تونس:إنه تساؤل يفرض نفسه بقوة علينا عندما يتعرض مواطن إلى الإعتداء اللفظي والجسدي، وأين؟ في داخل مطار تونسقرطاج وأمامه على يد مجموعة( معروفة ، ومَن يتواجد داخل المطار غير الشرطة ، سواء بملابسهم الرسمية أو بغيرها، والعاملين على سلامة المسافر أو الزائر لبلادنا؟)، جماعة معروفة بأذرعها المفتولة وقبضاتها الجاهلة، وركلاتها السريعة وألسنتها السامة( وهي أدواتها التوعوية ووسائلها التربوية)، التي لا تراعي حرمة ولا أخلاقا ، فمن أين لها أن تحاور أو تحتكم إلى قوة الحجة، ولم ترضع سوى حجة القوة الظالمة ، الباغية؟ إن ما حدث للمواطن حمة الهمامي، بمطار تونسقرطاج ي وم عودنه ، من فرنسا،إلى وطنه تونس، من اعتداء لفظي ومادي عليه، أمام مرأى ومسمع من الناس، هو عمل إجرامي لا يقبله عقل ولا أخلاق ولا قانون، ونحن نرفضه ونستنكره، وندينه بشدّة، ونندّد بفاعله والآمرين به والمشجعين عليه، والساكتين على فظاعته الهمجية ، وقد كنا في السابق نظنه عملا فرديا معزولا، واستثناء مخجلا، لكنه بتكراره صار قاعدة ، ومع ذلك فإنها قاعدة لا تليق بتاريخنا ونضالات شعبنا ودماء شهدائنا الذين سقطوا دفاعا عن الكرامة الوطنية ، حتى تكون تونس، بحق مستقلة وشعبها سيدا ، يحكم نفسه بنفسه ولنفسه، ولم يقدم التضحيات الجسام إلاّ ليكون أبناؤه أعزّاء مصانين في حياتهم، خاصة وهم يعرفوف، حق المعرفة، أن الوطن ليس ترابا فقط بل هو إنسان كريم آمِنٌ ،يحكمه القانون وليس السواعد المفتولة، وإلاّ لا معنى للإستقلال. لنفترض أن المواطن حمة الهمامي قد أذنب، فهناك مؤسسات تقاضيه ، وتحكم عليه بما يوافق ذنبه، وليس لغير هذه المؤسسات أي دخل فيه، بأي شكل من الأشكال، هذا إذا كانت البلاد ينظم حياتها قانون ومِؤسسات، أما إذا لم تكن كذلك فلا غرابة أن يعتدي عليك في دار ك أو في الشارع أو في أي مكان لأن الوسيلة هي حجة القوة التي لا مكان فيها لقوة الحجة. وبما أننا نعرف حجمنا ونعرف حدودنا فلا نملك في الوقت الحاضر إلاّ أن نرفع أصواتنا بالاستنكار والاحتجاج ضد ما تعرض إليه المواطن حمة الهمامي لأنه عمل إجرامي دنيء، ونحن نريد من الدولة أن تقوم بوظيفتها القانونية ولا تترك غيرها يقوم به، خاصة إذا كان هذا الغير غير مخول له ذلك، وبالتالي فهو سيعبث بها بما يملكه من جهل وبربرية وعنف' مصداقا للمثل الشعبي التونسي القائل: عْريبي، وسيدي الباي اعطاه حْصان؟)، والمقصود بهذا أن السلطة عندما تتخلى عن مهماتها وتسلمها للباربوات فإنهم سيعبثون بها، والشعب هو المتضرر، وكذلك السلطة، لأن هؤلاء الباربوات ستعجبهم اللعبة وتغريهم فيعملون لامتلاك السلطة ولا يرضون أن يبقوا مجرد أداة. وإذا حدث هذا، لا قدّرَ اللهُ( و الشعبُ)، فلن يكون هناك أمن ولا استقرار، ولا حرمة، بل ستسود الفوضى ويعمّ الجهل والظلم. أليست معالجة هذه القضايا الجوهرية، أو من الجري المحموم حول القوائم الانتخابية والتنافس على مكاسب وهمية، لا تسمن ولا تغني من جوع ولا عطش ؟ قليبية في 30/9/2009 رئيس الفرع عبد القادر الدر دوري الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية قربة