منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وفدًا برلمانيًا أوروبيًا، كان من المقرر أن يقوم بزيارة اليوم الأربعاء لغزة، من دخول القطاع لدواعٍ ومبررات أمنية. وأكّد الوفد، المكون من تسعة أعضاء يمثلون دول متعددة في البرلمان الأوروبي، أنّ الزيارة التي أعدّ لها قبل فترة طويلة كانت قد حصلت على موافقة رسمية من السلطات الإسرائيلية إلا أنّ هذه الموافقة ألغيت قبل ثلاث ساعات من موعد الزيارة دون توضيح المخاطر الأمنية منها. وطالب الوفد الأوروبي، في بيان صحفي، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتفسير كامل للمخاطر الأمنية التي قد تترتب على هذه الزيارة. وعبر الوفد الأوروبي عن فزعه من هذا المنع الذي جاء بعد ساعات قليلة من إعلان الاتحاد الأوروبي موقفه الداعم لقيام دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود 1967 ووضع نهاية للمستوطنات في الضفة الغربية، بما فيها (القدسالشرقية). وقال بيان الوفد الأوروبي: "إن التضييق الذي تعرّض له الوفد الأوروبي أثناء عبوره إلى الأراضي المحتلة يعدّ طفيفًا بالمقارنة مع المضايقات التي يعيشها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة بما في ذلك هدم المنازل وعمليات الإخلاء في القدس". وأشار البيان إلى اطلاع الوفد الأوروبي من خلال التقارير الإنسانية الدولية على ظروف مروعة يعيش في ظلها الفلسطينيون في قطاع غزة. وأكّد "أن الهدف من زيارته التي كانت مقررة إلى غزة كان الاطلاع على الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون في ظلّ استمرار القيود التي تنفذها إسرائيل". وكان من المقرر أن يجتمع الوفد أيضًا مع مسئول عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين جون جينج إلى جانب عدد من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني. وقال البيان: إنّ أعضاء البرلمان الأوروبي كانوا سيقومون بدور هام في حثّ أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني على المصالحة والحوار مع أعضاء التشريعي المنتخبين في الضفة الغربية. وهدفت زيارة الوفد إلى تحقق أعضاء الوفد الأوروبي من فعالية المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي على الأرض. وأكّد البيان أن منع الزيارة لن يؤدي إلى تحسين العلاقة بين الحكومة الإسرائيلية والبرلمان الأوروبي، موضحًا أن حرمان أعضاء منتخبين ديمقراطيًا من لقاء زملاء فلسطينيين لهم في القطاع يعدّ تدخلًا غير مقبول في العملية الديمقراطية ويتعارض مع القانون الدولي. وشرع الوفد البرلماني في اتصالات مع رئيس البرلمان الأوروبي لإطلاعه على المضايقات التي يتعرضون لها ومنعهم من دخول غزة، مبينين أنّ هذه القضية سيتم رفعها إلى البرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي والممثل السامي للشؤون الخارجية. وختم بيان الوفد الأوروبي بالتشديد على أنه لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط في ظلّ تجويع الفلسطينيين أو تدمير إرادتهم. الإسلام اليوم/رام الله/ميرفت صادق الاربعاء 22 ذو الحجة 1430 الموافق 09 ديسمبر 2009