جامعة الثانوي تدعو الى وقفة احتجاجية    مقتل شخص وإصابة 3 آخرين في إطلاق نار بحفل في نيويورك الأمريكية    تونس تشارك في المعرض الدولي 55 بالجزائر (FIA)    سعيد يشدد على ضرورة وقوف العالم الإسلامي صفا واحدا نصرة لفلسطين    برنامج تعاون مع "الفاو"    استرجاع مركب شبابي بعد اقتحامه والتحوّز عليه    مع الشروق .. خدعة صفقة تحرير الرهائن    الاعتداء على عضو مجلس محلي    اليوم الدخول مجاني الى المتاحف    لتحقيق الاكتفاء الذاتي: متابعة تجربة نموذجية لإكثار صنف معيّن من الحبوب    بنزرت الجنوبية.. وفاة إمرأة وإصابة 3 آخرين في حادث مرور    تدشين أول مخبر تحاليل للأغذية و المنتجات الفلاحية بالشمال الغربي    هند صبري مع ابنتها على ''تيك توك''    شيرين تنهار بالبكاء في حفل ضخم    تونس العاصمة : الإحتفاظ بعنصر إجرامي وحجز آلات إلكترونية محل سرقة    انعقاد ندوة المديرين الجهويين للنقل    بداية من الثلاثاء المقبل: تقلبات جوية وانخفاض في درجات الحرارة    وفاة 14 شخصا جرّاء فيضانات في أندونيسيا    غدا الأحد.. الدخول إلى كل المتاحف والمعالم الأثرية مجانا    4 ماي اليوم العالمي لرجال الإطفاء.    عاجل/ أحدهم ينتحل صفة أمني: الاحتفاظ ب4 من أخطر العناصر الاجرامية    روسيا تُدرج الرئيس الأوكراني على لائحة المطلوبين لديها    صفاقس :ندوة عنوانها "اسرائيل في قفص الاتهام امام القضاء الدولي    عروضه العالمية تلقي نجاحا كبيرا: فيلم "Back to Black في قاعات السينما التونسية    إنتخابات الجامعة التونسية لكرة القدم: لجنة الاستئناف تسقط قائمتي التلمساني وبن تقية    قاضي يُحيل كل أعضاء مجلس التربية على التحقيق وجامعة الثانوي تحتج    الرابطة الأولى: برنامج النقل التلفزي لمواجهات نهاية الأسبوع    نابل: انتشار سوس النخيل.. عضو المجلس المحلي للتنمية يحذر    منع مخابز بهذه الجهة من التزوّد بالفارينة    بطولة الكرة الطائرة: الترجي الرياضي يواجه اليوم النجم الساحلي    عاجل/ تلميذة تعتدي على أستاذها بشفرة حلاقة    لهذا السبب.. كندا تشدد قيود استيراد الماشية الأميركية    الثنائية البرلمانية.. بين تنازع السلطات وغياب قانون    القصرين: حجز بضاعة محلّ سرقة من داخل مؤسسة صناعية    هام/ التعليم الأساسي: موعد صرف مستحقات آخر دفعة من حاملي الإجازة    القبض على امرأة محكومة بالسجن 295 عاما!!    "سينما تدور".. اول قاعة متجوّلة في تونس والانطلاق بهذه الولاية    التوقعات الجوية لليوم    فتحي عبدالوهاب يصف ياسمين عبدالعزيز ب"طفلة".. وهي ترد: "أخويا والله"    قتلى ومفقودون في البرازيل جراء الأمطار الغزيرة    بطولة القسم الوطني "أ" للكرة الطائرة(السوبر بلاي اوف - الجولة3) : اعادة مباراة الترجي الرياضي والنجم الساحلي غدا السبت    الرابطة 1- تعيينات حكام مقابلات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    كأس تونس لكرة القدم- الدور ثمن النهائي- : قوافل قفصة - الملعب التونسي- تصريحات المدربين حمادي الدو و اسكندر القصري    رئيس اللجنة العلمية للتلقيح: لا خطر البتة على الملقحين التونسيين بلقاح "أسترازينيكا"    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها (رئيس دائرة الإنتاج الحيواني)    المدير العام للديوانة يتفقّد سير عمل المصالح الديوانية ببنزرت    فيلا وزير هتلر لمن يريد تملكها مجانا    إنه زمن الإثارة والبُوزْ ليتحولّ النكرة إلى نجم …عدنان الشواشي    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    بطولة افريقيا للسباحة : التونسية حبيبة بلغيث تحرز البرونزية سباق 100 سباحة على الصدر    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    قرعة كأس تونس 2024.    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة:مؤتمر الحزب الوطني حملة فاشلة
نشر في الفجر نيوز يوم 29 - 11 - 2009

* مبادرة هيكل لترتيب فترة انتقالية للحكم مقبولة وهدفها منع الانفجار والضغط الشعبي
* أويد إقرار دستور جديد للبلاد وتنقية القوانين سيئة السمعة وتوفير المزيد من الحريات
* أطالب بإشراف دولي علي الانتخابات والإخوان أكثر المستفيدين من الفوضي الحالية
* زواج الثروة والسلطة دمر الاقتصاد المصري وقضية هشام طلعت مصطفي أكبر دليل
القاهرة - الراية - مجدي أبو الليل: في الحلقة الاولي من حواره مع " الراية " انتقد الدكتور حسن نافعة المؤتمر الاخير للحزب الوطني وقال انه لا يعدو أن يكون مجرد حملة للعلاقات العامة تستهدف تسويق نجل الرئيس مشيراً الي وجود رفض شعبي في مصر لمشروع التوريث كما انتقد ضعف الاحزاب المصرية وقال إن ضعفها يدفعها الي عقد صفقات مع النظام الحاكم.
