لندن :الحج مرتبط في الاسلام بالتعب والمعاناة والمشقة والامتحان وتعلم الدروس، لكن شركة رافيل السنغافورية (على اسم الاستعماري البريطاني رافيل) تقوم بمشروع استثماري كبير في مكةالمكرمة، فندق يقدم للحجاج غرفة شوكلاتة حيث يقوم موظفون متخصصون بصنع اي نوع من الشوكولاتة اضافة الى قاعة قهوة ومعها نادل يخدم على مدار 24 ساعة.ويحتوي الفندق على حمامات سباحة وصالونات وقاعات تجميل ومنتجع والتي ستكون مفتوحة خارج موسم الحج وبعد الانتهاء من شعائره الذي يمنع فيه تقليم الاظفار وقص الشعر والعلاقات الجنسية. وفي تقرير لصحيفة 'الغارديان' عما سمته 'سوبر اوتيل' نقلت قائلة ان مدير المشروع لم يشر الى الكيفية التي تساهم فيها الشوكولاتة والخدمات من الدرجة في تعزيز الحالة الروحية لدى الحجاج، كما انه لم يكن قادرا على تقديم تعليق عن الكيفية التي ستعمل فيها الوسائل الترفيهية اثناء فترة الحج، لان فلسفته قائمة على التقشف والبساطة. لكنه قال ان المشروع يقدم مجموعة من الخدمات للمسافرين المهتمين، خاصة الخادم المتوفر على مدى 24 ساعة للغرف الذي سيكون جزءا من تعزيز واثراء تجربة المقيم في الفندق. ولا يحتاج الحاج او المقيم الا 3 دقائق للمشي حتى يصل الحرم، فيما ستقدم مساحة للطعام والشراب منظرا جميلا للحرم. وتقوم مجموعة بن لادن اكبر شركات الاعمار في العالم العربي بتنفيذ المشروع وهي التي ستشرف ايضا على صيانة وتوسيع الحرم. ويؤدي شعائر الحج تقريبا 4 ملايين اضافة لارقام اخرى في مواسم العمرة. وتهدف عمليات التوسعة لاستيعاب اعداد اخرى تتراوح في المستقبل ما بين 10 20 مليون زائر. وبسبب هذا تم تغيير شبه كامل لمشهد مكة حيث تمت ازاحة بيوت وجبال واثار تاريخية لبناء فنادق ومجمعات سكنية وخدمات للزوار. ومن بين المشاريع التي ستصبح علامة على مكة 'برج الساعة' الذي تشرف عليه مجموعة فنادق 'فيرمونت' وسيكون البرج من بين اطول الابراج في العالم (577 مترا) وسيحتوي على ساعة حجمها 40 مترا وسترى عن بعد 10 اميال وستكون اكبر بخمسة اضعاف من ساعة بيغ بن. واضافة الى 1005 غرف سيحتوي البرج على مرصد لمراقبة الهلال ومتحف اسلامي وهو جزء من مجموعة ابراج البيت التابعة لوقفية الملك عبدالعزيز التي تعمل على تطوير مكةوالمدينة. وتنقل عن عدد من الناشطين في مجال الدفاع عن التراث التاريخي قولهم ان حجم التوسعة خطير، حيث تنقل عن ناشط ومدير معهد في واشنطن للشؤون الخليجية قوله ان آل سعود يرغبون بتحويل مكة الى دبي جديدة لهذا قاموا بتدمير المباني التاريخية لانهم 'لا يريدون تاريخا الا تاريخهم'. كما عبر عن مخاوفه من ان مجيء الفنادق الراقية يعني زيادة في تكلفة الحج، فكلفة رحلة حج من نمرة 'بلاتينيوم' من بريطانيا تصل الى 6400 جنيه استرليني تغطي 16 ليلة. وقال الباحث ان مشاريع كهذه تحرم الفقراء وتحول الحج للقادرين والى نخبة ثرية قليلة. واعتبر عملية تغريب مكة نوعا من الانحراف عن تعاليم الدين، وانها تقوم بتشجيع نشاطات لا تتواءم مع روح الدين ودروس الحج. وقال انه وان بدا السعوديون بسطاء الا ان النخبة الحاكمة تملك المليارات وحتى المفتين يعيشون في قصور باذخة. وقال ان تطوير المدينة يجب ان لا يكون على حساب تعاليم الدين. واشار الى انه في الوقت الذي يغضب فيه العرب والمسلمون من ممارسات اسرائيل في القدس فان تدميرا منظما يتم في مكة، وهذه هي الكارثة. القدس العربي