القاهرة : كشف مصدر أمني بارز ل'القدس العربي' أن أجهزة الأمن المصرية بشمال سيناء قامت منذ أيام باعتقال الدبلوماسي الفلسطيني هاني الجبور. وأشار المصدر إلى أن الجبور محتجز بمكان سري في القاهرة قيد التحقيقات التي تجري معه على ذمة قضية تمس الأمن القومي المصري.واضافت المصادر بان مباحث امن الدولة بالعريش قامت باستدعاء هاني الجبور منذ ستة ايام وتم احتجازه يوما واحدا بمقر مباحث امن الدولة بالعريش حتى تم ترحيله لمقر مباحث امن الدولة بالقاهرة، وما زالت التحقيقات جارية معه حتى الآن. وترددت معلومات عن أن الدبلوماسي المعتقل متورط حسب زعم السلطات المصرية في تهريب الفلسطينيين عبر أنفاق لداخل الحدود المصرية. وتضاربت الأنباء في أسباب اعتقال أمن الدولة بشمال سيناء للجبور سكرتير أول سفارة فلسطين، والذي عمل لمدة 14 عاما كمندوب للسلطة في معبر رفح، كان يعامل خلالها مثل السفير الفلسطينيبالقاهرة. وأشار نفس المصدر إلى إدلائه بمعلومات تدين الجبور وتشير لتورطه، ويسعى الأمن للعثور على جهاز كمبيوتر شخصي يخص الجبور يرجح أن يكون فيه أدلة غاية في الأهمية وتمثل أدلة دامغة ضده . غير أن السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق أشار إلى أن النظام المصري لا يتعامل مع السفارة الفلسطينيةبالقاهرة باعتبارها جهة دبلوماسية بل إنه من الأساس لا يعترف عملياً بالسلطة الفلسطينية. واشار الأشعل إلى أن القبض على جبور لا معنى له سوى أنه ذو ميول حمساوية وأنه يسهل عبور فلسطينيين غير مرضي عنهم. غير أن مصدرا مقربا من عائلة هاني الجبور التي تسكن رفح المصرية نفى تلك الاتهامات، وقال إن هاني تم القبض عليه لأسباب لا نعلمها ولسوء فهم، وأضاف أنه مشهود له بالالتزام الخلقي وحب مصر وعمل 14 سنة في رفح لم تظهر منه خلالها أخطاء، مشيرا لمطالبة عائلته بالإفراج عنه وسرعة كشف سبب اعتقاله المفاجئ. وقد أسفر إعتقال الدبلوماسي الفلسطيني عن حالة من القلق بين الدبلوماسيين الفلسطينيينبالقاهرة حيث يشعر هؤلاء بأن السلطات المصرية لا تقيم لهم إعتباراً ولا تعتبرهم دبلوماسيين من الأساس والذين يواجهون حالة من البلبلة في شمال سيناء تشير إلى تورط الدبلوماسي في قضية ربما تمس الأمن القومي المصري. من جانبها أكدت سفارة فلسطين لدى القاهرة أن هاني سعد الجبور المقبوض عليه من جانب الأجهزة الأمنية المصرية في شمال سيناء، لا يمثل السفارة وليست له علاقة بها. وقال شقيق هاني الجبور ويدعى خالد أن أجهزة الأمن لم تخبرهم حتى الآن بأسباب احتجازه وان كل ما لديهم من معلومات هو انه محتجز بالقاهرة. والجدير بالذكر ان هاني الجبور ظل يعمل مندوبا لسفارة فلسطين بمعبر رفح البري لعدة سنوات حتى اوقفته السلطات المصرية عن العمل داخل المعبر العام الماضي برغم ان سيرته كانت حسنة وهو نجل سعد الجبور شيخ الجالية الفلسطينية برفح المصرية وينتمي لأسرة عريقة ذات سمعة طيبة. وقال فهمي الزعارير المتحدث باسم حركة فتح، إنه علم بواقعة إلقاء القبض على الجبور من أجهزة الإعلام، ولم تتوافر لديه أو لدى الحركة حتى الآن أية معلومات عن أسباب القبض عليه، مشيرا في الوقت نفسه إلى حق مصر في الحفاظ على أمنها القومي بالطريقة التي تراها، لافتاً إلى أن الحركة لا تستطيع متابعة التحقيقات مع الجبور، لأن العلاقة بين مصر وفلسطين مؤسسية، يتم التواصل بشأنها ضمن القنوات الرسمية. وفي هذه الحالة فإن السلطة الفلسطينية والسفارة الفلسطينيةبالقاهرة هي التي لها أن تقرر متابعة التحقيقات أم لا، وفقاً لموقف المقبوض عليه. من جانبه إنتقد دبلوماسي فلسطيني في القاهرة ألح في عدم ذكر إسمه الطريقة التي تتعامل بها السلطات المصرية مع الدبلوماسيين الفلسطينيين وقال ل'القدس العربي': 'نحلم بأن يعاملوننا ربع المعاملة التي يتعاملون بها مع موظفي السفارة الإسرائيلية الذين يتصرفون كدبلوماسيين لدولة عظمى بما فيهم السعاة وصغار العاملين، بينما نتلقى نحن الدبلوماسيين الفلسطينيين الأوامر هاتفياً ولا يمكننا سوى الهرولة على عجل إذا قامت أي جهة مصرية باستدعائنا في أي وقت'. أضاف بأن من يعترض على شيء أو ينتقد الحكومة المصرية فإن مصيره هو الترحيل خلال ساعات معدودات. 'القدس العربي' من حسام أبو طالب