واشار الدكتور نافعة الي وجود مجموعة من المنتفعين حول جمال مبارك وهو ما يفسر برأيه اختيار عدد كبير من رجال الاعمال للمناصب الوزارية.
وشدد علي ان ما فعله عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني هشام طلعت مصطفي يعتبر احساساً مفرطاً بالقوة لدي طبقة رجال الاعمال في مصر.
وفي الحلقة الثانية يتعرض نافعة لمبادرة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل والخاصة بتشكيل مجلس امناء يحكم البلاد لفترة انتقالية يتم خلالها وضع دستور جديد.. كما يتناول بالتحليل ما أسماه الزواج بين السلطة والمال وما نتج عن ذلك من أزمة تواجه الاقتصاد المصري.
ويتعرض كذلك لدور الاخوان المسلمين في الحياة السياسية في مصر كونهم برأيه من اكثر المستفيدين من الفوضي الحالية بعد ان استخدمهم الأمن فزاعة لتخويف الداخل والخارج.
وطالب بإشراف دولي علي الانتخابات البرلمانية المقبلة في مصر واثني علي امكانية ترشيح الامين العام للهيئة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لمنصب رئيس الجمهورية.. وتحدث الدكتور نافعة ايضاً عن الحملة المصرية ضد التوريث والتي يعمل منسقاً عاماً لها وقال ان دورها هو لفت انتباه الناس التي خطورة مشروع التوريث في مصر، والي نص الحلقة الثانية من الحوار.
ما رأيك فيما طرحه الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل عن ملف انتقال السلطة في مصر ورأي اهمية وجود مجلس امناء الدولة والدستور ووجود فترة انتقالية للحكم يوضع خلالها دستور جديد للبلاد ؟
- انا مع وجود فترة انتقالية لترتيب الاوضاع السياسية في مصر وهي ضرورة لأن احتمال إصلاح النظام السياسي من داخله احتمال ضعيف وبعيد ويكاد يكون معدوماً ومستحيلاً واذا تصورنا ان الحزب الذي حكم البلاد لمدة 30 عاماً سوف يطور نفسه بما يسمح بقبول تداول السلطة بشكل سلس ويعدل الدستور في اتجاه التحول الديمقراطي، هذا لم يحدث لاننا جربنا التعديلات الدستورية السابقة وكانت تعديلات تكرس مزيداً من الاستبداد ومزيداً من السلطاوية ومن هنا احتمال ان يحدث التغير من داخل الحزب الوطني امر مستبعد، ولو تصورنا ان تنعقد لأي سبب من الاسباب انتخابات فورية ففي ظل اختلاط الاوراق القائم حالياً في الساحة السياسية المصرية وعدم وجود وقت كاف للاحزاب لتمارس نشاطها وعدم معرفة الناس بمن هو مؤهل للعمل السياسي او الحزبي، هنا الاختيار من خلال صناديق الاقتراع وان كان اختيارا نزيهاً فهو ليس اختياراً صحيحاً، ربما يكون اختيارا من اجل التدين او غيره، لان الجمهور لم يتعرف بعد علي الخطاب السياسي الطبيعي او الحقيقي، ولذلك نريد الفترة الانتقالية التي تحدث عنها هيكل لامرين هما تجنب الانفجار او تجنب تدخل المؤسسة العسكرية ان لم يحدث انتقال سلمي للسلطة وفي الوقت نفسه اعطاء الشعب المصري الفرصة لكي يتعرف علي كل ألوان الطيف السياسي.
