لاليغا الاسبانية.. سيناريوهات تتويج ريال مدريد باللقب على حساب برشلونة    معرض تونس الدولي للكتاب: الناشرون العرب يشيدون بثقافة الجمهور التونسي رغم التحديات الاقتصادية    كأس تونس لكرة اليد : الترجي يُقصي الإفريقي ويتأهل للنهائي    الاتحاد المنستيري يضمن التأهل إلى المرحلة الختامية من بطولة BAL بعد فوزه على نادي مدينة داكار    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    الأنور المرزوقي ينقل كلمة بودربالة في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي .. تنديد بجرائم الاحتلال ودعوة الى تحرّك عربي موحد    اليوم آخر أجل لخلاص معلوم الجولان    الإسناد اليمني لا يتخلّى عن فلسطين ... صاروخ بالستي يشلّ مطار بن غوريون    الرابطة الثانية (الجولة العاشرة إيابا)    البطولة العربية لألعاب القوى للأكابر والكبريات: 3 ذهبيات جديدة للمشاركة التونسية في اليوم الختامي    مع الشروق : كتبت لهم في المهد شهادة الأبطال !    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    حجز أجهزة إتصال تستعمل للغش في الإمتحانات بحوزة أجنبي حاول إجتياز الحدود البرية خلسة..    بايرن ميونيخ يتوج ببطولة المانيا بعد تعادل ليفركوزن مع فرايبورغ    متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة: أمطار بهذه المناطق..#خبر_عاجل    عاجل/ بعد تداول صور تعرض سجين الى التعذيب: وزارة العدل تكشف وتوضح..    قطع زيارته لترامب.. نقل الرئيس الصربي لمستشفى عسكري    معرض تونس الدولي للكتاب يوضّح بخصوص إلزام الناشرين غير التونسيين بإرجاع الكتب عبر المسالك الديوانية    الملاسين وسيدي حسين.. إيقاف 3 مطلوبين في قضايا حق عام    إحباط هجوم بالمتفجرات على حفل ليدي غاغا'المليوني'    قابس.. حوالي 62 ألف رأس غنم لعيد الأضحى    حجز عملة أجنبية مدلسة بحوزة شخص ببن عروس    الكاف: انطلاق موسم حصاد الأعلاف مطلع الأسبوع القادم وسط توقّعات بتحقيق صابة وفيرة وذات جودة    نقيب الصحفيين : نسعى لوضع آليات جديدة لدعم قطاع الصحافة .. تحدد مشاكل الصحفيين وتقدم الحلول    نهاية عصر البن: قهوة اصطناعية تغزو الأسواق    أهم الأحداث الوطنية في تونس خلال شهر أفريل 2025    الصالون المتوسطي للبناء "ميديبات 2025": فرصة لدعم الشراكة والانفتاح على التكنولوجيات الحديثة والمستدامة    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    إلى أواخر أفريل 2025: رفع أكثر من 36 ألف مخالفة اقتصادية وحجز 1575 طنا من المواد الغذائية..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    مبادرة تشريعية تتعلق بإحداث صندوق رعاية كبار السن    تونس في معرض "سيال" كندا الدولي للإبتكار الغذائي: المنتوجات المحلية تغزو أمريكا الشمالية    إحباط عمليات تهريب بضاعة مجهولة المصدر قيمتها 120 ألف دينار في غار الماء وطبرقة.    تسجيل ثالث حالة وفاة لحادث عقارب    إذاعة المنستير تنعى الإذاعي الراحل البُخاري بن صالح    زلزالان بقوة 5.4 يضربان هذه المنطقة..#خبر_عاجل    النفيضة: حجز كميات من العلف الفاسد وإصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن    تنبيه/ انقطاع التيار الكهربائي اليوم بهذه الولايات..#خبر_عاجل    برنامج مباريات اليوم والنقل التلفزي    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    خطير/كانا يعتزمان تهريبها إلى دولة مجاورة: إيقاف امرأة وابنها بحوزتهما أدوية مدعمة..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    أريانة: القبض على تلميذين يسرقان الأسلاك النحاسية من مؤسسة تربوية    بطولة فرنسا - باريس يخسر من ستراسبورغ مع استمرار احتفالات تتويجه باللقب    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    بعد هجومه العنيف والمفاجئ على حكومتها وكيله لها اتهامات خطيرة.. قطر ترد بقوة على نتنياهو    ترامب ينشر صورة له وهو يرتدي زي البابا ..    كارول سماحة تنعي زوجها بكلمات مؤثرة    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خواطر حول هموم العرب والإسلام والعالم
