برن(كونا)الفجرنيوز:قال المكتب الاتحادي للاحصاء اليوم ان انخفاض اسعار الحليب الخام عالميا ادى الى تراجع ارباح منتجي الحليب في سويسرا منذ بداية عام 2009 بنسبة 6ر7 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي ما ادى الى ارتفاع نسبة البطالة بين العاملين في هذا المجال بنسبة 1ر4 بالمئة.واوضح المكتب الاتحادي للاحصاء في بيان له ان حجم مبيعات الحليب الخام والمواد المتعلقة بهذه الصناعة في سويسرا لم تحقق في العام الحالي سوى 7ر10 مليار دولار حيث انعكست ازمة انتاج الحليب الاوروبية على قطاعات انتاج العلف والحيوانات والمجالات ذات الصلة مثل النقل والتغليف والتعبئة. ويتوقع خبراء الاحصاء ان تستمر خسائر قطاع مزارع انتاج الحليب الى العام القادم ايضا ما قد يؤدى الى اغلاق عدد من تلك المزارع وتسريح عمالها وذبح ابقارها بعد ان انخفض سعر الحليب الخام خلال عام واحد بنسبة 13 بالمئة كما تتواصل خسائر مبيعات هذا القطاع منذ عام 1989 حيث سجلت مبيعات هذا القطاع آنذاك ذروة نجاحها بتحقيق انتاج بلغت قيمته 15 مليار دولار. كذلك لا يتمكن المزارعون من تحويل ما تدره جميع ابقارهم من حليب الى منتجات لعدم وجود قنوات تسويق بعد ان وضعت شركات التصنيع والتوزيع نسبا محددة لكل مزرعة. ووفق بيانات المكتب الاتحادي للاحصاء تبلغ كمية الألبان المباعة حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون طن سنويا في حين ان الكفاءة الانتاجية للابقار تعطي تسعة ملايين طن اما ما لا يتم تصنيعه اي اكثر من ستة ملايين طن فيتم اعادة تغذية العجول به. ويبرر المحللون تلك التوقعات السلبية بأنها نتيجة اتفاقيات تحرير التجارة العالمية التي حظرت الدعم الحكومي للمزارعين وفرضت رفع الحواجز الجمركية على الصادرات والواردات ما جعل الحليب المنتج في دول اوروبية ذات مستوى معيشي أقل من سويسرا أرخص من الانتاج المحلي فضلا عن زيادة الانتاج من مشتقات الألبان مثل الحليب المجفف والزبدة فانخفض سعرها عالميا تحت تأثير العرض والطلب لكن الدول النامية لم تستفد من هبوط الاسعار هذا بسبب لجوء الاتحاد الاوروبي الى تخزين آلاف الاطنان من الزبدة والحليب المجفف للحفاظ على توازن الاسعار. ويستند المحللون في توقعاتهم الى زيادة نسبة الجبن الذي استوردته سويسرا خلال النصف الاول من هذا العام حيث ارتفعت بنسبة 9ر6 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي مقابل تراجع صادرات سويسرا من الجبن بنسبة 2ر2 بالمئة ما انعكس تلقائيا على انتاج الجبن السويسري فانخفض بنسبة 5ر1 بالمئة كما ارتفعت نسبة منتجات الالبان المستوردة من 2ر12 بالمئة في عام 2003 الى 18 بالمئة في عام 2008 . ويطالب اتحاد منتجي الالبان في سويسرا مدعوما من بعض الاحزاب السياسية السلطات بانقاذ هذا القطاع من خلال تجميد الاتفاقيات الخاصة باستيراد الالبان ومنتجاتها والعودة الى نظام تقنين نسب الواردات منها للمحافظة على الصناعة الوطنية وتفادي ارتفاع معدلات البطالة فيها كما يخشى المزارعون من تأثير تلك التوجهات على تراجع الثروة الحيوانية من الابقار في البلاد حيث سيضطر المتضررون الى بيع مواشيهم الى مزارع انتاج اللحوم التي قد تعاني بدورها من زيادة الانتاج وتأثيره على اسعار بيع اللحوم المرتفعة اصلا في سويسرا بنسبة لا تقل عن 50 بالمئة مقارنة مع دول الجوار.