القاهرة:شن مركز حقوقي مصري اليوم الأربعاء 7-10-2009 هجوما عنيفا على شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، متهما إياه باضطهاد المنقبات في مصر، لافتا إلى أن هناك سياسة عامة للدولة تهدف لمحاربة الزي الإسلامي.وكان شيخ الأزهر أعلن اعتزامه إصدار قرار يمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد والجامعات الأزهرية، في أعقاب مطالبته لإحدى الطالبات في معهد أزهري برفع النقاب عن وجهها داخل الفصل بعد نهرها بشدة أثناء قيامه بجولة تفقدية بمعاهد القاهرة السبت الماضي، بمناسبة بدء العام الدراسي. واعتبر "مركز سواسية لحقوق الإنسان" إقدام طنطاوي، الذي يترأس أكبر مؤسسة دينية في العالم السني، على إجبار إحدى الفتيات المنقبات على خلع نقابها "اضطهادا للفتيات المنقبات وهو ذات السلوك الذي تكرر في جامعة القاهرة بمنع إدارة الجامعة الطالبات المنقبات من الالتحاق بالمدينة الجامعية للبنات". وطالب المركز في بيان له اليوم شيخ الأزهر بضرورة "تقديم اعتذار للفتاة التي أجبرها على خلع النقاب، وعدم التدخل مرة ثانية في حريات الأفراد الخاصة ما دام ذلك لم يترتب عليه ضرر، ولم يمثل أي مخالفة لنص القانون والدستور". الزي الإسلامي وتطرق البيان أيضا إلى حادثة أخرى وهي منع دخول الطالبات المنقبات للسكن الطلابي التابع لجامعة القاهرة، كبرى الجامعات في مصر والعالم العربي. وقال المركز إنه "لا يوجد سبب حقيقي لمنع المنقبات من دخول المدينة الجامعية إلا أن تكون سياسة عامة للدولة تهدف من ورائها إلى محاربة الزي الإسلامي ممثلا في النقاب". وأضاف المركز أن تلك التصرفات سواء من قبل شيخ الأزهر أو من قبل إدارة جامعة القاهرة، تمثل تدخلا سافرا في حياة الآخرين، وهو ما يمثل مخالفة لصريح القانون والدستور. ثقافة العنف ورأى أن مواصلة سياسة التمييز ضد المنقبات وغيرهن من الأفراد المنتمين لجماعات إسلامية من شأنه أن ينشر ثقافة العنف في المجتمع، وهو ما قد يضر بأمنه واستقراره. وكانت صحف مصرية قد تناولت خلال اليومين الماضيين مظاهرتين قامت بهما مجموعة من الطالبات المنقبات أمام المدينة السكنية لطالبات جامعة القاهرة في الجيزة احتجاجا على تصريحات هلال التي قال خلالها إنه لن يسمح بدخول المنقبات إلى السكن الجامعي. ونقلت وسائل إعلامية عن مديرة المدينة الجامعية للطالبات بهيجة أبو العينين قولها: إن عدد الطالبات المغتربات اللاتي سيحرمن من السكن هذا العام بسبب ارتدائهن النقاب يتجاوز مائة طالبة، وأن قرار الحرمان من السكن سيسري على جميع المنقبات حتى وإن وافقن على خلع النقاب داخل السكن. وكانت المحكمة الإدارية العليا قد قضت في يونيو عام 2007 برفض قرار الجامعة الأمريكيةبالقاهرة بمنع دخول طالبة منتقبة كانت مسجلة في قسم الدراسات العليا بالجامعة بحجة ارتدائها للنقاب، وادعت الجامعة حينها أن قرار منع دخول المنقبات أسبابه أمنية.