نشر في الفجر نيوز يوم 26 - 02 - 2008


خواطر حول هموم العرب والإسلام والعالم

الأنظمة العربية والإسلامية التي حكمت بعد الاستقلال تتسم بالضحالة
بقلم: محمد أركون
الفكر الأوروبي الوحيد الذي تجرأ علي الاقتراب من الدين منذ عصر التنوير وحتي اليوم
المسيحية الأوروبية الأكثر تحرراً من الإسلام واليهودية وحتي المسيحية الشرقية الأرثوذكسية
الإسلام والمسيحية كان لكل واحد منهما جانب زمني مادي سلطوي وجانب روحي عظيم لا علاقة له بالسلطة
بوش مثال علي القوة العظمي التلفزية التكنولوجية العلمية الموظفة في خدمة السياسة القائمة علي القوة المحضة
يجب البحث عن الأسباب الاجتماعية الاقتصادية السياسية التي أدت لفشل الفكر العقلاني ونسيانه في السياقات الإسلامية بعد موت ابن رشد
لماذا لا يوجد غاندي واحد في العالم الإسلامي؟

بقلم: محمد أركون
..18 أواصل هنا عرض برنامج العمل الذي ينبغي القيام به لتحرير الفكر الإسلامي من المقولات الدوغمائية المغلقة وفتحه علي الحداثة. وبهذا الصدد أقول بأنه ينبغي علينا أن ندرس المسألة الهامة التالية: أي الظاهرة الدينية بصفتها اللامفكر فيه الأعظم بالنسبة للعقل في كل العصور. فالدين يبقي هو المقدس الأكبر الذي لا يتجرأ العقل علي الاقتراب منه. وحده الفكر الاوروبي بدءا من عصر التنوير وحتي اليوم تجرأ علي ذلك. ولهذا السبب فان المسيحية الاوروبية هي الاكثر تحررا وانفتاحا اذا ما قسناها بالاسلام او باليهودية او حتي بالمسيحية الشرقية الارثوذكسية( روسيا، صربيا، اليونان، المسيحية العربية، الخ.).
19- ينبغي التحدث عن العلمانية بصفتها برنامجا اجتماعيا ثقافيا أو ذروة تأسيسية عليا أدت إلي سحب السلطات الفكرية والعلمية والسياسية من أيدي الكنيسة المسيحية والكهنة في اوروبا الغربية. كما وينبغي التحدث عن الميثاق الوهمي الجديد أو بالأحري المواثيق الوهمية الجديدة التي حلت محل الدين في الغرب. فهي غير مقنعة حتي الآن ولم تستطع الغاء الدين من حيث الغائية الأخروية. فالدين يبدو اكثر مصداقية من حيث الاقناع بالأمل الأخروي والقضاء علي الخوف من الموت والفناء الأبدي.
20- ينبغي التحدث عن القدس، وأثينا، ومكة- المدينة بصفتها مراكز لانبثاق الأديان التوحيدية والفلسفة الإغريقية. وهذا ما يساعدنا علي كتابة تاريخ انتربولوجي لكل شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط وثقافاتها حيث انتشرت أديان التوحيد الثلاثة بالإضافة إلي الفكر الإغريقي وامتزجا أو تفاعلا مع بعضهما البعض. فالحضارة العربية الاسلامية شهدت تفاعل الفلسفة اليونانية مع الدين الإسلامي، والحضارة الاوروبية شهدت تفاعل هذه الفلسفة مع الدين المسيحي بل ان العرب هم الذين عرفوا اوروبا علي الفلسفة اليونانية. عندما ندرس كل ذلك من أوسع منظور ندرك اننا نحن والغربيين ننتمي إلي تراث واحد في الواقع هو التراث الذي يجمع بين الفلسفة اليونانية والديانة التوحيدية. أما تراثات الشرق الأقصي كالصين الكونفشيوسية او الهند الهندوسية او اليابان البوذية فهذه بعيدة عنا فعلا وتنتمي إلي تراثات اخري مختلفة تماما.
