تونس:بينت دراسات صادرة مؤخرًا عن وزارة الصحة العمومية أن مظاهر الإقبال على التدخين قد ارتفعت نسبها بين الفئات الاجتماعية، حيث بلغت 55 في المائة بالنسبة إلى الكهول (50 بالمائة لدى الرجال و5 بالمائة لدى النساء).كما أن هذه النسبة قد ارتفعت لدى فئة المراهقين لتكون في حدود 8،12 بالمائة.وأفادت مصادر الوزارة من ناحية أخرى أن قيمة المصاريف التي أنفقتها وزارة الصحة العمومية على الأمراض المرتبطة بالتدخين قد بلغت قرابة 200 مليون دينار تونسي خلال سنة 2008. وتتوزع هذه النفقات بين أمراض مختلفة ناتجة عن التدخين لعل أهمها أمراض القلب والشرايين، وأمراض السرطان، وذلك دون ذكر المصاريف الأخرى التي يدفعها صندوق التأمين على المرض على عاتقه، أي التي تدخل في نفقاته. اقتناء منتجات تزيل النيكوتين كما يشار من ناحية أخرى إلى أن الوزارة قد خصصت العام الماضي ميزانية قدرها مليون و200 ألف دينار تونسي لاقتناء منتجات تزيل النيكوتين من الجسم، وأيضا لإطلاق حملات تحسيسية بواسطة المطويات والمعلقات وعبر كل الوسائل الاعلامية والاتصالية للتنبيه إلى مخاطر الأمراض التي يتسبب فيها التدخين. وقد مثلت السنة الماضية بداية حملة قوية ضد التدخين، وتواصلت الحملة خلال السنة الجارية واسعة ودون انقطاع، وشملت هذه الحملة الواسعة كل جهات البلاد، وبالخصوص كافة المؤسسات والفضاءات العمومية، وأيضًا جارت هذا التمشي المؤسسات الخاصة، وعملت على أخذ تدابير مماثلة لما تم تطبيقه في المؤسسات العمومية بشأن منع التدخين داخلها. وكان من المنتظر أن تتراجع نسبة تعاطي التدخين بين الفئات الاجتماعية على اختلاف أعمارها، خاصة في ضوء ما تم في الحملة الوطنية الجارية ضد التدخين من توفير كافة الإمكانيات الصحية للتداوي المجاني، ودعم نية الإقلاع عليه بتوفير المساعدات والعيادات الصحية المجانية. وضمن السنة الجارية التي مثلت حملة وطنية ضد التدخين، فقد تعددت وسائل الإقناع بخطورة الظاهرة واتسعت دائرتها فشملت منع التدخين في المؤسسات العمومية والفضاءات الجماعية، كما تعددت وسائل نشر الوعي بمخاطر التدخين في كل مكان لكن يبدو أن الطبع مازال يغلب التطبع في أوساطنا الاجتماعية بخصوص الظاهرة، وهو أمر يدعو إلى مزيد الجهد من أجل الارتقاء بالوعي في هذا المجال لتفاعل المواطن مع المجهودات المبذولة لهذا الغرض بالذات. إن دراسات وزارة الصحة المجراة والصادرة مؤخرًا، ومتابعاتها للظاهرة وتفشيها بين الفئات الاجتماعية، أثبتت أن الإمعان في التدخين مازالت نسبه مرتفعة، وهو أمر يدعو في الحقيقة إلى ضرورة تعزيز التدابير والإجراءات الهادفة إلى مزيد إقناع المواطن بمضار التدخين، وبما يمكن أن ينجر عنه من أمراض مزمنة وخطيرة على صحة الفرد والمجموعة. هذه الدراسات أشارت إلى أن التدخين في تونس يؤدي سنويا إلى وفاة 6850 شخصًا أي قرابة 570 شهريًا، و20 شخصا يوميا كما يعد سببًا رئيسيًا لعدد من الأمراض الخطرة والمزمنة. فهو سبب 90 في المائة من حالات الاصابة بسرطان الرئة، و85 في المائة من الإلتهابات المزمنة للقصبات الرئوية، وأيضا إلى 75 في المائة من حالات الجلطة القلبية، كما تعود 25 في المائة من الوفيات بأمراض القلب إلى التدخين. وجملة هذه النتائج التي تم إبرازها تدعو إلى مزيد التحسيس والتوعية بالمخاطر المنجرة عن التدخين، ولعلنا في تونس نبقى في حاجة ماسة إلى حس اجتماعي قوي بها، وإلى تطبيق القرارات الخاصة بمنع التدخين وتنظيمه داخل الفضاءات الترفيهية مثل المقاهي التي يكثر فيها الإقبال على التدخين بشكل يصبح معه دخولها والجلوس فيها لا يطاق. الصباح