السوداني يؤكد وقوف العراق الى جانب تونس    أسعارها في المتناول..غدا افتتاح نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك بالعاصمة    سوسة: سائق تاكسي يحوّل وجعة طفل ويعتدي عليه    نحو 6000 عملية في جراحة السمنة يتم اجراؤها سنويا في تونس تشمل اغلبها اجانب    عاجل : إيلون ماسك يعلق عن العاصفة الكبرى التي تهدد الإنترنت    الجامعة التونسية لكرة القدم تسجل عجزا ماليا قدره 5.6 مليون دينار    غدا الاحد.. انقطاع التيار الكهربائي بعدد من المناطق من ولاية المنستير    تركيا.. إصابة 25 شخصا في حادث مرور    الجمعية التونسية للفضاء: الشمس تطلق توهجات قوية باتّجاه الأرض    وزير الشؤون الدينية يصدر هذا القرار    منذ بداية سنة 2024.. إعادة قرابة 2500 مهاجر غير نظامي إلى بلدانهم    كاتب سيرة ميسي.. ليو سيعود إلى برشلونة    عاجل : رفض الإفراج عن المدير العام الأسبق للمصالح المختصة بالداخلية    رئيس الجامعة بالنيابة جليّل: اعجاب كبير بعمل الوحيشي وسنبقي عليه    عاجل: الاحتفاظ ب"انستغراموز" معروفة..وهذه التفاصيل..    نيوزيلندا تتخذ إجراءات عاجلة لمواجهة العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الكبرى    عاجل/ السجن لموظف ببنك عمومي استولى على أموال..    كرة اليد.. انتخاب كريم الهلالي عضوا في المكتب التنفيذي للكنفدرالية المتوسطية    مدير عام المجمع الكيميائي : ''نقل الفسفاط يعدّ المشكل الحقيقي''    يوم تاريخي في الأمم المتحدة: فلسطين تنتصر.. العالم يتحرر    صفاقس: الإحتفاظ بشخصين من أجل مساعدة الغير على إجتياز الحدود البحرية خلسة    استشهاد 20 فلسطينياً في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة..#خبر_عاجل    عاجل/ تأجيل دربي العاصمة..    عاجل/ الاحتفاظ برئيس بلدية سابق و موظف من أجل شبهة..    القصرين: بطاقة إيداع بالسجن في حق شخص طعن محامٍ أمام المحكمة    تونس تشهد موجة حر بداية من هذا التاريخ..#خبر_عاجل    الجلسة العامة للجامعة: حضور جميع الأندية باستثناء الترجي والقوافل    مهرجان ريم الحمروني للثقافة بقابس.. دورة الوفاء للأثر الخالد    في إطار الاحتفال بشهر التراث...«عودة الفينيقيين» إلى الموقع الأثري بأوتيك    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    مسيرة فنية حافلة بالتنوّع والتجدّد...جماليات الإبدالات الإبداعية للفنان التشكيلي سامي بن عامر    الجزائر تتوقع محصولا قياسيا من القمح    طقس السبت: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    بعيداً عن شربها.. استخدامات مدهشة وذكية للقهوة!    عاجل/ بعد حادثة ملعب رادس: وزارة الشباب والرياضة تتخذ هذه الاجراءات..    النادي الإفريقي.. القلصي مدربا جديدا للفريق خلفا للكبير    لأول مرة/ الاتحاد البنكي للتجارة والصناعة يشارك في دعم النسخة 18 من دورة "كيا" تونس المفتوحة للتنس..(فيديو)    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    بايدن يخطئ مجددا و"يعين" كيم جونغ رئيساً لكوريا الجنوبية    مفتي الجمهورية يحسم الجدل بخصوص أضحية العيد    المسابقة الأوروبية الدولية بجنيف: زيت الزيتون 'الشملالي' يفوز بميدالية ذهبية    الكريديف يعلن عن الفائزات بجائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية لسنة 2023    قليبية : الكشف عن مقترفي سلسلة سرقات دراجات نارية    عاجل/ الأمم المتحدة: 143 دولة توافق على عضوية فلسطين    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    وزير السياحة يؤكد أهمية إعادة هيكلة مدارس التكوين في تطوير تنافسية تونس وتحسين الخدمات السياحية    نرمين صفر تتّهم هيفاء وهبي بتقليدها    الأمطار الأخيرة أثرها ضعيف على السدود ..