ويفاضل بينها وبالتالي المرحلة الانتقالية مطلوب فيها ان تقودها شخصية محايدة وهنا طالبت في المرحلة الانتقالية ان يكون هناك حكومة انقاذ وطني، وليس مجلس أمناء بالطريقة التي طرحها هيكل بشرط ان يكون رئيس الحكومة شخصية مستقلة عليها اجماع تريد ان تهيء البلاد لكي تنتقل سلمياً الي السلطة في نهاية المرحلة الانتقالية وخلال تلك المرحلة الانتقالية تكون هناك مهام محددة مثل اقرار دستور جديد للبلاد عن طريق جمعية تأسيسية منتخبة او تكوين لجنة خبراء تمثل كل الوان الطيف السياسي والايديولوجي والفكر الي اخره وتقوم بتنقية كل القوانين سيئة السمعة مثل قانون الاحزاب واطلاق الحرية لتشكيل الاحزاب وحرية الصحافة والبدء في عمل برامج لاصلاح التعليم يعيد القطار الذي خرج عن القضبان الي طريقه الطبيعي واذا حدث هذا بعد 5 سنوات سوف يكون هناك دستور جديد واحزاب سياسية قوية يستطيع ان تعمل وصحافة حرة غير مرتبطة بالدولة والمعضلة الحقيقية تبقي في كيفية الدخول الي هذه المرحلة الانتقالية والوسيلة السلمية الوحيدة هي ان يقتنع الرئيس مبارك بهذا الكلام، ويقول ان مشروع التوريث لن يمر والشعب رافض له والبديل الآخر هو الانفجار واريد ان اجنب البلاد هذا السيناريو الكارثي المحتمل وانما هذا ايضاً مستبعد.
اذا كان كلام الاستاذ هيكل حول انتقال السلطة في مصر مجرد اقتراح، بما تفسر كل هذا الهجوم الذي تعرض له في الاعلام الرسمي ؟
- هذا معروف وليس بجديد ان يهاجم هيكل في الاعلام الحكومي، واعتقد ان الهيكل قيمة كبيرة في مصر ورجل اثبت طوال ال 50 عاماً الماضية انه سواء كان قريباً من جمال عبد الناصر ومن انور السادات او غير قريب هو رجل متابع ومحلل وقاريء وله علاقات دولية واسعة جداً وبالتالي يمكن ان نختلف معه ولكن نحترم الرجل ونحترم اجتهاده.. وعندما تسفه شخصية بهذا الحجم او بهذا القدر فانت مخطيء ، ان تحاورها هذا مطلوب ان تناقشها هذا ايضاً مطلوب، وانما ان تطلق عليها السباب المسعور بهذا الشكل يدل علي ان النظام افلس وانا شخصياً وغيري كثيرون تعرضوا لهجوم من جانب مخبري النظام ولا اقول انهم صحفيون، كتبوا صفحات طويلة السباب والشتائم ولا أريد ان اذكر اسماءهم حتي لا اعطي لهم وزناً.
لكن البعض يري ان الطرح الذي قدمه هيكل فلسفي ونظري وغير قابل للتطبيق؟
- رؤية هيكل لانتقال السلطة في مصر تظل بعيدة عن التطبيق لانها تفترض ان الرئيس مبارك سيقبلها، وبدون قبول الرئيس مبارك لها لن تتحقق وايضاً ان مشروع التوريث غير قائم، والاقتناع بان الانفجار قادم وبالتالي يحدث له نوع من الالهام ويرغب في انقاذ البلاد من خلال شيء اخر غير ما يحدث داخل الحزب الوطني وهذا امر مستبعد، ويمكن ان تقول ان رؤية هيكل افتراضية، وهيكل نفسه يعرف ان الرئيس مبارك لن يقبل ما طرحه حول انتقال السلطة.
اذا كان يعرف ان كلامه لن يلقي قبولاً، لماذا تحدث عن فكرته الخاصة بانتقال السلطة عن طريق مجلس امناء الدولة والدستور ؟
- طرح هذه الرؤية لسبب محدد وهو ان يقول انه شخصياًُ ضد التوريث وان هناك حلولاً ممكنة لتجنب الفوضي القادمة والانفجار القادم، لكن هذه الحلول تتوقف علي ارادة الرئيس، ويرسل نوعاً من الرجاء الاخير للرئيس مبارك بانه اذا اراد ان يخلده التاريخ ويجنب البلد هذه الفوضي فأمامك سبيل لذلك وفي رأيي ان الاسماء التي طرحها هيكل لرئيس الجمهورية ليس بالضرورة ان تكون هي المفترض ان تتولي القيادة او هي الانسب لان هؤلاء معظمهم علماء ورأيي ان هناك مشكلة لدي هيكل وانا علقت عليها بقدر كبير من الاحترام، وهي ان أقترح مجلس أمناء الدولة والدستور سوف يعقد الدنيا لأنه من سوف يرأس هذا المجلس هل هو الرئيس مبارك ام شخص اخر وما هي علاقة هذا المجلس بالحكومة وكيف توزع الاختصاصات بين أعضائه وهل هو جهاز استشاري ام تنفيذي وصانع للقرار، وفي رأيي ان هيكل اراد ان يشد الانتباه بضرورة عمل شيء والتفكير في المرحلة الانتقالية التي اقتنع بها جداً..
لو افترضنا غداً او بعد غد حدوث فراغ في السلطة ما الذي سيحدث في مصر ؟
- وهذا ما يدعو للقلق والاعمار بيد الله واذا حدث فراغ في المنصب الرئاسي نحن امام مأزق حقيقي لانه اذا قام الحزب الوطني بترشيح جمال مبارك في ظل غياب والده فالارجح ان هذا السيناريو لن يمر والمؤسسة العسكرية ستعترض عليه، والشعب نفسه سيرفضه وبالتالي هذا يفتح باب الفوضي وهذا مرفوض.
