة للمتهمين الآخرين، الذين نطالبها بتقديمهم لمحاكمة عادلة وشفافة وتسمح لهم بمحامين، وتقاضيهم على أي جريمة ارتكبوها وفق القوانين المعمول بها في البلاد". واعتبر ابن مخلوف أن قرار الحكومة الدنمركية ترحيل المتهمين الاثنين وهما من تونس أمر مخالف للقوانين الدنمركية والدولية، وقال "بغض النظر عن البلاد الأصلية التي ينتمي إليها هؤلاء فإن الخطوة الأولى هي إحالتهم على القضاء وتمكينهم من محاكمة تتوفر فيها كل شروط النزاهة، ليقول فيهم القضاء كلمته وليس تسليمهم إلى بلادهم الأصلية، ونحن لا نريد العودة بأوروبا إلى محاكم التفتيش، فهذه البلدان هي بلداننا وأمنها هو أمننا، ولا أدري حقيقة كيف يتحول مائتا ألف مسلم من بين خمسة ملايين دنماركي إلى مهدد لأمن البلاد، فهذا أمر غريب حقا"، على حد تعبيره. ودعا ابن مخلوف إلى عدم الاهتمام بإعادة بعض الصحف الدنماركية نشر الرسوم الكارتونية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقال "هذا أسلوب غريب ولم يعد له محبون ولا أنصار، وقد أثبتت التجربة أن نتائجه كانت عكسية فقد ازداد المقبلون على اعتناق الإسلام بفعل هذه الصور المسيئة، ومن هنا أنا لا أكترث بإعادة نشر هذه الصور التي فقدت قيمتها وأفقدت الصحافة قيمتها ودورها في أن تكون رافدا أساسيا من أجل تقوية المجتمعات الأوروبية". من جهته أعرب المتحدث باسم المجلس الإسلامي الدنماركي عبد الحميد الحمدي في تصريحات خاصة ل"قدس برس" عن رفضهم لقرار الشرطة البريطانية ترحيل المتهمين إلى خارج الدنمارك، وطالب بتقديمهم للقضاء الدنماركي في حال ثبتت عليهم التهم الموجهة إليهم. وكشف النقاب عن أن عاصفة من الانتقادات السياسية والحقوقية من طرف عدد من الكتاب ونشطاء المجتمع المدني الدنماركي نشبت على إثر إعادة تصعيد الحملة مجددا ضد المسلمين، وقال "إدانة العنف المادي أمر يجمع كل المسلمين الدنماركيين، كما يجمعون على إدانة العنف اللفظي الذي انتهجته بعض الصحف الدنماركية في تصعيدها للتهجم على المسلمين سواء من خلال اختلاق هذه الاتهامات المفبركة، أو من خلال إعادة نشر الرسوم الكارتونية"، على حد تعبيره. وكانت الشرطة الدانماركية قد أعلنت الثلاثاء الماضي أنها اعتقلت تونسيين ودنماركي من أصل مغربي، بتهمة التخطيط لقتل رسام الكاريكاتير صاحب الرسوم الساخرة عام 2005 من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.