رئيس قسم المياه يوضح    لهذه الأسباب تم سحب لقاح أسترازينيكا.. التفاصيل    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    خطبة الجمعة .. لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما... الرشوة وأضرارها الاقتصادية والاجتماعية !    إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    عاجل/ مفتي الجمهورية يحسم الجدل بخصوص شراء أضحية العيد في ظل ارتفاع الأسعار..    أضحية العيد: مُفتي الجمهورية يحسم الجدل    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    تظاهرة ثقافية في جبنيانة تحت عنوان "تراثنا رؤية تتطور...تشريعات تواكب"    قابس : الملتقى الدولي موسى الجمني للتراث الجبلي يومي 11 و12 ماي بالمركب الشبابي بشنني    سليانة: تنظيم الملتقى الجهوي للسينما والصورة والفنون التشكيلية بمشاركة 200 تلميذ وتلميذة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خواطر حول هموم العرب والإسلام والعالم
نشر في الفجر نيوز يوم 26 - 02 - 2008


خواطر حول هموم العرب والإسلام والعالم

الأنظمة العربية والإسلامية التي حكمت بعد الاستقلال تتسم بالضحالة
بقلم: محمد أركون
الفكر الأوروبي الوحيد الذي تجرأ علي الاقتراب من الدين منذ عصر التنوير وحتي اليوم
المسيحية الأوروبية الأكثر تحرراً من الإسلام واليهودية وحتي المسيحية الشرقية الأرثوذكسية
الإسلام والمسيحية كان لكل واحد منهما جانب زمني مادي سلطوي وجانب روحي عظيم لا علاقة له بالسلطة
بوش مثال علي القوة العظمي التلفزية التكنولوجية العلمية الموظفة في خدمة السياسة القائمة علي القوة المحضة
يجب البحث عن الأسباب الاجتماعية الاقتصادية السياسية التي أدت لفشل الفكر العقلاني ونسيانه في السياقات الإسلامية بعد موت ابن رشد
لماذا لا يوجد غاندي واحد في العالم الإسلامي؟

بقلم: محمد أركون
..18 أواصل هنا عرض برنامج العمل الذي ينبغي القيام به لتحرير الفكر الإسلامي من المقولات الدوغمائية المغلقة وفتحه علي الحداثة. وبهذا الصدد أقول بأنه ينبغي علينا أن ندرس المسألة الهامة التالية: أي الظاهرة الدينية بصفتها اللامفكر فيه الأعظم بالنسبة للعقل في كل العصور. فالدين يبقي هو المقدس الأكبر الذي لا يتجرأ العقل علي الاقتراب منه. وحده الفكر الاوروبي بدءا من عصر التنوير وحتي اليوم تجرأ علي ذلك. ولهذا السبب فان المسيحية الاوروبية هي الاكثر تحررا وانفتاحا اذا ما قسناها بالاسلام او باليهودية او حتي بالمسيحية الشرقية الارثوذكسية( روسيا، صربيا، اليونان، المسيحية العربية، الخ.).
19- ينبغي التحدث عن العلمانية بصفتها برنامجا اجتماعيا ثقافيا أو ذروة تأسيسية عليا أدت إلي سحب السلطات الفكرية والعلمية والسياسية من أيدي الكنيسة المسيحية والكهنة في اوروبا الغربية. كما وينبغي التحدث عن الميثاق الوهمي الجديد أو بالأحري المواثيق الوهمية الجديدة التي حلت محل الدين في الغرب. فهي غير مقنعة حتي الآن ولم تستطع الغاء الدين من حيث الغائية الأخروية. فالدين يبدو اكثر مصداقية من حيث الاقناع بالأمل الأخروي والقضاء علي الخوف من الموت والفناء الأبدي.
