كشفت مصادر غربية أن الإستخبارات الأميركية تجري حاليا إتصالات مع مجموعة بعثية عراقية موالية لعزت الدوري الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والذي يتولى عمليا قيادة الحزب حاليا ومجموعاته المنضوية في المقاومة العراقية.وأوضحت المصادر أن الدوري الذي يحمل الرقم ستة على اللائحة الأميركية للمطلوبين التي وزعها الجيش الأميركي بعد إطاحته نظام صدام حسين، أقام لفترة في اليمن خلال السنوات التي أعقبت إعدام صدام. وقالت إن الإستخبارات الأميركية أجرت في الفترة الماضية اكثر من إتصال، وفي أكثر من مكان، مع ممثلين لمجموعة بعثية عراقية لجأت الى سورية بعد إنهيار نظام البعث في العراق. ورأت المصادر ان الموقف المتشدد من سورية الذي اتخذه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الأسابيع الماضية يرجع في جزء منه الى اعتقاده بأن سورية لعبت دورا في تسهيل الإتصالات الأميركية مع البعثيين العراقيين الذين يتزعمهم الدوري. ولاحظت أن المالكي يشدد في خطبه الأخيرة على عدم السماح لحزب البعث بالعودة الى الحياة السياسية أو التسلل الى مجلس النواب تحت تسميات أخرى. وكانت حكومة المالكي اتهمت مجموعات بعثية عراقية مقيمة في سورية بالوقوف وراء تفجيرات دامية استهدفت مؤسسات عراقية ولمحت الى مسؤولية سورية، في حين نفت سورية هذه الإتهامات وطالبت الحكومة العراقية بتقديم أدلة تثبت اتهاماتها الأمر الذي لم تتمكن حكومة المالكية من الالتزام به. وحذرت القيادة السورية حكومة المالكي من أن اتهام سورية هو "أمر لا أخلاقي" بالنظر إلى أن سورية تستضيف 1.2 مليون لاجىء عراقي. ويرى مراقبون أن الإتصالات الأميركية بالبعث العراقي ترمي إلى تسهيل تنفيذ برنامج إنسحاب القوات الأميركية من العراق وإلى استعادة التوازن السياسي في العراق.