خبير ومحلل عسكري اليس من ينفذ هذه المناورات هو جيش (الدفاع) "الاسرائيلي".؟؟ "أليس هو من خاض الحروب العديدة واتقن فن التقدم على الجبهات من كل الاتجاهات والهجوم على الخصوم واحتل الارض وشرد الشعب وأنبت النكبة"، أليس هو من قال عند عدوانه واحتلاله فلسطين عام 1948 انه في حالة دفاع عن النفس وحلفاؤه صدقوه، وكرر نفس الاسطوانة في العدوان الثلاثي عام 1956 وصدقوه وشاركوه؟ وفي عام 1967 لم يبقى عليه الا الادعاء بان الجيوش العربية قد وصلت على مشارف البحر الابيض المتوسط فاضطر للدفاع عن نفسه واللحاق بهم واحتلال الاراضي العربية لمنعها من تكرار الهجوم وصدقوه ودعموه، وفي العام 1968 تقدمت الكرامة على جبهة تل ابيب فاضطرت الأخيرة على الرد بالمثل ولم يكذبوه، اما عام 1973 فكانت نقطة التحول وقبل ان يغرق أنقذوه، وفي عام 1978 تقدم نهرالليطاني نحو رأس الناقورة فرد جيش (الدفاع) بعملية تأديبية وأيدوه؟! وعندما اعتدى جنوب لبنان على شمال فلسطين وتقدم نحو المستوطنات واعتلت صحتها هب جيش (الدفاع ) لسلامتها واجتاح الجنوب وصولا الى بيروت وحاصرها عام 1982، وغضوا النظر عن ما ارتكبه جيش (الدفاع) من جرائم ومجازر في صبرا وشاتيلا وساندوه، وقصف بغداد وتونس لضمان أمنهم وصدقوه، وفي عام 2002 خرج لكي وعي ابناء مخيم جنين لمنعهم من التفكير في مذابح صبرا وشاتيلا وكفر قاسم ودير ياسين ولم يستثني الآخرين، وحرثت دباباته أرض فلسطين بالطول والعرض، وما راكمه من اعتداءات وجرائم بين عامي 2006 و2009 وادعى بانها من باب: "خير وسائل الدفاع الهجوم" ولم يدينوه، الى ان جاء ابن جلدتهم وواحد منهم هو (القاضي ريتشارد غولدستون) وبعد ان شاهد وسمع وتيقن وتأكد لم يصدق ادعاءات هذا الجيش وقال: لا تصدقوه، واصطف الى جانبه في مجلس الأمن كل مؤيدوه. وبقي اسمه جيش (الدفاع) الاسرائيلي بالرغم من كل ما قال وما فعل، ومن الغرابة ان تقر اسرائيل بان جيشها الأقوى في الشرق الاوسط والرابع على مستوى العالم وتهديداتها باستخدام قوتها التدميرية علنية ومستمرة ولا تخفي ذلك بل تتبجح به، ولا تقر حتى الآن بما فعل ويفعله جيشها وما يرتكبه من مجازر وبأنها أجرمت بحق الشعوب "التي كانت ضحية استخدامها لقوتها وجيشها" بشكل عام والعرب بشكل خاص وفي مقدمتهم الشعبين الفلسطيني واللبناني، كما انها لا تقر بان استخدامها لقوتها العسكرية لم يجلب لها سوى الانحطاط الاخلاقي والذي بدأ العالم يصحو ليرى افعال اسرائيل على حقيقتها، وبالمقابل برهن العرب والفلسطينيين بانهم يخوضون نضال عظيم في مواجهة ظلم اسرائيل الشنيع. ويبقى اسمه جيش (الدفاع) ولم يغيره، ولا يبدو انه سيفعل لاسباب كثيرة، ولو انها كذبة كبيرة، لكن اسرائيل تقصدها وتهدف من ورائها ان تقنع العالم بانها هي المظلومة وهي المعتدى عليها وبالتالي فانها تدافع عن نفسها، وهي بذلك تضرب اكثر من عصفور بحجر، ففي حين تستدر عطف الشعوب والحكومات التي تنطلي عليها مثل هذه الأكاذيب وتشكل دعما وغطاء لها في المحافل الدولية بعد كل عدوان، فان اسرائيل ايضا وتحت هذا البند تجمع المال والعتاد والسلاح وعلى اساس انها بؤرة الحضارة والديموقراطية وسط الكم العربي والمسلم (المتخلف) وهي تواجه التهديد منهم جميعا، وانها رأس الحربة في مواجهتهم وفي حالة الدفاع عن النفس وانها تدافع عن مصالح الغرب، في نفس الوقت فهي تبقي شعبها يشعر وبشكل دائم بانه مهدد بالخطر وهو ما يدعوه للبقاء موحدا يقظا متحفزا للقتال ملتفا حول قيادته. . وكما هو جيش (الدفاع) فالمناورات كذلك، ولن تقول اسرائيل غير ذلك، على الأقل في الوضع الراهن، لكنها تقر بان هذه المناورات هي الأوسع والأضخم والأكثر تعقيدا، وانها لتحسين الأداء ورفع القدرات ومزيدا من الاستعدادات، وفي اطار استخلاص الدروس والعبر، ومن اجل مقاربات عسكرية امريكية اسرائيلية لها علاقة بتجديد العقيدة القتالية، وانها من اجل خلق بنية تحتية مشتركة للمنظومات الدفاعية الصاروخية الاسرائيلية الامريكية المشتركة التي ستنتشر في طول وعرض الارض والبحر تظللها الأقمار الصناعية الامريكية وتشكل لها الضمان والأمان، وهي المسير والمسيطر على كل تحرك، لكنها لاتقر بمضمون الزيارات السرية والعلنية (نتنياهو لموسكو، باراك لواشنطن، واشكنازي لباريس) وما تم طبخه فيها، وهي تقر بانها عبر هذه المناورات ترسل رسائل تطمين للإسرائيليين ورسائل تهديد للعرب والمسلمين وانها وسيلة ضغط واظهار تفوق، ولا تقر بانها اساس الخطر ومصدر التهديد ، وهي تقر بفرضية تعرضها لهجوم شامل ومتزامن من جهات اربع لكنها لا تقر بانها مقدمة لسيناريو حرب قادمة، وهي تقر باحتمال تعرض عمقها لوابل من الصواريخ البالستية تؤدي الى خسائر جسيمة غير محتملة تقربها من الهزيمة، لكنها لا تقربانها على وشك استخدامها للقنابل الذرية، ولا تعترف بقنابلها وهي تملك اكبر ترسانة نووية . وبعد قلبها لكل هذه الحقائق تريدنا ان نصدقها بان مناوراتها روتينية ودفاعية ..؟؟!!ربما تكون المناورات بحد ذاتها دفاعية، ولمدة محدودة، ومعروف عسكريا بان تعزيز الدفاع هو تهيئة للهجوم..؟؟ وهذا لايمنع ولا ينفي ان يكون أداء الجيش بعدها هجوميا، وهو ما فعله الجيش الاسرائيلي سابقا وجاءت مناوراته تهيئة لاعتداءاته.