21- ينبغي تحليل المدونات الرسمية المغلقة للأديان الثلاثة أو ما يدعي بالكتب المقدسة. ينبغي أن ندرسها بشكل جديد كليا من خلال علاقتها برهانات المعني والحقيقة والقوة: أي حب التوسع والانتشار. وهذا ما تجلي من خلال التاريخ سواء بالنسبة للمسيحية ام بالنسبة للاسلام. كلاهما تحول إلي امبراطورية وخلع المشروعية علي السلطة السياسية بل واستخدم كمحاكم تفتيش وقمع وارهاب للعقول احيانا. وكلاهما كان دينا كبيرا منفتحا علي كلية المعني ومطلق الله. باختصار شديد: كلاهما كان له جانب زمني مادي سلطوي- وجانب روحاني عظيم لا علاقة له بالسلطة ولا بالمصالح العاجلة للحياة الدنيا.
21 a - من المصحف إلي المدونات الرسمية المغلقة: دراسة كيفية التشكل الاجتماعي التاريخي للاعتقاد الإسلامي. وذلك من خلال الدراسة العلمية لكيفية تشكل المصحف بشكل تاريخي. وهذا الشيئ غير معروف حتي الآن في العالم العربي او الإسلامي علي عكس ما نظن.
21 b - كلام الله - الخطاب النبوي ضد: الميثوس - واللوغوس. من أجل تاريخ آخر للفكر في فضاء البحر الأبيض المتوسط. مع العالم بان الميثوس يعني الفكر الأسطوري أو الخيالي في الفكر الإغريقي، واللوغوس يعني الفكر العقلاني المنطقي. ومعلوم أن التيارين الأساسيين اللذين اخترقا الفضاء المتوسطي هما الديانة التوحيدية من جهة والفكر الإغريقي من جهة أخري.
21 c - من تحليل الخطاب إلي السيميائيات العامة. بمعني انه ينبغي ان ننتقل من تحليل الخطاب اللغوي إلي تشكيل علم الدلالات العامة الذي يشمل كل اللغات بما فيها الشيفرات والرموز والعلامات والاشارات التي تحفل بها الحياة الاجتماعية.
22- دراسة الجدلية الكائنة بين اللوغوس - والميثوس في مواجهة جدلية خطاب الله - والخطاب النبوي. ومن خلال ذلك ندرس الرهانات الدائمة للأنظمة الصراعية للحقيقة.فهناك النظام المنطقي العقلاني للحقيقة علي طريقة ارسطو، وهناك النظام الرمزي الخيالي الاسطوري للحقيقة علي طريق افلاطون. هناك الخط المادي الواقعي في التاريخ، وهناك الخط المثالي. وكل تاريخ الفلسفة مخترق من قبل الصراع بين هذين الخطين. انظر الصراع بين ابن سينا الافلاطوني في الساحة العربية الاسلامية وابن رشد الارسطوطاليسي المحض.
