دعا علماء بارزون في الأقلية المسلمة بكينيا المسلمين في هذا البلد إلى مقاطعة جميع المدارس التي تديرها الكنيسة الكاثوليكية؛ احتجاجا على حظرها ارتداء الطالبات الحجاب.ونقل موقع "أول أفريقا دوت كوم" الإخباري الجمعة 23-10-2009 عن الشيخ محمد دور وهو من أبرز العلماء الذين أطلقوا هذه الدعوات، قوله: إن "موقف الكنيسة من الحجاب تحريضي.. حظر الحجاب يفجر غضب المسلمين في جميع أنحاء البلاد".وخلال خطبة الجمعة التي ألقاها في أحد مساجد "مومباسا" -ثاني أكبر المدن الكينية- دعا دور المصلين والمسلمين عموما إلى تحويل أبنائهم من المدارس التي تديرها الكنيسة الكاثوليكية وكذلك المدارس العامة التي تحظر ارتداء الطالبات الحجاب إلى المدارس الأخرى التي لا تضع قيودا على ارتداء الحجاب. وأضاف قائلا: "أتمنى أن يستجيب كل المسلمين لهذا النداء، ويسحبوا أوراق أبنائهم في أسرع وقت ممكن.. ابتداء من يوم الاثنين (26-10-2009)". ومع بدء العام الدراسي الجديد، أصدرت وزارة التعليم أمرا حذرت فيه المدارس العامة من معاقبة المحجبات، وشددت على أن القانون يحظر تعرض الطلاب والطالبات للتمييز، بسبب معتقداتهم الدينية. لكن الكنيسة الكاثوليكية احتجت على ذلك الأمر، وأصدرت قرارا بمنع دخول المحجبات المدارس التي تديرها والتي تقدر بنحو 70% من إجمالي عدد المدارس الكينية، بحسب موقع "أول أفريقا دوت كوم". "لن نقبل بالترويع" وفي هذا السياق، حذر دور –المرشح لعضوية البرلمان الكيني– من تصاعد غضب مسلمي كينيا تجاه هؤلاء "الذين يعارضون الحجاب وغيره من المبادئ والمعتقدات الدينية، وذلك إذا لم تتدخل الحكومة سريعا لاحتواء هذه الأزمة"، ورأى أن "التدخل في شئون المسلمين يزرع الكراهية بين طوائف المجتمع". واتهم حكومات غربية بالتخطيط لحظر الحجاب في مدارس كينيا في محاولة لإدخال البلاد في دوامة من الاضطراب الديني. ولفت إلى أن قادة الأقلية المسلمة سيجتمعون سريعا لمناقشة هذه الأزمة، قبل إصدار فتوى بشأنها. ومضى يقول: "لن نقبل بالترويع، ويتعين على الحكومة ألا تلعب دور الحكم في مباراة يتنافس فيها الكاثوليكيين على دفعنا نحو الحائط"، في إشارة إلى التمييز التي تتعرض له الأقلية المسلمة من جانب الكاثوليك. وتشهد بعض الدول الأوروبية ومن بينها فرنسا جدلا واسعا حول ارتداء الحجاب والبرقع (النقاب) بعد حظر ارتداء الحجاب عام 2004 في المدارس الحكومية الفرنسية. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب له أمام برلمان بلاده منذ 4 أشهر إن البرقع يشكل علامة "استعباد" للمرأة، وإن ارتداءه "غير مرحب به" في فرنسا. واتخذ مجلس الإفتاء الأوروبي قرارًا منذ 3 أشهر بخصوص النقاب كرسالة موجهة للحكومات الغربية، وهو أن النساء اللاتي يردن النقاب فهذا من الحقوق الشخصية التي يجب أن تراعى، ولا ينبغي فرض قانون يمنع تلك الحرية. ويعاني المسلمون في كينيا، بحسب مراقبين، من التمييز ضدهم والتضييق الأمني والاعتقالات والتهميش، ويطالبون بإصلاح المؤسسات الحكومية التي تشهد فسادا إداريا واسعا. ويبلغ تعداد المسلمين نحو 10% من إجمالي سكان كينيا الذي يقدر بنحو 39 مليون نسمة، بحسب أرقام موقع "فاكت بوك" التابع للاستخبارات المركزية الأمريكية، لكن جهات إسلامية في كينيا تقدر عددهم بنحو 15% من سكان هذا البلد. وللمسلمين في كينيا ممثلين في البرلمان ولديهم هيئات تمثلهم كالمجلس الأعلى لمسلمي كينيا ومنتدى زعماء المسلمين الوطني ومجلس الأئمة والدعاة في كينيا. حازم مصطفى السبت. أكتوبر. 24, 2009