20- ينبغي التحدث عن القدس، وأثينا، ومكة- المدينة بصفتها مراكز لانبثاق الأديان التوحيدية والفلسفة الإغريقية. وهذا ما يساعدنا علي كتابة تاريخ انتربولوجي لكل شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط وثقافاتها حيث انتشرت أديان التوحيد الثلاثة بالإضافة إلي الفكر الإغريقي وامتزجا أو تفاعلا مع بعضهما البعض. فالحضارة العربية الاسلامية شهدت تفاعل الفلسفة اليونانية مع الدين الإسلامي، والحضارة الاوروبية شهدت تفاعل هذه الفلسفة مع الدين المسيحي بل ان العرب هم الذين عرفوا اوروبا علي الفلسفة اليونانية. عندما ندرس كل ذلك من أوسع منظور ندرك اننا نحن والغربيين ننتمي إلي تراث واحد في الواقع هو التراث الذي يجمع بين الفلسفة اليونانية والديانة التوحيدية. أما تراثات الشرق الأقصي كالصين الكونفشيوسية او الهند الهندوسية او اليابان البوذية فهذه بعيدة عنا فعلا وتنتمي إلي تراثات اخري مختلفة تماما.
21- ينبغي تحليل المدونات الرسمية المغلقة للأديان الثلاثة أو ما يدعي بالكتب المقدسة. ينبغي أن ندرسها بشكل جديد كليا من خلال علاقتها برهانات المعني والحقيقة والقوة: أي حب التوسع والانتشار. وهذا ما تجلي من خلال التاريخ سواء بالنسبة للمسيحية ام بالنسبة للاسلام. كلاهما تحول إلي امبراطورية وخلع المشروعية علي السلطة السياسية بل واستخدم كمحاكم تفتيش وقمع وارهاب للعقول احيانا. وكلاهما كان دينا كبيرا منفتحا علي كلية المعني ومطلق الله. باختصار شديد: كلاهما كان له جانب زمني مادي سلطوي- وجانب روحاني عظيم لا علاقة له بالسلطة ولا بالمصالح العاجلة للحياة الدنيا.
21 a - من المصحف إلي المدونات الرسمية المغلقة: دراسة كيفية التشكل الاجتماعي التاريخي للاعتقاد الإسلامي. وذلك من خلال الدراسة العلمية لكيفية تشكل المصحف بشكل تاريخي. وهذا الشيئ غير معروف حتي الآن في العالم العربي او الإسلامي علي عكس ما نظن.
21 b - كلام الله - الخطاب النبوي ضد: الميثوس - واللوغوس. من أجل تاريخ آخر للفكر في فضاء البحر الأبيض المتوسط. مع العالم بان الميثوس يعني الفكر الأسطوري أو الخيالي في الفكر الإغريقي، واللوغوس يعني الفكر العقلاني المنطقي. ومعلوم أن التيارين الأساسيين اللذين اخترقا الفضاء المتوسطي هما الديانة التوحيدية من جهة والفكر الإغريقي من جهة أخري.
21 c - من تحليل الخطاب إلي السيميائيات العامة. بمعني انه ينبغي ان ننتقل من تحليل الخطاب اللغوي إلي تشكيل علم الدلالات العامة الذي يشمل كل اللغات بما فيها الشيفرات والرموز والعلامات والاشارات التي تحفل بها الحياة الاجتماعية.
22- دراسة الجدلية الكائنة بين اللوغوس - والميثوس في مواجهة جدلية خطاب الله - والخطاب النبوي. ومن خلال ذلك ندرس الرهانات الدائمة للأنظمة الصراعية للحقيقة.فهناك النظام المنطقي العقلاني للحقيقة علي طريقة ارسطو، وهناك النظام الرمزي الخيالي الاسطوري للحقيقة علي طريق افلاطون. هناك الخط المادي الواقعي في التاريخ، وهناك الخط المثالي. وكل تاريخ الفلسفة مخترق من قبل الصراع بين هذين الخطين. انظر الصراع بين ابن سينا الافلاطوني في الساحة العربية الاسلامية وابن رشد الارسطوطاليسي المحض.