23 - ينبغي ان ندرس الآليات الوظائفية الجديدة و انتقام الفكر المتوحش بصفته يمثل لعبة ميكانيكية للقوي السياسية المغامرة المرتكزة علي تكنولوجيا عسكرية لا تقهر( انظر بوش) ثم ديكتاتورية العواطف الهائجة للشعوب المغلوبة علي أمرها. بوش كمثال علي القوة العظمي التلفزية-التكنولوجية-العلمية الموظفة في خدمة السياسة القائمة علي القوة المحضة.( انظر بهذا الصدد كتاب بنيامين باربير: الجهاد الأصولي ضد العولمة الأمريكية). هنا نلاحظ هيمنة الفكر المتوحش البربري علي البشر سواء في الجهة الغربية عن طريق بوش وتشيني وعتاة المحافظين الجدد، او في الجهة الاسلامية عن طريق بن لادن والقاعدة ومن لف لفهما.. ينبغي ان ندرس آليات كل ذلك وأسبابه لمعرفة ماذا يحصل حاليا ولماذا يحصل بهذا الشكل دون غيره. لماذا تسيطر علينا البربرية بدلا من العقل والتسامح والنزعة الانسانية؟ لماذا اختفت هذه النزعة من كلا الطرفين؟
24 - ينبغي ان ندرس تجليات جدلية الداخل والخارج للذات البشرية والذات الجماعية سواء في الكلام المكتوب ام في الكلام الشفهي. ينبغي ان ندرس بشكل خاص الكلام النبوي في سياقات تجليات الوظيفة النبوية. ومعلوم انه كان في البداية كلاما شفهيا ثم أصبح نصا مكتوبا أو نصا تأسيسيا اذا ما نظرنا إلي الامور من خلال منظور الانتربولوجيا التاريخية. أوقل أصبح كتبا مقدسة اذا ما نظرنا إلي الامور من خلال منظور التركيبات اللاهوتية الثلاثة المتشكلة للإيمان في القرون الوسطي.العالم الحديث ينظر اليها من خلال المنظور الانتربولوجي، والمؤمن التقليدي ينظر اليها من خلال المنظور اللاهوتي السائد المعروف.
25 - ينبغي علينا القيام بدراسة التقسيمات الزمنية التاريخية وجدليات الفترات الزمنية. انظر كمثال علي ذلك المغرب الكبير في القرن الثامن عشر قبل حصول الاستعمار. أقصد قبل حصوله بصفته قوة لسلب الآخر من ذاته ولفرض قطع متناثرة من الحداثة عليه أو بالأحري ليس عليه بالضبط وانما داخل القطاعات الحضرية التي سكنها المستوطنون والتي هي مطوقة من كل الجهات داخل الفضاء العام للمجتمعات المستعمرة. وبالتالي فقد كانت معزولة عن المجتمع الاصلي للبلاد. تطبيق ذلك علي السياقات الإسلامية المختلفة حتي عام 2007م.. وهذا يعني ان فترة ما قبل الاستعمار تختلف نوعيا عن فترة ما بعد دخول الاستعمار إلي البلاد. وهذا الأمر ينطبق علي كل المجتمعات العربية والاسلامية تقريبا. فالاستعمار علي مساوئه أتي بالحداثة معه ولكن هذه الحداثة لم تصب كل قطاعات المجتمع الذي ظل تقليديا في معظمه وانما أصابت فقط المدن الكبري والطبقات العليا من المجتمع. وهناك سكن المستعمرون المستوطنون أصلا..
26- دراسة الموضوع التالي: ديكتاتورية المخيالات الاجتماعية وإلغاء الذات الجماعية بصفتها فعالية نقدية تمارس عملها او ينبغي ان تمارسه أثناء الانتخابات الديمقراطية . انظر كمثال علي ذلك ما حصل اثناء الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2007 . فاستطلاعات الرأي العام هي التي حسمت الانتخابات حتي قبل أن تحصل! وبالتالي فما معني التصويت إذن؟ وما معني الارادة الذاتية للمواطنين الفرنسيين؟ ألا يعني ذلك إلغاء لدورها أي للدور الذي ينبغي أن تلعبه الذات البشرية؟ ينبغي أن نتفحص هنا جيدا جدلية القوي التي تلغي الشخص البشري، كما الفرد، كما المواطن أو التي علي العكس ترفع من قيمته وتعليها في كل السياقات أو الأوساط المعاصرة. (بعد الفرحة الظافرة لعصر النهضة المضاد للعصور الوسطي، وبعد التنوير المضاد للعهد الملكي الاقطاعي القديم، وبعد نهاية تاريخ الأوهام وانتهاء بالديمقراطية الليبرالية). وبالتالي فليس انسان العالم الثالث هو وحده المسحوق او الملغي وانما حتي أعرق الدول ديموقراطية في العالم تشهد الغاء من نوع آخر لمواطنيها.بالطبع هذا لا يعني انه لا توجد ديموقراطية في الدول المتقدمة علي عكس بلداننا العربية والاسلامية ولكن هناك مخاطر تهددها.