وكيف تري المعارضة المصرية ؟
- المعارضة المصرية قتلت وحدث تجريف وتفريغ للحياة السياسية المصرية، ولم يعد هناك معارضة لان التجربة التعددية في مصر بدأت فوقية ولا تزال فوقية وخلال ال 30 عاماً الماضية لم يكن هناك اي نشاط سياسي بل بالعكس التجربة التعددية شوهت بحيث أصبح هناك رفض للتعددية اذا كانت بهذه الطريقة، اي عندما تجد ان حزب الوفد يتصارع بهذه الدرجة وكذلك حزب الغد وحزب العمل والتجمع، هنا الدولة لعبت الدور الاهم في شق صفوف هذه الاحزاب لتضعفها، ولو كانت الدولة راغبة في التعددية لم تقم بإطلاق حرية الاحزاب بل ايضاً كان يمكن ان تحول هذه الاحزاب الي مفرخة للقيادات واصبحنا في وضع مختلف تماماً عن الوضع الذي نحن فيه الآن ولذلك احد اوجه الخطر الذي يواجه مصر في المرحلة القادمة ليس هو ضعف نظام الحكم وارتباطه برجال الاعمال ووجود فساد بل ايضاً غياب البديل علي مستوي المعارضة.
في ضوء ذلك هل تري أن المعارضة نفسها في مصر باتت معوقا لعملية الاصلاح بعد أن ارتضت في كثير من الاحيان أن تلعب دور الكومبارس أو الديكور ؟
- نعم هذا صحيح للأسف الشديد معظم أحزاب المعارضة أصبحت دكاكين وشخصية ولا أريد أن أذكر هذه الاحزاب وهناك في الاحزاب المعارضة أيضا كالصراع الوهمي علي منصب رئاسة الحزب وأعود وأوكد أن الدولة شجعت علي ذلك لانها لو أطلقت حرية تشكيل الاحزاب وحدث هناك انشقاق داخل حزب معين يمكن أن يتشكل حزب جديد، وقد يكون هناك شكل من الفوضي في البداية عندما تطلق حرية تشكيل الاحزاب لكن مع مرور الوقت وممارسة الاحزاب لنشاطها تحدث ائتلافات وحديث حول البرامج السياسية وبالتالي يعاد تشكيل الاحزاب بحيث تكون في النهاية هناك مجموعة معقولة من الاحزاب الجادة والتي لها مصداقية وقبول في الشارع ولا تستقيم الحياة السياسية بدون أحزاب لكن الاحزاب بهذا الشكل الموجود في مصر هي معوقة لعملية الاصلاح السياسي، والمشكلة ليست فقط في الاحزاب وأنما أيضا في القيود التي فرضت علي هذه الاحزاب وجعلتها مشلولة وعاجزة وغير فعالة ولا نحتاج الي الغاء الاحزاب القائمة في مصر بل اعادة تنشيطها.
تقول إنه لا توجد حرية لتشكيل الاحزاب في مصر ويرد علي هذا الكلام بأن هناك 24 حزباً في مصر ؟
- لا يوجد أحد يستطيع أن يذكر هذه الاحزاب بالاسم وكنت في أحد البرامج ومعي قيادات في الحزب الحاكم وتحديت أن يذكروا لي قائمة بأسماء هذه الاحزاب التي ليس لها وجود حقيقي في الحياة السياسية المصرية فيما عدا من 4 الي 5 أحزاب لا أكثر ولا أقل وهي لم يعد فيها روح ولذلك حدث الاستقطاب الهائل بين الدولة من ناحية ويمثلها الحزب الوطني والدين من ناحية أخري وتمثله جماعة الاخوان المسلمين، وبين الاثنين هناك فراغ هائل .
من وجهه نظرك ما هو موقع جماعة الاخوان المسلمين من الاعراب في جملة الحياة السياسية في المصرية؟
الاخوان المسلمون ظلموا كثيرا واضطهدوا كثيرا لكنهم أكثر المستفيدين من الفوضي الموجودة علي الساحة السياسية المصرية حاليا وهذه مفارقة كبيرة يتعين أن نتأملها، وهم مستفيدون لانهم لا يحتاجون الي مقار ولديهم القدرة علي الاتصال مع الناس من خلال المساجد والاعمال الخيرية والنشاط الدعوي وغيره، وهذا ما تفتقده الاحزاب تماما في مصر لانها تحتاج الي مقار ووسائل اتصال سياسي مع الجمهور، ومن هنا الحكومة اعتبرت أن الاخوان هم القوة الرئيسية فقمعتها أو حاولت أن تقمعها لكنها في الوقت نفسه شجعت تلك الحكومة علي التطرف لانها أرادت أن تستخدم الاخوان والتيار الاسلامي المتطرف كفزاعة تخيف به الداخل والخارج وأدي هذا الي نوع من الاستقطاب بين الدولة والدين وأوجد فراغا كبيرا في الوسط السياسي وهذا ما أراده الحزب الوطني لانه لو أستطاعت قوي أخري أن تملأ هذا الفراغ، فسوف يلتف الناس حول هذه القوي فوجود الفراغ جعل البديل هو إما الحزب الوطني أو الاخوان المسلمين والناس في بعض الانتخابات تعطي أصواتها للاخوان المسلمين ليس حبا في الاخوان المسلمين ولكن كرها في الحزب الوطني أي التصويت العقابي ونحن لا نريد تصويتاً عقابياً بل نريد أن تشكل جماعة الاخوان المسلمين حزبا سياسيا وتفصل بين النشاط الدعوي والنشاط الحزبي، ونريد من الدولة أن تترك المجال لكل القوي الاخري والشعب عندما يجد أن كل الوان الطيف موجود في الساحة السياسية وتمارس نشاطها بحرية يستطيع أن يختار حيوية النشاط السياسي سوف تجذب المعنيين والمهتمين والخبراء الذين يعزفون عن ممارسة النشاط العام في مصر سوف يدخلون الي الساحة ويملاون هذه الساحة.
