عبدالحميد العدّاسي لا تلمسني بالأمس القريب وعد ساركوزي أقرانه بأن لا يصافح يدا لا يعترف صاحبها بالكيان الصهيوني البغيض، واليوم يرفض رجل من بين الحشود المتواجدة في الصالون الفلاحي المقام نهاية الأسبوع الفائت بفرنسا مصافحته قائلا: "لا تلمسني فإنّك تقذّرني"...، فالرّجل يرى – وهو المراقب عن قرب – رئيسه قذرا نجسا تعافه الأيادي الفرنسية المميِّزة... ............................................. لماذا يراه هكذا؟! سؤال يجيب عنه الرّجل نفسه…، غير أنّ تراجع شعبيّة الرّئيس المناصر للصهيونية قد تقف إلى جانب هذا الرّجل.... هل ستكون هذه الحادثة مساعدا لمحبِّي المصافحة المجانيّة من العربان على الإقلاع عن مصافحة من ثبتت نجاستهم و نجاسة أياديهم الملطّخة بدماء أطفالنا وعجائزنا أم أنّ "التايد" و"الأريل" الصهيونين كفيللان بتطهير كلّ شيء؟!… ثمّ .... هذه الألفاظ التي ردّدها ساركوزي (متّ بغيظك أيّها الوقح الأبله، والترجمة مخفّفة مراعاة للقارئ)، لا تتماشى حسب ما أكّد الخصوم – على الأقلّ – مع منصب الرّئيس، الذي لا بدّ أن يتّحلّى بالهدوء التامّ ويحافظ على برودة دمه في كلّ المواقف، دون أن ينسى أنّه رئيس للبلاد يختلف في تصرّفاته وفي ردود أفعاله عن سائر المواطنين، كما قالوا... ولكن... وبالنّظر إلى قاموسنا التونسي مثلا (88 % يردّدون الكلام البذيء)، أو بالعودة إلى التعامل في ما بين الرّئيس والمواطنين: أهناك من يرفض مصافحة الرّئيس احتجاجا مثلا على القتلى في السجون أو على الأشباح في الزنازين أو استنكارا لمحاربة مظاهر التديّن والدين (الحجاب، غلق المساجد، الخ)؟!... أهناك في تونس من يصافح الرّئيس حقيقة؟!… فنحن نرى – عبر صور التلفاز - أيادي تقع بكراهة شديدة على يده ولكنّنا لا نلمس من الجانبين رغبة في المصافحة: فالرّئيس يرسل يده بروتوكولا تحت حراسة الزبانية والمواطنون يلقون أياديهم مداراة بفعل الخوف منه ومن الزبانية، ولو كتب الله لهم دقيقة حريّة واحدة لأسمعوه أعشار أعشار ما قال الرّجل الفرنسي لسركوزي ولأمطروه بكميّات كبيرة جدّا من المواد المطهّرة لإزالة النجاسات العالقة... وبعد ذلك كلّه... لو حدثت المعجزة وأنطقت المصائبُ المتوالية تونسيّا رجلا، ثمّ ساهمت الظروف (كلمة العيب سمّاعة) فأسمعت الرّئيس تلك الكلمة، فكيف سيتصرّف الرّئيس؟! ... سأترك لكم المجال للردّ... غير أنّي ألاحظ: قد لا يكون الرّئيس بحاجة إلى ردّ فعل يخرجه عن البروتوكول، فالزبانية كانوا قد ألزموا الرّجل عدم الخروج على اللياقة وساعدوه على استعادة هدوئه إلى الأبد …!.... عبدالحميد العدّاسي المصدر بريد الفجرنيوز