27- ينبغي ان ندرس تلك المجابهة الكبري الجارية بين الأنظمة الدينية للحقيقة وبين روح الإلحاد بحسب تعبير الفيلسوفين الفرنسيين اندريه كونت سبونفيل وميشيل أونفري. وهما من أعلام الفلسفة الالحادية في فرنسا ولهما شهرة واسم في الساحة الثقافية الفرنسية. والواقع ان الصراع بين الايمان والالحاد قديم قدم الفكر البشري نفسه. فكل منهما يدعي انه يمتلك الحقيقة المطلقة لتفسير العالم والكون ومصير الجنس البشري بعد الموت.
28- المقارنة بين اللاهوت الديني، والفلسفة، والعلوم الطبيعية والعقل التلفزي التكنولوجي العلمي المسيطر حاليا علي الغرب والعالم كله من خلال العولمة الكونية.
29 - ينبغي اننعطي فكرة عامة عن مجتمع المعرفة: ثقافته وقيمه( انظر بهذا الصدد المحاضرة التي ألقيتها بالعربية في الدوحة بقطر بتاريخ: 23 - 1 - 2007 ).
30- انظر محاضرتي التالية: من اجل تحرير الفكر الإسلامي (ألقيت بمدينة فاس بتاريخ: 4 - 6 -9 2007).
31- إعادة التفكير بمسألة العلاقة بين الإيمان والعقل أو اللوغوس في اللغة اليونانية( محاضرة ألقيت في تونس بتاريخ: 7 - 5 - 2007).
32- من اجل تشكيل علم جديد لدراسة نحو الانفعالات العاطفية او القواعد التي تتحكم بها بالمعني الحرفي لكلمة نحو او قواعد في علم اللغة.
33- ما معني العبارة التالية: إذا كنت ترغب في السلام فحضر نفسك للحرب (حول هذه المقولة دارت محاضرتي في الأمم المتحدة بتاريخ: 10 - 5 - 2007).
34- من اجل تشكيل سوسيولوجيا لدراسة ظاهرة الفشل والنسيان والمستحيل التفكير فيه الممكن التفكير فيه داخل السياقات الإسلامية. المقصود بذلك انه ينبغي أن نبحث عن الأسباب السوسيولوجية، أي الاجتماعية الاقتصادية السياسية، التي أدت إلي فشل الفكر العقلاني ونسيانه في السياقات الإسلامية بعد موت ابن رشد.
وهي نفس الأسباب التي أدت إلي تضييق مساحة الممكن التفكير فيه واتساع المستحيل التفكير فيه او الممنوع التفكير فيه منذ ذلك اليوم وحتي وقتنا هذا. ففي العالم الإسلامي لا يمكن أن تفكر في كل شيء بل إن معظم الأشياء يستحيل التفكير فيها علي عكس العالم الأوروبي حيث تسود حرية شبه مطلقة وأحيانا زائدة عن الحد. ينبغي أن نبحث في كل هذه القضايا لكي نعرف سبب الانسداد التاريخي الذي نعاني منه حاليا ولكي نعرف كيف ننطلق حضاريا من جديد.