وهل ذلك يعني أن الدولة المصرية موافقة ضمنا علي حال جماعة الاخوان المسلمين وما هي عليه الان لا هي حزب سياسي ولا جماعة دعوية بل تخلط الدين بالسياسة في ظل إصرار الدولة علي جعلها جماعة محظورة يعتقل عناصرها من حين لاخر ؟
- نعم النظام السياسي المصري يريد جماعة الاخوان المسلمين علي ما هي عليه، لكي يجعل منها بعبع يخيف به الداخل والخارج ولا تقترب هذه الجماعة من السلطة أبدا وهو في حاجة لها كوحش يخيف به ويقول للداخل إذا لم ترضوا بي فلا يوجد بديل غير الاخوان المسلمين وهذا يزيد من تجريف الحياة السياسية المصرية .
وما تفسير الاعتقالات التي تتعرض لها كوادر الاخوان المسلمين في مصر ؟
- الحكومة تريد إجهاض عنفوان هذه الحركة التي يمكن أن يكون لها حظ أو فرص النجاح في انتخابات مجلس الشعب القادم.
وهل تري أنها جماعة برجماتية ؟
- أريد أن أقول إن هناك تياراً إصلاحياً داخل جماعة الاخوان المسلمين وأتمني أن ينتصر هذا التيار الإصلاحي، لأن مستقبل العمل السياسي في مصر يتوقف علي قدرة التيار الإسلامي في أن يمارس الاعتدال وأن يفصل بين الدعوة والسياسة وأن يكون هناك قدر من الفصل بين الدين والدولة، وأشجع أن يكون هناك حزب للإخوان المسلمين في مصر علي أن يكون هذا الحزب غير قاصر علي المسلمين حتي لا يكون حزبا دينيا ويكون له مرجعية مدنية ويستلهم أفكاره من الشريعة الاسلامية وإذا كنا نسمح للأحزاب أن يكون لها مرجعية ماركسية أو سياسية ليبرالية، فلا بأس أن تكون مرجعية حزب الاخوان هي دينية إسلامية علي أن لا يكون هناك تكفير لأحد أو إدعاء باحتكار الحقيقة من جانب احد.
الموجود الآن علي الساحة السياسية هو امتناع جماعة الاخوان عن التقدم بطلب حزب سياسي علي إعتبارأن الحكومة سوف ترفض هذا الحزب استنادا علي رفض؟
- إذا كانت جماعة الاخوان جادة في فصل الدين عن السياسة فعليها أن تنخرط في الأحزاب السياسية القائمة وتقنعها بأنها جماعة تؤمن بفكرة المواطنة وتداول السلطة والديمقراطية وبالتالي تقيم برنامجاً مشتركاً مع الأحزاب الأخري.
هناك رؤية بأنك كنت في بعض كتاباتك منحازا لجماعة الاخوان المسلمين ما حدا البعض أن يقول عنك إنك أنقبلت علي قناعاتك وتعاني من الزهايمر السياسي ؟
- لم أنقلب عن قناعاتي القديمة ولم أنحاز للإخوان المسلمين لكنني من الذين يعتقدون أن السياسة الحالية تجاه جماعة الاخوان المسلمين تفسد النظام السياسي المصري وتعقده وبالتالي لا تؤدي الي حل وأي إنسان يتصور أنه يمكن أن يهمش جماعة الاخوان المسلمين ويستبعدهم كلية هو إنسان غير عاقل وغير سوي.
وهل تنحاز أحيانا للجماعة ؟
- في حياتي لم أنضم الي أي حزب سياسي أو الي جماعة الاخوان المسلمين ومستقل تماما في تفكيري ومهموم بالمصلحة العامة للبلد وبالتالي مواقفي الشخصية تمليها علي قناعاتي وهذه الحملة التي شنت ضدي هو أنني قلت يمكن استبعاد جماعة الاخوان المسلمين ولابد من إيجاد صيغة تمكن الاخوان المسلمين من أن يشاركوا مؤسسيا من خلال حزب سياسي ويفصلوا بين الدين والسياسة وهذا قلته كثيرا، وبالتالي عندما يأتي أي شخص سواء عادل حموده أو غيره يتهمني أنني أصابني الزهايمر وانقلبت علي قنعاتي فهو لم يقرأ مواقفي ولا يعرفها ولا ألتفت الي هذا الهجوم الشخصي.
