موريتانيا/ نواكشوط :دعت تنسيقية تحالف القوى الوطنية التي تضم تجمع الشعب الموريتاني وحزب البديل، وهما حزبان وسطان، إلى تأسيس تجمع تشترك فيه الأغلبية والمعارضة في حكومة واحدة، على أساس جملة من الإصلاحات المتفق عليها، وذات الأولوية.وأكدت التنسيقية في بيان أصدرته الجمعة أن الحكومة المقترحة يجب أن تعمل لفترة سنتين تنتهيان بالانتخابات التشريعية والبلدية المقبلة أواخر سنة 2011.وأوضح البيان أن "الوضعية المقلقة" التي تعيشها موريتانيا تدعو للتفكير في تجمع واسع من أجل مواجهة التحديات العديدة والمختلفة على الصعيدين الداخلي والخارجي. وأشار البيان إلى أن الوضعية الداخلية المحرجة من شأنها إضعاف مكانة موريتانيا على الصعيد الخارجي، مما يعرضها لا محالة - للأخطار الناجمة عن انبعاث صراعات النفوذ في شبه المنطقة. ويرأس تجمع الشعب الموريتاني الدكتور الوليد ولد وداد أكبر معاوني الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، فيما يرأس حزب البديل محمد يحظيه المختار الحسن، وهو وزير مالية سابق. وشدد البيان على اقتناع الحزبين على أن الأغلبية الحالية "غير قادرة بمفردها على مواجهة الوضعية السائدة في موريتانيا، بالنظر إلى حجم هذه الوضعية وتعقيدها". ودعا البيان المعارضة إلى طي "صفحة دكار (اشارة الى اتفاق الحكومة والمعارضة في العاصمة السينغالية) والعمل بأفضل ما تستطيع من أجل اعتماد مثل هذا التوجه، سعيا إلى حماية استقرار البلد وتأمين مستقبله". وتابع البيان قائلا "إننا في تحالف القوى الوطنية واثقون من أن الأغلبية والمعارضة بدخولهما في تجمع على هذا الأساس، تحت إشراف رئيس الجمهورية وتحكيمه، ستبرهنان على المسؤولية العالية التي تستجيب لحجم التحديات الراهنة من خلال تجاوز كل طرف لذاته، وحين تثبت الطبقة السياسية الوطنية قدرتها على التجاوب مع التطلعات المشروعة لمواطنينا، فإنها تبرهن بذلك على جدارتها ونجاحها الحقيقي". وتأتي هذه الدعوة فيما استأنفت الساحة السياسية الموريتانية حراكها بعد جمود استمر قرابة ثلاثة أشهر وبعد مواجهة طاحنة بين المعارضة ونظام الرئيس ولد عبد العزيز بسبب نتائج الانتخابات الرئاسية التي نظمت في 18 تموز/يوليو الماضي والتي تقول المعارضة ان الجنرال ولد عبد العزيز قد زورها. وفيما لم تعرف بعد نوايا الرئيس ولد عبد العزيز الذي يقود أغلبية هشة، حول الطريقة التي سيحكم بها، وهل سيحكم البلد بجماعته أم بحكومة مختلطة،اتجهت المعارضة الموريتانية نحو المهادنة. وأكد محمد ولد مولود وهو أحد كبار قادة الجبهة المعارضة أن السبب في ليونة موقف المعارضين هو مراعاة ما تمر به موريتانيا حاليا من أوضاع صعبة تتمثل في انعدام الكهرباء بالعاصمة وارتفاع الاسعار وانتشار البطالة. وأوضح أن المعارضة تمد يدها للحوار مع النظام بوصفه نظام الأمر الواقع رغم أنها تشكك في شرعية الطريقة التي وصل بها للسلطة.