الجزائر- رغم إعلان السلطات الجزائرية قبل أيام عن تراجع حملات التنصير في البلاد بشكل كبير خلال العام الجاري، فإن الأيام الباقية من عمره شهدت سابقة وصفها البعض ب"الخطيرة" تمثلت في قيام شخص يرتدي زي "بابا نويل" بالتجول في أرجاء مدينة "تيزي وزو" شرقي الجزائر، موزعا على الأطفال هدايا تحتوي على مواد تدعو للنصرانية، فضلا عن شوكولاتة ممزوجة بالخمور. أحد سكان المدينة قال: "بعدما أخذت صورا تذكارية مع بابا نويل أعطاني هدايا اكتشفت لدى عودتي للبيت أنها تحتوي على مواد تنصيرية كالرزنامات السنوية التي تحتوي على رموز وعبارات تقدس المسيح، فأسرعت إلى إتلافها"، وفقا لما نقلته صحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية الإثنين 21-12-2009. وبحسب الصحيفة، فإن ابن هذا المواطن، الذي لم تسمه، لم يسلم هو أيضا من مخالب "بابا نويل"، حيث سلمه قطعة شوكولاته اكتشف الوالد أنها ممزوجة بالخمور. وحالة هذا المواطن ليست الوحيدة، إذ كشفت إحدى السيدات أن ابنتها هي الأخرى حصلت على أشرطة كاسيت ومطويات تحتوي على مواد تنصيرية، إضافة إلى قطع من الشوكولاتة الممزوجة بالخمور، مباشرة بعد أخدها لصور تذكارية مع "بابا نويل". ويلتف العديد من الأطفال هذه الأيام حول ما يسمى ب"بابا نويل"، الذي يجوب شوارع "تيزي وزو" متيحا الفرصة للمواطنين كي يلتقطوا صورا تذكارية معه، ومانحا إياهم بعض الهدايا التي في معظمها تدعو إلى المسيحية، حيث إن سنهم لا يسمح لهم بإدراك خطورة ما يدور حولهم. غضب الأهالي أفعال هذا الشخص المجهول، الذي يرتدي زي "بابا نويل"، أثارت غضب واستياء أهالي "تيزي وزو"، الذي قالوا إنهم سيتقدمون بشكوى جماعية إلى السلطات لردع أصحاب هذه الممارسات الذين يستغلون براءة الأطفال لتحقيق أهداف مشبوهة. وفي حديث ل"إسلام أون لاين. نت" الإثنين 21 -12- 2009، قال أحد أئمة "تيزي وزو"، رفض الكشف عن هويته، إن هذا "الشخص يجوب شوارع المدينة بعربة وحصان، ويسمونه بابا نويل، ويستغل براءة الأطفال وجهل بعض المواطنين، فيلتقطوا الصور بجانبه، رغم أن مثل هذه الأفعال من طقوس النصارى". وأضاف الإمام بنبرة يملؤها الحزن: "لسنا ضد أي دين من الأديان، لكن أن يحدث هذا في بلد مسلم، فأمر لابد لنا أن ندينه ونشجبه". وتساءل مستنكرا: "كيف نسمح لهؤلاء بالعبث في بلداننا، في الوقت الذي منعوا فيه بناء المآذن؟"، في إشارة إلى موافقة أغلبية الناخبين السويسريين في استفتاء شعبي في التاسع والعشرين من الشهر الماضي على حظر بناء مآذن جديدة. وحذر أهالي المنطقة من "أن يغتروا بالهدايا التي يقدمها هذا الشخص"، مطالبا إياهم بأن "يحافظوا على دينهم، الذي يمنحهم أجمل الهدايا كل يوم، وليس في نهاية العام فقط". ووصف الكثير من مسلمي المدينة ما يفعله ما يسمى ب"بابا نويل" ب"السابقة الخطيرة في حملات التنصير بالجزائر". فيما رفض الشخص، الذي يرتدي زي "بابا نويل"، التعليق على هذه الاتهامات، قائلا إنه "يتواجد في المدينة من أجل الخبزة (لقمة العيش)"، بحسب "الشروق اليومي". منطقة القبائل وتعد منطقة القبائل، التي تضم إقليمي "تيزي وزو" و"بجاية" وأجزاء من أقاليم البويرة وبومرداس وسطيف وبرج بوعريرج، المعقل الرئيسي للأنشطة التنصيرية، حيث يستغل المنصرون حالة الفقر التي يعيش في ظلها أهالي المنطقة، من أجل دعوتهم إلى اعتناق النصرانية. وقبل أيام قال عدة فلاحي المستشار الإعلامي للدكتور بوعبد الله غلام الله، وزير الشئون الدينية والأوقاف الجزائري، ل"إسلام أون لاين.نت": إن الحملات التنصيرية تراجعت خلال عام 2009، بفضل التطبيق الصارم لقانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين. وهذا القانون أصدرته السلطات الجزائرية لمكافحة حملات التنصير التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية، وينص على معاقبة أي شخص يثبت تورطه في أنشطة تنصيرية بالسجن لمدة تتراوح بين سنة وعشر سنوات سجنا نافذا مع منح الحق للقضاء في طرده من التراب الجزائري بصفة نهائية أو لمدة لا تقل عن 10 سنوات أيضا. عبد الرحمن أبو رومي الاثنين. ديسمبر. 21, 2009