لكن أنت تقول إنك مواظب علي حضور حفل إفطار الاخوان في رمضان ؟
- كل الأطياف السياسية تحضر إفطار الاخوان بما فيهم أعضاء من الحزب الوطني الديمقراطي والشخصيات العامة، ولماذا عندما أذهب أنا الي إفطار الاخوان أكون منحازا لأفكار جماعة الاخوان المسلمين.
من جهة أخري كيف تقول إنك ضد التطبيع مع إسرائيل وفي نفس الوقت تؤكد أنك لا تقاطع د. هالة مصطفي والتي باتت رمزاً من رموز المطبعين بعد لقائها مع السفير الإسرائيلي في مكتبها بالأهرام ؟
- نعم أري أن التطبيع الشعبي مع إسرائيل هو الورقة الأخيرة في يد العرب وأنا أرفض التطبيع جملة وتفصيلا لكن لا يجب إطلاقا أن نتعامل مع أصحاب المواقف التي تقبل التعامل مع إسرائيل بالرفض، بل لابد أن نتحاور معهم ونقنعهم، وحتي مجموعة كونها حتي كانت لي علاقات طيبة مع بعض أعضائها من المطالبين بالتطبيع مع إسرائيل، وتلك مشكلة لدينا في مصر، وهي عندما نختلف سياسيا نسعي لرفض الآخر، وهالة مصطفي هي تلميذتي وأنا قمت بالتدريس لها في كلية الاقتصاد وعبدالمنعم سعيد زميل ولطفي الخولي كان صديقاً وكلهم كان لهم مواقف مع التطبيع نختلف معهم سياسيا ونقول إن التطبيع ضار وموقف غير سليم لكن لا نجرح أحداً وطنيا ونقول أنهم عملاء وخونه هذا ما أرفضه.
دعنا نتساءل عن دور " الحملة المصرية ضد التوريث " التي تم تشكيلها مؤخرا وأنت منسق عام لها ومتحدث باسمها ؟
- دور الحملة المصرية ضد التوريث هو أن تشد انتباه الناس الي خطورة مشروع التوريث وبالذات التوريث السياسي وخطورته علي مستقبل مصر وحاولنا في الاجتماع الأول للحملة المصرية ضد التوريث أن نعرف ما هو التوريث ووصلنا الي قناعة بأن كل شكل من أشكال التوريث مرفوض وأنا لم أشكل تلك الحملة لوحدي بل لجنة من الأحزاب وقوي المعارضة جميعها اجتمعت لتشكل هذه الحملة وهناك حزبان فقط لم يشتركا في الحملة وهما الوفد والتجمع والآن نقنعهم بالانضمام للحملة.
ونهدف الي توعية الناس بخطورة التوريث من خلال حملات وندوات وإصدار بيانات وفتح مواقع علي الأنترنت من خلال جمع توقيعات من أنحاء الجمهورية تفيد بأن المصريين ضد التوريث ونتمني أن تكون هناك ملايين التوقيعات تقول إنها ترفض التوريث.
وما هو دورك كمنسق لهذه الحركة ؟
- دوري هو التنسيق بين القوي المختلفة والقوي السياسية اختارتني لذلك لكي أتحدث للإعلام عما أنجزته تلك الحملة لعلاج التشويه الذي أصاب الحياة السياسية والحزبية في مصر، وأؤكد أن كل القوي ممثلة وإذا قمنا بعمل اجتماع علي مستوي القيادات سوف نوجه دعوة للمرشد العام للإخوان مثله مثل أي قيادة حزبية وكلهم ممثلون داخل الحملة المصرية ضد التوريث.
لماذا تم الاعتراض من داخل الحملة المصرية ضد التوريث علي شعار " ما يحكمش " ؟
- لأنه اسم " ما يحكمش " هو من اختيار بعض شباب الفيس بوك الذي تحمس للحملة ضد التوريث وأطلقوا علي موقعهن " ما يحكمش " وكانوا يقصدون بأنهم لا يريدون أن يحكم جمال مبارك، لكن لم يتم مناقشة هذا الشعار داخل اللجنة التحضيرية وفي أول اجتماع للجنة التحضيرية للحملة المصرية ضد التوريث قلنا إن هذا اسم غير ملائما وإن الحملة تظل تحمل اسم الحملة المصرية ضد التوريث ولا توجد ضرورة لاختيار شعار لهذه الحملة
في ضوء الأسماء التي تطرح للترشيح لانتخابات الرئاسة في مصر مثل عمرو موسي وأحمد زويل ومحمد البرادعي وغيرهم من تري الأنسب لهذا المنصب ؟
أري أن أنسب شخصية لتولي منصب رئيس الجمهورية هو الدكتور محمد البرادعي رئيس هيئة الطاقة الذرية لسبب بسيط هوأن محمد البرادعي هو ليس ابن النظام المصري وبالتالي فهو شخصية مستقلة دارس للقانون ومارس الدبلوماسية وأدار هيئة دولية ولديه الحس السياسي الذي يمكنه من رئاسة الجمهورية وهو ابن نقيب المحامين مصطفي البرادعي وكان له مواقف مشهود لها في الليبرالية.