23 - ينبغي ان ندرس الآليات الوظائفية الجديدة و انتقام الفكر المتوحش بصفته يمثل لعبة ميكانيكية للقوي السياسية المغامرة المرتكزة علي تكنولوجيا عسكرية لا تقهر( انظر بوش) ثم ديكتاتورية العواطف الهائجة للشعوب المغلوبة علي أمرها. بوش كمثال علي القوة العظمي التلفزية-التكنولوجية-العلمية الموظفة في خدمة السياسة القائمة علي القوة المحضة.( انظر بهذا الصدد كتاب بنيامين باربير: الجهاد الأصولي ضد العولمة الأمريكية). هنا نلاحظ هيمنة الفكر المتوحش البربري علي البشر سواء في الجهة الغربية عن طريق بوش وتشيني وعتاة المحافظين الجدد، او في الجهة الاسلامية عن طريق بن لادن والقاعدة ومن لف لفهما.. ينبغي ان ندرس آليات كل ذلك وأسبابه لمعرفة ماذا يحصل حاليا ولماذا يحصل بهذا الشكل دون غيره. لماذا تسيطر علينا البربرية بدلا من العقل والتسامح والنزعة الانسانية؟ لماذا اختفت هذه النزعة من كلا الطرفين؟
24 - ينبغي ان ندرس تجليات جدلية الداخل والخارج للذات البشرية والذات الجماعية سواء في الكلام المكتوب ام في الكلام الشفهي. ينبغي ان ندرس بشكل خاص الكلام النبوي في سياقات تجليات الوظيفة النبوية. ومعلوم انه كان في البداية كلاما شفهيا ثم أصبح نصا مكتوبا أو نصا تأسيسيا اذا ما نظرنا إلي الامور من خلال منظور الانتربولوجيا التاريخية. أوقل أصبح كتبا مقدسة اذا ما نظرنا إلي الامور من خلال منظور التركيبات اللاهوتية الثلاثة المتشكلة للإيمان في القرون الوسطي.العالم الحديث ينظر اليها من خلال المنظور الانتربولوجي، والمؤمن التقليدي ينظر اليها من خلال المنظور اللاهوتي السائد المعروف.
25 - ينبغي علينا القيام بدراسة التقسيمات الزمنية التاريخية وجدليات الفترات الزمنية. انظر كمثال علي ذلك المغرب الكبير في القرن الثامن عشر قبل حصول الاستعمار. أقصد قبل حصوله بصفته قوة لسلب الآخر من ذاته ولفرض قطع متناثرة من الحداثة عليه أو بالأحري ليس عليه بالضبط وانما داخل القطاعات الحضرية التي سكنها المستوطنون والتي هي مطوقة من كل الجهات داخل الفضاء العام للمجتمعات المستعمرة. وبالتالي فقد كانت معزولة عن المجتمع الاصلي للبلاد. تطبيق ذلك علي السياقات الإسلامية المختلفة حتي عام 2007م.. وهذا يعني ان فترة ما قبل الاستعمار تختلف نوعيا عن فترة ما بعد دخول الاستعمار إلي البلاد. وهذا الأمر ينطبق علي كل المجتمعات العربية والاسلامية تقريبا. فالاستعمار علي مساوئه أتي بالحداثة معه ولكن هذه الحداثة لم تصب كل قطاعات المجتمع الذي ظل تقليديا في معظمه وانما أصابت فقط المدن الكبري والطبقات العليا من المجتمع. وهناك سكن المستعمرون المستوطنون أصلا..
