نقل وزير الداخلية الفرنسى بريس أورتيفو خلال زيارته للقاهرة، رسالة إلى الرئيس مبارك من نظيره الفرنسى نيكولا ساركوزى، يدعوه فيها إلى عقد لقاء فى فرنسا قبل نهاية العام، وذلك لبحث القضية الفلسطينية وقضايا أخرى فى الشرق الأوسط.وقال أورتوفو عقب مقابلته الرئيس مبارك: إن موعد هذه الزيارة سيحدده الرئيسان فى منتصف نوفمبر، فيما رجحت مصادر دبلوماسية أن تعقد هذه القمة فى شهر ديسمبر.لكن الرسالة تعلقت فى الأساس بمسألة تمثيل السودان فى قمة فرنسا أفريقيا التى ستعقد فى شرم الشيخ فى فبراير المقبل. وقال أورتوفو فى لقاء لاحق مع عدد من الصحفيين الممثلين للصحافة الفرنسية فى القاهرة: إن «فرنسا قدمت مقترحات حول التنظيم العملى لهذه القمة لتأمين مناخ جيد، وناقشنا عددا من الاحتمالات مع الرئيس مبارك». وقالت مصادر دبلوماسية: إن فرنسا طلبت من مصر بشكل صريح عدم مشاركة الرئيس السودانى فى القمة الخامسة والعشرين، لما قد يسببه ذلك من حرج للرئيس ساركوزى بسبب صدور مذكرة اعتقال ضد عمر البشير من المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف مصدر دبلوماسى فرنسى، فضل عدم ذكر اسمه، بسؤاله عما إذا كانت باريس سوف تقبل بتمثيل آخر للخرطوم بدلا من البشير، «هذا أحد البدائل المطروحة»، لكنه رفض الإفصاح عن الاحتمالات الأخرى. ورغم أن أورتيفو أكد أن باريس «على دراية بصعوبة المسألة» بالنسبة لمصر، فقد أكدت المصادر نفسها أن الرئيس نيكولا ساركوزى قد يفكر فى إلغاء القمة فى حالة إصرار البشير على المشاركة. يذكر أن القمة الفرنسية الأفريقية تعقد كل عامين بالتناوب بين مدينة فرنسية ومدينة أفريقية، وقد عقدت آخر قمة فى 2007 فى مدينة كان. كما بحث الرئيس مبارك مع الوزير الفرنسى مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، الذى ترأسه مصر وفرنسا، فى الوقت الذى ذكرت فيه تقارير صحفية إسرائيلية أن مؤتمر الاتحاد المقرر انعقاده على مستوى وزراء الخارجية فى اسطنبول مطلع نوفمبر «تم إلغاؤه بسبب معارضة مصر لمشاركة أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلى». ووفق ما تناقلته الصحافة الإسرائيلية فإن «التقارير الواردة أفادت بأن مصر أبلغت فرنسا صاحبة المبادرة فى إقامة الاتحاد من أجل المتوسط عدم استعدادها نهائيا قبول فكرة مشاركة ليبرمان». إلا أن مصدرا دبلوماسيا فرنسيا أكد أن «القاهرة لم تبلغنا رسميا بعدم المشاركة، وأن الاجتماع لم يلغ، وما صدر من إسرائيل بخصوص هذا الأمر، مجرد تقارير صحفية». من جانبه قال حسام زكى، المتحدث باسم بوزارة الخارجية المصرية فى اتصال هاتفى مع «الشروق»: إن «مصر ليس لديها ما تعلنه فى الوقت الراهن، وحين يحين ذلك ستصدر الخارجية بيانا بخصوص هذا الموضوع». كان أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية،قد أعلن أن ليبرمان شخص غير مرغوب فيه، نظرا لأنه هاجم مصر أكثر من مرة، ودعا إلى ضرب السد العالى، وتطاول على الرئيس مبارك بسبب عدم زيارته لإسرائيل. وقال أبو الغيط فى وقت سابق: «إذا ما تصادف وجودنا فى اجتماع، بالتأكيد سوف تظل يدى فى جيبى».