رغم اختلافاتك مع توجهات وسياسات الحزب الوطني كيف تتعامل مع بعض المناقشات التي تثار داخل كلية الاقتصاد من قبل أعضاء الحزب من أساتذة الكلية ؟
أود أن أقول إنه عرض علي من قبل أن أنضم للحزب الوطني ورفضت وفي نفس الوقت أكن كل الاحترام لزملائي في كلية الاقتصاد ممن هم كوادر داخل الحزب الوطني مثل علي الدين هلال ومحمد كمال وعاليه المهدي.
كيف تري الوصف الذي ينعت به الكتاب السياسون المعارضون بأنهم بتوع كلام وبس ؟
- أري أن هناك فرقاً بين الكاتب والباحث والناشط السياسي والناس تري أنه من أراد أن يطرح رؤية للتغيير عليه أن يساهم في صنعها، وأنا أجيد الكلام أكثر مما أجيد العمل السياسي لأني لست ناشطاً سياسياً وليس لي طموح شخصي في وزارة أو أي منصب سياسي.
هل أنت مع الأشراف الدولي علي الأنتخابات المصرية ؟
- نعم وأعتبر أن ذلك لا ينقص من قدر أو هيبة الدولة المصرية وإذا كانت الدولة تريد أن تجري انتخابات نزيهة فلا تخشي من وجود شهود علي هذه النزاهة سواء من الداخل أو الخارج.
بما تفسر تراجع مكانة مصر عالميا وإقليميا ؟
- السبب في ذلك يعود الي الفساد السياسي وسيظل هذا التراجع الي أن يحدث تغيير سياسي في مصر ودور مصر القومي ومكانتها الدولية أصبحت مرهونة بحدوث تغيير سياسي في النظام السياسي.
هل تري أن بعض الأنظمة العربية تشيع اليأس في نفوس الشباب ؟
- الي حد كبير الأنظمة العربية يفترض أن يكون لديها قضية مركزية وهي القضية الفلسطينية ويفترض أن تؤمن بفكرة الوحدة وتعمل من أجل التكامل لكنها لاهية عن هاتين القضيتين.
، وإذا رأيت ما حدث للقضية الفلسطينية سوف تستنتج بسهولة أن الأنظمة العربية قصرت كثيرا وإذا نظرت الي العملية التكاملية علي المستوي العربي فستجد أن التكامل العربي لم يحقق نصف ما حققه التكامل الاوروبي علي سبيل المثال، القبض علي الرموز الاصلاحية والمعتدلة داخل الانظمة العربية ووضعها بالسجون يشيع اليأس والتطرف لدي الشباب.
هل تعتقد ان بعض الانظمة العربية غير قادرة علي إحداث إصلاح من الداخل ؟
- نحن نتمني ان يفيق الشعب العربي وانه بدون ديموقراطية حقيقية في كل البلاد العربية لا أمل في النهضة معني ذلك ان الاصلاح السياسي هو الطريق الي النهضة والتنمية والاستقرار.
تتمني ان يفيق الشعب العربي من غفلته كيف يكون ذلك ؟
- لا أعرف ان كان ذلك يتأتي من خلال كارثة كبري غير احتلال العراق وحروب اخري غير الحرب علي لبنان وغزة وان تندلع الحروب الطائفية في كل البلاد العربية قبل ان نفيق أظن ربما ننتظر كارثة كبري حتي يفيق العالم العربي، وأرجو ألا يحدث ذلك..
وهل تري ان فكرة عقد قمة عربية بات شيئاً عبثياً لا يقدم ولا يؤخر ؟
- لا أعتقد انه شيء عبثي وانا أرحب بكل القمم العربية لأن انعقاد القمة العربية مطلوب لضمان حد أدني من التنسيق العربي لكن اذا ظلت القمم العربية لا تقدم ولا تؤخر ومجرد استعراض امام الكاميرات وإيحاء للشعوب العربية ان الانظمة العربية قادرة علي ان تتجمع، هذا سيفقد القمم العربية مصداقيتها وهذا ما نراه الان.
أهم العلل التي أصابت الامة العربية من وجهة نظرك في الآونة الاخيرة ؟
- علل كثيرة جداً فهل من المنطقي والمعقول ان يكون هناك ما يقرب من 400 مليون عربي يتحولون الي غثاء كغثاء السيل وتتلاعب بهم الولايات المتحدة واسرائيل الي هذا الحد رغم انهم يملكون 60 % من الطاقة علي مستوي العالم ويملكون مساحة شاسعة تكاد تعادل مساحة الولايات المتحدة الامريكية !
