محتجز في غرفة منفصلة بأحد المستشفيات الإسرائيلية.. فاقد الوعي.. يحرك أصابعه بصعوبة.. ويفتح عينيه من وقت لآخر..هكذا وصف تقرير لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين 21-12-2009 حالة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إريل شارون الذي تشير إليه أصابع الاتهام بقتل مئات الأسرى المصريين في حرب 1967، وآلاف الفلسطينيين في أحداث متنوعة أبرزها مجزرة صابرا وشاتيلا عام 1982.وصرح طبيبه الشخصي د.شلومو شيجيف أنه "أحيانا يحرك أصابعه، لكن ذلك لا يعد دليلا قاطعاً على وجود رد فعل مباشر من جانبه لأي مثيرات خارجية". وقلل شيجيف من احتمالات عودة شارون (82 عاماً) الذي يصفه الفلسطينيون ب"السفاح" لوعيه قائلاً: "نحاول الحصول على أي ردود فعل تدل على إمكانية استعادته لوعيه، فأحيانا يدخل في فترات نوم طويلة، وأحيانا يستقيظ، وأحيانا أخرى نقوم بإجلاسه على مقعد متحرك ويتم وضعه أمام التلفاز، لكن ذلك لا يجدي في الحصول على أي رد فعل يدلل على أنه في وعيه". وتسببت الجلطة الدماغية التي أصيب بها شارون بشكل مفاجئ خلال توليه رئاسة الوزراء في يناير 2006 في إصابة جوهرية بمخه، ولفت التقرير إلى أن "أطباءه لا يزال لديهم الأمل في عودته لوعيه مرة أخرى، إلا أنه كلما مر الوقت يكون من الصعب تصديق أن شارون سيعود ثانية إلى الساحة السياسية". سجين الفراش ومنذ إصابته بالجلطة وشارون الذي تسبب اقتحامه للمسجد الأقصى وسط حراسة 3 آلاف جندي إسرائيلي عام 2000 في اندلاع انتفاضة الأقصى يبقى سجين فراش المرض بجناح منفصل في أحد أقسام مستشفى "شيبا تل - هاشومير"، ولا يسمح سوى لأفراد قلائل بزيارته، حيث توصف حالته الصحية بأنه "فاقد للوعي تماما". وأوضح تقرير إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجناح المحجوز به شارون مؤمن جيدا ومعزول تماما، والأطباء والممرضات الذين يدخلون لغرفة شارون يقومون بالتوقيع على تعهدات سرية لم يفصح التقرير عن مفادها. وتابع "كما أن الفحوصات الطبية الشاملة تجرى له في ساعات متأخرة، حيث تكون معظم أجنحة المستشفى خالية نسبيا، وكذلك اعتاد أقاربه ألا يخرجوه من حجرته، ويحدون قدر استطاعتهم من دخول الزوار إليه باستثناء دف فيسجيلاس رئيس مكتبه السابق". وتولى إيهود أولمرت نائب شارون ووزير ماليته السلطة بعد مرضه. وانخرط شارون المولود عام 1928 في العمل العسكري في مراحل مبكرة من عمره، حيث انضم إلى عصابة الهاجانا الصهيونية وهو في الرابعة عشرة، وقاد وحدة من المشاة في حرب 1948، وفي الخمسينيات قاد عدة عمليات عسكرية إسرائيلية ضد وحدات عسكرية مصرية وأردنية، كما شارك على رأس لواء للمظليين في حرب عام 1956 التي قادتها بريطانيا وفرنسا ضد مصر. وفي يونيو عام 1982 أصدر شارون، الذي كان في ذلك الوقت وزيرا للدفاع، أمرا بغزو لبنان، حيث وقعت مذبحة صبرا وشاتيلا التي قتل فيها أكثر من 2000 شخص معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين وفي عام 2001 نجح شارون الذي كان آنذاك زعيماً لحزب الليكود في تولي السلطة على رأس حكومة ائتلافية، ومن أبرز الأحداث خلال حكمه عملية "الدرع الواقي" التي تعتبر أكبر عملية عسكرية لإسرائيل منذ عام 1967، حيث اجتاحت القوات الإسرائيلية مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية وحاصرت مقر رئيسها الراحل ياسر عرفات مرتين. كما كان من أبرز قراراته إبان حكمه قرار الانسحاب من قطاع غزة بشكل أحادي وهو ما تم في أغسطس عام 2005، وانسحب من حزب الليكود على خلفية الاعتراضات التي قوبل بها قرار الانسحاب، وأسس حزب كاديما بمشاركة عدد من السياسيين الإسرائيليين الذين استقالوا من حزبي الليكود والعمل، وقال إنه سيخوض به الانتخابات العامة المبكرة في 28 مارس 2006، إلا أن الغيبوبة سبقته. أحمد البهنسي إسلام أون لاين