26- دراسة الموضوع التالي: ديكتاتورية المخيالات الاجتماعية وإلغاء الذات الجماعية بصفتها فعالية نقدية تمارس عملها او ينبغي ان تمارسه أثناء الانتخابات الديمقراطية . انظر كمثال علي ذلك ما حصل اثناء الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2007 . فاستطلاعات الرأي العام هي التي حسمت الانتخابات حتي قبل أن تحصل! وبالتالي فما معني التصويت إذن؟ وما معني الارادة الذاتية للمواطنين الفرنسيين؟ ألا يعني ذلك إلغاء لدورها أي للدور الذي ينبغي أن تلعبه الذات البشرية؟ ينبغي أن نتفحص هنا جيدا جدلية القوي التي تلغي الشخص البشري، كما الفرد، كما المواطن أو التي علي العكس ترفع من قيمته وتعليها في كل السياقات أو الأوساط المعاصرة. (بعد الفرحة الظافرة لعصر النهضة المضاد للعصور الوسطي، وبعد التنوير المضاد للعهد الملكي الاقطاعي القديم، وبعد نهاية تاريخ الأوهام وانتهاء بالديمقراطية الليبرالية). وبالتالي فليس انسان العالم الثالث هو وحده المسحوق او الملغي وانما حتي أعرق الدول ديموقراطية في العالم تشهد الغاء من نوع آخر لمواطنيها.بالطبع هذا لا يعني انه لا توجد ديموقراطية في الدول المتقدمة علي عكس بلداننا العربية والاسلامية ولكن هناك مخاطر تهددها.
27- ينبغي ان ندرس تلك المجابهة الكبري الجارية بين الأنظمة الدينية للحقيقة وبين روح الإلحاد بحسب تعبير الفيلسوفين الفرنسيين اندريه كونت سبونفيل وميشيل أونفري. وهما من أعلام الفلسفة الالحادية في فرنسا ولهما شهرة واسم في الساحة الثقافية الفرنسية. والواقع ان الصراع بين الايمان والالحاد قديم قدم الفكر البشري نفسه. فكل منهما يدعي انه يمتلك الحقيقة المطلقة لتفسير العالم والكون ومصير الجنس البشري بعد الموت.
28- المقارنة بين اللاهوت الديني، والفلسفة، والعلوم الطبيعية والعقل التلفزي التكنولوجي العلمي المسيطر حاليا علي الغرب والعالم كله من خلال العولمة الكونية.
29 - ينبغي اننعطي فكرة عامة عن مجتمع المعرفة: ثقافته وقيمه( انظر بهذا الصدد المحاضرة التي ألقيتها بالعربية في الدوحة بقطر بتاريخ: 23 - 1 - 2007 ).
30- انظر محاضرتي التالية: من اجل تحرير الفكر الإسلامي (ألقيت بمدينة فاس بتاريخ: 4 - 6 -9 2007).
31- إعادة التفكير بمسألة العلاقة بين الإيمان والعقل أو اللوغوس في اللغة اليونانية( محاضرة ألقيت في تونس بتاريخ: 7 - 5 - 2007).
32- من اجل تشكيل علم جديد لدراسة نحو الانفعالات العاطفية او القواعد التي تتحكم بها بالمعني الحرفي لكلمة نحو او قواعد في علم اللغة.
33- ما معني العبارة التالية: إذا كنت ترغب في السلام فحضر نفسك للحرب (حول هذه المقولة دارت محاضرتي في الأمم المتحدة بتاريخ: 10 - 5 - 2007).
34- من اجل تشكيل سوسيولوجيا لدراسة ظاهرة الفشل والنسيان والمستحيل التفكير فيه الممكن التفكير فيه داخل السياقات الإسلامية. المقصود بذلك انه ينبغي أن نبحث عن الأسباب السوسيولوجية، أي الاجتماعية الاقتصادية السياسية، التي أدت إلي فشل الفكر العقلاني ونسيانه في السياقات الإسلامية بعد موت ابن رشد.
وهي نفس الأسباب التي أدت إلي تضييق مساحة الممكن التفكير فيه واتساع المستحيل التفكير فيه او الممنوع التفكير فيه منذ ذلك اليوم وحتي وقتنا هذا. ففي العالم الإسلامي لا يمكن أن تفكر في كل شيء بل إن معظم الأشياء يستحيل التفكير فيها علي عكس العالم الأوروبي حيث تسود حرية شبه مطلقة وأحيانا زائدة عن الحد. ينبغي أن نبحث في كل هذه القضايا لكي نعرف سبب الانسداد التاريخي الذي نعاني منه حاليا ولكي نعرف كيف ننطلق حضاريا من جديد.