أي ان كل عناصر القوي اهدرت في العالم العربي لان هناك أنظمة حكم فاسدة ولا تستمد شرعيتها من شعوبها وفي اليوم الذي تصبح فيه الانظمة العربية تستمد شرعيتها من شعوبها سيتغير حال المنطقة العربية بالكامل ويصبح علي اسرائيل في هذه الحالة اما ان تعود الي حجمها الطبيعي كدويلة صغيرة وتنسحب من الأراضي العربية وتتوصل الي تسوية عادلة او تزال من الوجود نهائياً..
تقول ان هناك مسافة نفسية تفصل مصر الرسمية عن بقية عالمها العربي ؟
- مصر الرسمية تختلف عن مصر الشعبية وهناك فجوة بين مصر الشعبية والرسمية، وفي المقابل الدول العربية التي كانت تنظر الي مصر باعتبارها في موقع الريادة فقدت الامل في قدرة مصر علي النهوض في المرحلة الراهنة وتعتقد الشعوب العربية ان غياب مصر أضعفها كما أضعف العالم العربي ولذلك كثير من النخب العربية تري نهضة العالم العربي في نهضة مصر.
هل تري ان هناك تراجعاً في دور الدبلوماسية المصرية ؟
- بكل تأكيد هناك فشل وتراجع في الدبلوماسية المصرية واتحفظ علي دور الخارجية المصرية لانها ليست صانعة قرار في هذه المرحلة.
قلت موجهاً كلامك للرئيس الامريكي باراك اوباما ان ايجاد تسوية عادلة للصراع العربي الاسرائيلي يأتي من خلال تفعيل دور الامم المتحدة ماذا قصدت ؟
- قصدت ان أجد مخرجاً للرئيس اوباما بعد ان بدأ يواجه اللوبي الصهيوني في الداخل الامريكي فأمامه مخرج ان يترك الامم في ان تمارس دورها الطبيعي في حل الازمات المالية الدولية ومنها الصراع العربي الاسرائيلي لان الولايات المتحدة لعبت دوراً مهماً جداً في استبعاد الصراع العربي الاسرائيلي من اروقة الامم المتحدة وعندما يعود الصراع العربي الاسرائيلي الي اروقة الامم المتحدة وبالذات في مجلس الامن تستخدم الولايات المتحدة حق الفيتو لتمنع صدور القرارات وكان هذا يعطي لاسرائيل الفرصة لتخرج عن الشرعية الدولية وان تتمادي في غيها، وبالتالي يستطيع باراك اوباما اذا أراد أن يضغط علي اسرائيل، ترك مجلس الامن يتخذ قراراته ضد اسرائيل، وستجد ان مجلس النواب الامريكي قد اتخذ قراراً معادياً لتقرير جولدستون الخاص بانتهاكات اسرائيل في حرب غزة، ومطالبة الكونجرس الامريكي للرئيس اوباما بعرقلة هذا التقرير ما يعني ان هناك تنبؤا بأن اوباما قد يحاول استخدام الامم المتحدة للضغط علي اسرائيل فمنعوه من ذلك.
هل تري ان العلاقة بين مصر وايران تسير في الطريق الصحيح ؟
- اتمني ان تكون كذلك وان كنت قلاًق علي هذه العلاقة لاني أري انه لا توجد اي مصلحة عربية او مصرية في هذا التباعد بين ايران والعالم العربي او ايران ومصر، واعتقد ان احتواء الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة تتطلب من مصر جهداً اكبر
في النهاية ما الذي يدفع استاذاً جامعيا مخضرماً مثلك الي الخوض في معارك سياسية تستهلك من جهده ووقته بل يدفع ثمن ذلك في عمله الذي ربما يحرمه من ترقية او جائزة لكونه معارضاً سياسياً ؟
- لم اختر موقع المعارض السياسي وانما فكري ورؤيتي وقناعتي هي التي أوصلتني الي هذا ولا تنسي انني استاذ جامعي متخصص في العلوم السياسية وبالتالي من الطبيعي ان تكون لي وجهة نظر في القضايا التي أدرسها للطلاب، وقد قادتني قناعاتي ان اعبر عن رأيي بهذه الطريقة وان تصنفني كمعارض سياسي لا بأس ولماذا لا أكون معارضاً سياسياً، ولكن أكرر ان دور المعارض السياسي لا يستهويني ودور الناشط السياسي بشكل عام لا يستهويني وأجد نفسي أكثر اطمئناناً عندما اكون مع ورقي وكتبي، ولا اريد اطلاقاً ان انزل في الشارع لكي اتظاهر ولا اجيد ذلك، وسأعطي للحملة المصرية ضد التوريث بصفتي منسق لها بعض الوقت لكي تسهم بقدر متواضع في إزالة الاحتقان القائم بين الاطراف السياسية المختلفة وأنا أعرف مشاكل هذه الحركات وعقباتها واذا فشلت ساعتبر انها تجربة ثرية تثري أفكاري الشخصية بتجربة عملية وانا دورلي الاساسي هو الباحث والاستاذ وليس الناشط السياسي.
الراية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.