اسرائيل تكرم محمد الخامس لمساعدته اليهود خلال الحرب ذكرت صحيفة هارتس الجمعة ان حملة صامتة تجري هذه الاونة في المغرب واسرائيل بهدف ادراج اسم الملك المغربي الراحل محمد الخامس في قائمة الاشخاص الذين ساعدوا اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. وقالت الصحيفة ان طلبا رسميا لم يتم تقديمه بعد الى معهد "ياد فاشيم" بهدف ادراج محمد الخامس جد الملك الحالي محمد السادس في القائمة. واشارت الى ان القائمين على الحملة مترددون في التحدث علنا حول الموضوع ويفضلون العمل خلف الكواليس.
وقال سيرج بيردوغو الذي يتزعم الجالية اليهودية في المغرب للصحيفة انه "ليس هناك طلب رسمي، هذه مرحلة اختبارية"، مضيفا ان "كل اليهود المغربيين هنا وفي اسرائيل يحلمون بذلك، لكنها عملية طويلة وصعبة". واشارت الصحيفة الى ان روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط المؤيد لليهود، كان اول من فتح الباب امام هذه الحملة عبر كتابه الذي اصدره العام الماضي تحت عنوان "قصص ضائعة حول امتدادات المحرقة في الاراضي العربية". وقالت انه وصف "المحاكمات اللاسامية التي عانى منها اليهود في الدول العربية خلال الحرب العالمية الثانية والقى الضوء على الدور الايجابي الذي لعبه محمد الخامس". واضافت الصحيفة انه بعد ظهور الكتاب، قام بيردوغو بالاستعلام من معهد ياد فاشيم حول امكانية تكريم الملك الراحل الذي توفي عام 1961، وانه تلقى تزكية من الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز وعد من السياسيين الاسرائيليين ذوي الاصول المغربية. ولا تقيم المغرب علاقات دبلوماسية رسمية مع اسرائيل، لكنها كانت من اوائل الدول العربية التي اقامت معها علاقات على مستوى منخفض ابان مفاوضات اوسلو بين الدولة العبرية والفلسطينيين مطلع التسعينات. وتذكر هارتس انه على مر السنوات، وفي عدة مناسبات، قدمت المغرب المساعدة لعملية السلام العربية الاسرائيلية عبر مبادرات دبلوماسية سرية، مثل اسهامها في التوصل الى الخرق الذي حصل بين مصر والدولة العبرية عام 1977، وتوج بزيارة الرئيس المصري الراحل انور السادات الى اسرائيل. وتضيف ان المغرب ايضا كان اول من استضاف قادة اسرائيليين، وان ذلك بدأ بالزيارة التاريخية التي قام بها شيمون بيريز الى الرباط عام 1986، والتي جاءت في وقت لم تكن هناك عملية سلام. وتمضي الصحيفة قائلة انه اضافة الى ذلك، فان الاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية والمغربية كانت تتمتع بعلاقات جيدة على مدى السنوات، واشتمل هذا التعاون على تبادل معلومات حول مؤامرات انقلابية ضد العائلة المالكة في المغرب، والمفاوضات حول هجرة مئات الاف اليهود المغاربة الى اسرائيل. وتضم قائمة ياد فاشيم 22 الف اسم بينهم مسلمون من تركيا والبلقان، ولكن ليس من ضمنهم أي عربي الى الان.