35 - أخيرا أود ان أطرح السؤال التالي: لماذا نظم البوذيون في برمانيا طيلة أسابيع عديدة مظاهرات سلمية متواصلة ضد نظام قمعي يفرض ديكتاتوريته منذ عشرين سنة؟ لماذا لم تلجأ إلي التفجيرات والعنف كما يفعلون عندنا في العالم العربي او الإسلامي؟ ولماذا تلقت امرأة من هذا البلد جائزة نوبل للسلام واستخدمت هذا الشرف لكي تقود المقاومة السلمية بكل هيبتها الأخلاقية حتي وهي في السجن؟ ولماذا بالمقارنة مع المجتمعات العربية علي سبيل المثال نلاحظ أن ياسر عرفات هو وحده الذي حظي بهذا الوسام الرفيع، أي بجائزة نوبل للسلام، ضمن الظروف الخاصة جدا التي نعرفها وبكل النتائج الكارثية التي تلت وأدت إلي قطع اتفاقيات أوسلو أو تعليقها؟ ثم لماذا نلاحظ أن ثقافة المجتمعات العربية والإسلامية تغلب ثقافة الجهاد وروحه الحامية العنيفة علي ثقافة الاحتجاجات غير العنيفة للمعارضة البرمانية والتي نجدها في الهند أيضا؟ فهناك جسد المهاتما غاندي سياسة اللاعنف بأعلي صورها وذلك بالتضاد المطلق مع إرادة مسلمي الهند في الانفصال بقيادة محمد علي جناح.
لماذا لا يوجد غاندي واحد في العالم الإسلامي؟ ولماذا نلاحظ أن التاريخ الحديث للباكستان يظل صبوغا بطابع العنف السياسي مع انفصال بنغلاديش أولا ثم مع انتشار ثقافة الجهاد مؤخرا من خلال الحركات الاصولية التي تملأ الشارع؟ وأخيرا وليس آخرا لماذا نلاحظ أن أيا من الباحثين المفكرين اليوم لم يهتم بهذه الإشكالية الخصبة والتي لابد من دراستها إذا ما أردنا الخروج من السياجات الدوغمائية المغلقة التي أدت إلي الانغلاقات التاريخية التي نشهدها اليوم في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي؟
غني عن القول ان هذه التساؤلات ذات راهنية كبري. والدليل علي ذلك ما يحصل كل يوم هنا أو هناك من أعمال عنف وتفجيرات واستباحة للمدنيين العزل الذين يؤخذون علي حين غرة. وإذا ما أجبنا عليها بشكل صحيح فإننا نستطيع عندئذ أن نخرج من الانسدادات الإيديولوجية والسياسية التي تتكسر أمامها كل الخطابات السياسية المعاصرة حتي في الديمقراطيات الأكثر تقدما.
يمكننا أن نتحدث اليوم عن أزمة عامة تصيب الممارسات والمجريات الشكلانية للأنظمة الديمقراطية. لماذا؟ لأنها هي أيضا مقطوعة عن الاشكالات- الانتربولوجية الفلسفية التي هي وحدها القادرة علي أن تمكننا من مواجهة التحديات الجديدة للعولمة. ولكن كنت قد بينت للتو من خلال مثال الإسلام مدي ضحالة الأنظمة السياسية العربية والاسلامية التي حكمت بعد الاستقلال ومدي جهالتها ثم مدي الانسداد التاريخي الناتج عنها.
كما وبينت مدي التأخر المتراكم لدي علوم الإنسان والمجتمع. وأقصد بذلك أنها تتأخر كثيرا في الانتقال من مرحلة العصبيات القومية والطائفية إلي مرحلة التضامنات الجديدة الواسعة للجماعة العالمية للباحثين والمفكرين والفنانين وكبار القادة الذين يحسمون مصير الاقتصاد العالمي.
لا أتجرأ أن أضيف إلي القائمة اسم القادة السياسيين نظرا إلي فقدانهم لمصداقيتهم في الآونة الأخيرة بسبب التكتيكات العديدة الملتوية التي يستخدمونها من اجل اقتناص السلطة وممارستها والتمتع بها وبالامتيازات الناتجة عنها.حقا لقد فقد الساسة حتي في المجتمعات الديموقراطية المتقدمة مصداقيتهم إلا من رحم ربك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.