دمشق :أكد مصدر قيادي في حركة حماس أن وفد الحركة الذي يترأسه نائب رئيس المكتب السياسي الدكتور موسى أبو مرزوق تقدم بطلب واضح لتأجيل جلسة التوقيع على اتفاق المصالحة وأن الجانب المصري لديه تفهم كمل للموقف في ظل التطورات الفلسطينية الأخيرة وخاصة ما يتصل بطلب السلطة تأجيل مناقشة تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون .وقال أنه جرى التوافق على قبول طلب التأجيل قبل سفر الوفد القيادي من حماس إلى القاهرة من خلال اتصالات مباشرة مع القيادة المصرية كاشفا عن أن حركة حماس طرحت تأجيلا يمتد شهرا لكن الأخوة في القيادة المصرية يفضلون نصف تلك المدة، وتابع إن الأمر محل نقاش وتفكير لدى قيادة الحركة. وكان المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم قد صرح السبت في غزة أن السلطات المصرية «تفهمت رغبة» حماس في إرجاء موعد التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية، وقدمت إلى الحركة اقتراحا «من أجل تجاوز الأزمة» تجري دراسته قبل الرد عليه. وقال المتحدث باسم حماس في تصريح لوكالة «فرانس برس» أن «مصر تفهمت رغبة حركة حماس ومطلبها بتأجيل الموعد المعلن، وحرصا على النجاح تقدمت باقتراح لحماس من أجل تجاوز الأزمة». وأوضح برهوم أن «حماس تسلمت المقترح المصري، ووعدت بدراسة جدية له، والرد على القيادة المصرية بما يضمن نجاح الجهد المصري وتحقيق المصالحة». وأوضح برهوم أن وفد الحركة المؤلف من موسى أبومرزوق ومحمد نصر «سيغادر الليلة القاهرة من أجل دراسة الاقتراح المصري في أطر حركة حماس». وقد التقى وفد من حركة «حماس»، أمس في القاهرة، رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان؛ ليبحث معه تأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية. وقال عضو الوفد القيادي في حماس محمد نصر «التقينا اللواء عمر سليمان»، موضحا أن نتائج المحادثات ستعلن في وقت لاحق. غير أن القيادي في حماس عزت الرشق قال لقناة «الجزيرة» الفضائية، من دمشق، «إن وفد الحركة في القاهرة أبلغ المسؤولين المصريين أن حماس لا تستطيع أن تضع يدها في يد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هذا التوقيت». وأضاف «ذهبنا إلى القاهرة للتفاهم حول التأجيل»، مؤكداً أن موافقة الرئيس عباس على تأجيل مناقشة تقرير القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد غولدستون في مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أحدث حالة غضب لدى شعبنا الفلسطيني وأبناء حركة حماس وأصبح التوقيع غير وارد في هذا التوقيت. وطالب الرشق الرئيس الفلسطيني بأن يقدم اعتذارا لشعبنا الفلسطيني عن هذا الموقف، معتبرا أن هناك عبثا بمصالح الشعب الفلسطيني. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أعلن الاثنين الماضي في عمان أن اتفاق المصالحة الفلسطينية سيوقع في القاهرة في 26 أكتوبر الجاري. وكان مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان قرر تأجيل التصويت على تقرير غولدستون إلى دورته المقبلة التي تعقد في مارس 2010. ويتهم التقرير بصفة خاصة إسرائيل بارتكاب «جرائم حرب» خلال هجومها على قطاع غزة الذي استمر من السابع والعشرين من ديسمبر إلى 18 يناير الماضيين وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفق مصادر طبية فلسطينية. يذكر أن حركتي فتح وحماس في نزاع مفتوح منذ سيطرة الأخيرة بالقوة على قطاع غزة في يونيو 2007. وكانت القاهرة، التي ترعى الحوار الوطني الفلسطيني منذ انطلاقه في فبراير الماضي، اضطرت إلى تأجيل التوقيع على الاتفاق مرتين من قبل بسبب الخلافات بين فتح وحماس. وكانت شخصيات فلسطينية مستقلة طالبت أمس الفصائل الفلسطينية بعدم تأجيل اتفاق المصالحة على إثر أزمة طلب السلطة تأجيل تقرير غولدستون في مجلس حقوق الإنسان الدولي. وقالت الشخصيات، في بيان صحافي مشترك، إنها لا ترى ما يبرر التأجيل واستمرار الصراع والانقسام، داعية مصر التي ترعى الحوار الفلسطيني إلى متابعة جهود تهيئة الظروف والمناخات من أجل إتمام اتفاق المصالحة الوطنية. وعبرت الشخصيات عن «الصعقة والإدانة» لطلب تأجيل تقرير غولدستون. وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن التأجيل وتعطيل الفرصة التي أتاحها التقرير. وتأمل مصر التي ترعى الحوار الفلسطيني منذ مارس الماضي في أن تكون الجولة المقبلة من الحوار حاسمة ونهائية تفضي إلى توقيع اتفاق مصالحة لإنهاء الانقسام الداخلي بمشاركة عربية ودولية. العرب دمشق – محمد الخضر/القاهرة محمود جمعة