اختيرت الهولندية إيلزا فان دي لو لتمثل الشباب الهولندي في الأممالمتحدة خلال العامين القادمين، متفوقة على منافسها أفق كهية ب 1064 صوتا مقابل 938 صوتا، وذلك في انتخابات جرت يوم السبت 24 أكتوبر الجاري في مدينة روتردام، بمناسبة اليوم العالمي للأمم المتحدة. الماء حق لا منة ولدت إيلزا فان دي لو في مدينة هارلم من أب هولندي وأم من جمهورية الدومنيكان، ودرست الحقوق في المدرسة العليا في أمستردام، تخصص القانون الدولي وحقوق الإنسان. إيلزا تتابع الآن دراستها في كلية الحقوق التابعة للجامعة الحرة في أمستردام.
"الماء حق وليس منحة"، هو شعار الحملة الانتخابية للطالبة الشابة ذات ال 21 ربيعا. وهي بذلك تريد طرح مشكلة المياه الصالحة للشرب في البلدان المتخلفة والنامية، أمام أنظار العالم من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولكن لماذا هذا الموضوع بالذات؟ تقول إيلزا:
"أصلي من جمهورية الدومنيكان، وهو بلد يعاني من مشكلة الحصول على المياه الصالحة للشرب. وهذا ما واجهني في هذا البلد منذ نعومة أظافري. كما أنني زرت مرتين كلا من كينيا و أوغندا حيث أجريت هناك دراسة حول الحق في الماء الصالح للشرب. ورأيت أن أحياء الصفيح التي يقطنها أكثر من مليون نسمة، لا تتوفر على مياه صالحة للشرب. وقد أثر هذا الأمر في شخصيا، وجعلني أتساءل عن أسباب العجز عن تحقيق الحق في مياه الشرب، رغم أننا مجتمع متقدم ومتطور".
جسر يقوم ممثل الشباب لدى الأممالمتحدة بدور كبير في تشجيع الشباب في بلده الأصلي على المشاركة والاهتمام بالقضايا الحيوية ذات البعد الإنساني. يتم التواصل مع الشباب عن طريق محاضرات يلقيها عبر تراب الوطن، وتنظيم مهرجانات والمشاركة في حوارات ومناقشات. وبهذه الطريقة تتكون لديه نظرة أوسع وأشمل عما يدور ويجول بخاطر الشباب في بلده.
بعد ذلك ينقل ممثل الشباب أفكار من يمثلهم وينطق باسمهم إلى الأممالمتحدة، بهدف عرضها ومحاولة جلب الأنظار إليها. وعادة ما تتمحور قضايا الشباب الرئيسية حول التعليم والتنمية المستدامة ومشاكل الطاقة والبيئة. ويُنظر إلى ممثل الشباب على أنه الجسر الممتد بين 'عالم‘ الكبار و 'عالم‘ الشباب. ولعل أهم ما يميز نظام ممثل الشباب، أنه نظام لا يخضع للتراتبية؛ لا رئيس ولا مرؤوس، سوى أن الممثل المنتخب حديثا يتلقى دعما من 'المجلس الوطني للشباب‘ ويساعده في إنجاز مهمته شخصان.
حملة حقيقية انطلقت الحملة يوم 5 أكتوبر الجاري واستمرت إلى غاية الحادي عشر من الشهر ذاته. كانت الحملة جادة طرح فيها المتنافسون على المنصب، برامجهم اعتمادا على مخاطبة الشباب في الشارع، وعبر وسائل التواصل الحديثة مثل شبكة اليوتوب والتويتر وما إلى ذلك. في شريط دعائي تظهر المرشحة فان دي لو، التي تضع حجابا إسلاميا، ممسكة كوبا من الماء الشروب. قد يبدو الأمر عاديا في المجتمعات الغربية، تقول فان دي لون، لكن في أماكن أخرى من العالم، يوجد أكثر من مليار من الناس، لا تصلهم المياه الصالحة للشرب.
"أكثر من مليار من البشر لا يتوفرون حتى الآن على مياه صالحة للشرب. أريد الإسهام في الاعتراف بحق الحصول على مياه الشرب الذي هو أحد مرتكزات حقوق الإنسان. بطبيعة الحال، لا يمكن لي تحقيق ذلك بمفردي، ولكن بالتعاون مع شباب آخرين. أريد العمل من أجل تحقيق هذا الهدف".
فكرة هولندية كانت هولندا هي السباقة إلى طرح فكرة تمثيل الشباب لدى الأممالمتحدة. فقد ضم وفدها لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1971، ولي العهد آنذاك، الأميرة بياتريكس، ملكة هولندا حاليا. وبعد هذه التجربة، عمدت دول أخرى إلى تضمين وفودها إلى الجمعية العامة، ممثلين عن الشباب.
بعد ذلك، أصبح اختيار ممثل الشباب في هولندا يتم عن طريق انتخابات حرة، يقدم من خلالها المرشح نفسه للشباب معتمدا على برنامج انتخابي. ستة مرشحين (3 شابات و3 شبان) تنافسوا هذه السنة على المنصب، وتتراوح أعمارهم ما بين 20 و 21 سنة. انحصرت المنافسة بين إيلزا فان دي لو وبين الطالب أفق كهية ذي الجذور التركية.
لا ينظر إلى أصل المرشح ولا إلى لونه أو انتمائه الاجتماعي والطبقي. باب المنافسة مشرع أمام كل من تتوفر فيه الشروط التالية: أن يتراوح عمره ما بين 18 و26 سنة، يتقن اللغتين الإنجليزية والهولندية، حاصل على الجنسية الهولندية، مهتم بالقضايا الدولية، على استعداد للحضور في ملتقيات دولية، ومستعد للتضحية بيومين اثنين في الأسبوع.
وبعد أن شكرت إيلزا فان دي لو من صوت عليها عبر موقعها الشخصي على الشبكة العنكبوتية، توجهت إلى الأممالمتحدة حاملة رسالة الشباب الهولندي: الحق في الماء الصالح للشرب حق من حقوق الإنسان. – إذاعة هولندا العالمية/ تاريخ النشر : 27 October 2009