بدأت محكمة الجنايات في ميونيخ، جنوبألمانيا، محاكمة جون ديميانيوك (89 عاما)، أحد آخر النازيين في العالم، المتهم بالمشاركة في قتل أكثر من 27 ألف يهودي في معسكر سوبيبور (بولندا)، حيث كان يتولى الحراسة سنة 1943. "إيفان الرهيب" يفلت من عقوبة الإعدام في إسرائيل ليست المرة الأولى الذي يمثل فيها جون ديميانيوك، الأوكراني الأصل، أمام القضاء بتهمة القتل والمشاركة في جرائم النازية، فقد حوكم سنة 1988 في إسرائيل حيث لقب ب "إيفان الرهيب" - في إشارة إلى قيصر روسيا إيفان الرابع، المعروف ب"إيفان الرهيب"، بين 1547 و1560 - لكن أفرج عنه بعد خمس سنوات لظهور شكوك حول هويته وفي ردّ على السؤال "هل قتلت أحدا يوما ما؟"، قال ديميانيوك خلال محاكمته في إسرائيل أنه "لا يستطيع قتل دجاجة"، مضيفا أن زوجته "هي التي تقوم دائما بهذه المهمة". يعيش ديميانيوك في الولاياتالمتحدة منذ 1952 لكنه فقد جنسيته الأمريكية في 2002 بعدما أفادت معلومات أنه كان حارس معتقل نازي آخر، فأرادت الولاياتالمتحدة طرده لكن لم يرغب أي بلد في استقباله إلى أن قررت ألمانيا ملاحقته قضائيا. واشنطن تجرده من جنسيته الأمريكية وبعد إفلاته من الإعدام في إسرائيل، عاد إلى مدينة كليفلند، ولاية أوهايو، شمال الولاياتالمتحدة للعيش مع أبنائه الثلاثة، لكن سرعان ما طفا ماضيه إلى السطح مجددا، ليجرد من جنسيته الأمريكية. وينفي ديميانيوك، الذي يحتل رأس قائمة مجرمي الحرب النازيين التي أعدها مركز "سيمون فيزنتال" بإسرائيل، بإصرار أن يكون عمل في معسكر نازي ويقول إنه أسر في 1942 عندما كان في "الجيش الأحمر" ونقل من معسكر أسر إلى آخر حتى نهاية الحرب.