35 - أخيرا أود ان أطرح السؤال التالي: لماذا نظم البوذيون في برمانيا طيلة أسابيع عديدة مظاهرات سلمية متواصلة ضد نظام قمعي يفرض ديكتاتوريته منذ عشرين سنة؟ لماذا لم تلجأ إلي التفجيرات والعنف كما يفعلون عندنا في العالم العربي او الإسلامي؟ ولماذا تلقت امرأة من هذا البلد جائزة نوبل للسلام واستخدمت هذا الشرف لكي تقود المقاومة السلمية بكل هيبتها الأخلاقية حتي وهي في السجن؟ ولماذا بالمقارنة مع المجتمعات العربية علي سبيل المثال نلاحظ أن ياسر عرفات هو وحده الذي حظي بهذا الوسام الرفيع، أي بجائزة نوبل للسلام، ضمن الظروف الخاصة جدا التي نعرفها وبكل النتائج الكارثية التي تلت وأدت إلي قطع اتفاقيات أوسلو أو تعليقها؟ ثم لماذا نلاحظ أن ثقافة المجتمعات العربية والإسلامية تغلب ثقافة الجهاد وروحه الحامية العنيفة علي ثقافة الاحتجاجات غير العنيفة للمعارضة البرمانية والتي نجدها في الهند أيضا؟ فهناك جسد المهاتما غاندي سياسة اللاعنف بأعلي صورها وذلك بالتضاد المطلق مع إرادة مسلمي الهند في الانفصال بقيادة محمد علي جناح.
لماذا لا يوجد غاندي واحد في العالم الإسلامي؟ ولماذا نلاحظ أن التاريخ الحديث للباكستان يظل صبوغا بطابع العنف السياسي مع انفصال بنغلاديش أولا ثم مع انتشار ثقافة الجهاد مؤخرا من خلال الحركات الاصولية التي تملأ الشارع؟ وأخيرا وليس آخرا لماذا نلاحظ أن أيا من الباحثين المفكرين اليوم لم يهتم بهذه الإشكالية الخصبة والتي لابد من دراستها إذا ما أردنا الخروج من السياجات الدوغمائية المغلقة التي أدت إلي الانغلاقات التاريخية التي نشهدها اليوم في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي؟
غني عن القول ان هذه التساؤلات ذات راهنية كبري. والدليل علي ذلك ما يحصل كل يوم هنا أو هناك من أعمال عنف وتفجيرات واستباحة للمدنيين العزل الذين يؤخذون علي حين غرة. وإذا ما أجبنا عليها بشكل صحيح فإننا نستطيع عندئذ أن نخرج من الانسدادات الإيديولوجية والسياسية التي تتكسر أمامها كل الخطابات السياسية المعاصرة حتي في الديمقراطيات الأكثر تقدما.
يمكننا أن نتحدث اليوم عن أزمة عامة تصيب الممارسات والمجريات الشكلانية للأنظمة الديمقراطية. لماذا؟ لأنها هي أيضا مقطوعة عن الاشكالات- الانتربولوجية الفلسفية التي هي وحدها القادرة علي أن تمكننا من مواجهة التحديات الجديدة للعولمة. ولكن كنت قد بينت للتو من خلال مثال الإسلام مدي ضحالة الأنظمة السياسية العربية والاسلامية التي حكمت بعد الاستقلال ومدي جهالتها ثم مدي الانسداد التاريخي الناتج عنها.
كما وبينت مدي التأخر المتراكم لدي علوم الإنسان والمجتمع. وأقصد بذلك أنها تتأخر كثيرا في الانتقال من مرحلة العصبيات القومية والطائفية إلي مرحلة التضامنات الجديدة الواسعة للجماعة العالمية للباحثين والمفكرين والفنانين وكبار القادة الذين يحسمون مصير الاقتصاد العالمي.
لا أتجرأ أن أضيف إلي القائمة اسم القادة السياسيين نظرا إلي فقدانهم لمصداقيتهم في الآونة الأخيرة بسبب التكتيكات العديدة الملتوية التي يستخدمونها من اجل اقتناص السلطة وممارستها والتمتع بها وبالامتيازات الناتجة عنها.حقا لقد فقد الساسة حتي في المجتمعات الديموقراطية المتقدمة مصداقيتهم إلا من رحم ربك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.