سليانة (تونس) - يبلغ إنتاج ولاية سليانة (الشمال الغربي لتونس) من العسل حوالي 100 طن في السنة ويمتاز بجودة تركيبته البيولوجية بما يمنحه قيمة غذائية وخصائص علاجية عالية. ويستجيب الإنتاج لقواعد معينة في معاملة الخلية واستخراج العسل وظروف تحويله وتخزينه. كما لا تخضع خلايا النحل الى أساليب التغذية الصناعية وأنواع الأعلاف المستحضرة. وتوفر تربية النحل في الجهة موارد رزق عائلية وتوجد بكثافة لقيمة المناخ واتساع المساحات الغابية وتنوع المراعى من ناحية ولكثرة الطلب على العسل وخبرة المربين في تثمين جودة هذا المنتوج من ناحية أخرى. وتعتبر ولاية سليانة محيطا طبيعيا ملائما لتكاثر النحل في الجبال والكهوف والغابات والطبقات الحجرية كما تعتبر ملجأ للمربين الوافدين من الولايات الأخرى لما تمتاز به من إمكانيات رعوية وموارد نباتية عاسلة لحوالي 2000 خلية أخرى تستضيفها الجهة في مختلف مواسم السنة. وتنتقل خلايا النحل دوريا من ولاية سليانة الى عديد الجهات الأخرى مثل الوطن القبلى وقفصة وبنزرت وباجة بحثا عن المراعى الطبيعية وتثمينا لتركيبة المنتوج. وتدعم نشاط تربية النحل خلال السنوات الأخيرة في أغلب مناطق الولاية بفضل التشجيعات الموجهة لهذا القطاع و المتجسمة بالخصوص في إسناد القروض والمنح وفى الإحاطة الفنية والتكوين والإرشاد وتمكين المربين من أدوات العمل ومعدات الإنتاج وتقنياته. وتم خلال السنوات الخمس الأخيرة إسناد ما لايقل عن 5 آلاف خلية في إطار مختلف المشاريع والبرامج التنموية الجهوية وعن طريق البنك التونسي للتضامن باعتمادات تجاوزت 520 ألف دينار. ويبلغ عدد مربيي النحل المهتمين بهذا النشاط في الجهة 140 مربيا في حين يقدر عدد الخلايا المنتجة بنحو 10 آلاف أغلبها من النوع العصري منتشرة أساسا بجبال برقو ومكثر وكسرى وسليانة الجنوبية ويقدر إنتاج الواحدة منها ب 15 كلغ في السنة. ويفيد الطبيب البيطري أحمد عباس رئيس دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بأن ولاية سليانة تحتوى على إمكانيات كبيرة لتربية النحل كأحد أهم الأنشطة القادرة على تنويع مصادر دخل الفلاح ولكون العسل من المنتوجات المطلوبة بكثرة سواء في السوق المحلية أو العالمية. وتثبت عديد الأبحاث فوائد هذه المادة الطبيعية عند استهلاكها إذ تزيد من معدلات مضادات الأكسدة في الدم وتساعد على ليونة الأنسجة وعلى تثبيت الكلسيوم بالجسم بما يدعم الجهاز المناعي للإنسان.