موريتانيا/ نواكشوط:فاجأ حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" الساحة السياسية والإعلامية بتحالفه مع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا في انتخابات تجديد مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية بالبرلمان)، برغم معارضته القوية للحكومة الحالية التي شكلها الرئيس الموريتاني المنتخب محمد ولد عبد العزيز.الإعلان عن التحالف الجديد جاء في بيان أصدره الحزب الحاكم بنفسه متبنيا اللائحة التي تقودها القيادية في حزب التجمع وعمدة "تفرغ زينه" الدكتورة ياي أنضو كولي بالي، داعيا مستشاري الحزب الحاكم إلى التصويت لها في الانتخابات التي تجرى بعد شهر من الآن. وقال الحزب في بيان تلقى مراسل شبكة "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه إنه قرر الترشح في كل الدوائر المجددة (ثلث أعضاء المجلس) باستثناء دائرة نواكشوط، واكتفى الحزب بالمنصب الثاني الذي تولاه أحد أقارب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وهو ما فاجأ الطبقة السياسية في البلاد. وأعلن الحزب في نفس البيان تنازل الإسلاميين عن الترشح في مقاطعة "الطينطان" أبرز معاقل التيار الإسلامي في الشرق الموريتاني لصالح شخصية من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، لكنها ترتبط بعلاقات ممتازة مع قادة إسلاميين محليين، وأسهمت في وصول النائب البرلماني عن حزب "تواصل" سيدي محمد ولد سيدي للمجلس النيابي قبل سنتين من الآن. قطيعة مع أحزاب المعارضة التحالف بين الإسلاميين والحزب الحاكم شكل صدمة لأحزاب المعارضة السياسية في موريتانيا، وهو ما دفع رئيس الجمعية الوطنية ورئيس الجبهة المناوئة للانقلاب سابقا مسعود ولد بلخير إلى التعبير عن أسفه لخسارة أحزاب المعارضة لحزب "تواصل" ذي الخلفية الإخوانية. وقال ولد بلخير في ندوة صحفية بنواكشوط الأربعاء 7-10-2009: إن أحزاب الجبهة تشعر بخيبة كبيرة وحزن لاختيار حزب "تواصل" طريقه بعيدا عن الأحزاب التي شاركها المسيرة النضالية، معبرا عن ارتياحه للتحالف الذي ضم القوى السياسية خلال الشهور الماضية. الإسلاميون تجاهلوا الحراك السياسي والضجة التي أثارها قرار الحزب القاضي بالتحالف مع الحزب الحاكم في دوائر تحسب تقليديا للمعارضة كدائرة "أبي تلميت" مسقط رأس زعيم المعارضة الموريتانية أحمد ولد داداه والعاصمة نواكشوط و"ألاق" مسقط رأس الرئيس الموريتاني السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، ما يشكل تهديدا كبيرا لقواعد المعارضة التقليدية في موريتانيا. لكن أوساط التيار الإسلامي تبرر التحالف مع الحزب الحاكم بأن الحزب قد خرج من الانتخابات الأخيرة مخلفا مرحلة الصراع السياسي على السلطة خلفه بعد عودة الشرعية للبلاد خلال انتخابات قال الحزب إنها كانت شفافة ونزيهة، ولكن ربحها ولد عبد العزيز لأنه أتيحت له ظروف لم تتح لغيره بسبب إجحاف اتفاقية دكار. وكان أبرز قادة حزب "تواصل" محمد غلام ولد الحاج الشيخ قد صرح في وقت سابق بأن "اللعبة قد انتهت"، وأن الإسلاميين ينظرون إلى ولد عبد العزيز كغيره من رفقاء الساحة السياسية، خصوصا بعد أن تم اختياره من قبل غالبية الموريتانيين. وتتجه موريتانيا إلى انتخابات جزئية لمجلس الشيوخ الموريتاني المكون من 56 عضوا تتوقع المصادر السياسية والإعلامية أن تكون المنافسة فيها قوية بفعل الانقسام السياسي الحاصل في موريتانيا بعد أشهر من الانتخابات الرئاسية التي رفضت المعارضة الاعتراف بنتائجها حتى الآن. صحفي موريتاني سيد أحمد ولد باب - نواكشوط 08-10-2009