القاهرة:رفضت الكنيسة الكاثوليكية المصرية قرار حظر بناء المآذن بسويسرا، مؤكدة أن القرار لم يكن صحيحا لأنه يعكس عدم احترام للمسلمين، الذين من حقهم ممارسة شعائرهم الدينية.وأكد بطريرك الأقباط الكاثوليك المصريين الأب أنطونيوس نجيب أن القرار الذي اتخذه سويسرا مؤخرا بحظر بناء المآذن "لم يكن صحيحا بالمرة"، معيدا التأكيد على موقف الفاتيكان في هذا الشأن، وقال إن الفاتيكان رأى أن هذا التصرف "يعكس عدم احترام للآخر -أي المسلمين- الذين من حقهم ممارسة شعائرهم الدينية بالشكل الذي يرتضونه"، بحسب قوله. ففي حفل أقامته البطريركية الكاثوليكية مساء أمس الخميس 24-12-2009 في كاتدرائية العذراء مريم للأقباط الكاثوليك بالقاهرة؛ لإحياء ميلاد السيد المسيح (عليه السلام) وفقا للتقويم الغربي، قال نجيب إنه في اليوم التالي مباشرة لظهور نتيجة الاستفتاء السويسري بمنع بناء المآذن في نوفمبر الماضي أعلن الفاتيكان استنكاره لهذا الموقف "لأن الكنيسة الكاثوليكية اختبرت في أماكن كثيرة في العالم ما يسببه الحرمان من أماكن ورموز الصلاة من غبن وألم، ولا تريد أن يعاني منه أي شخص أو جماعة"، بحسب قوله. وحضر الحفل نحو ألف قبطي بجانب حضور رسمي شمل محافظ القاهرة الدكتور عبد العظيم وزير ومندوبين عن كل من رئيس الجمهورية ووزير الداخلية وبعض أعضاء مجلس الشعب. وأضاف البطريرك نجيب: "إني أضم صوتي وصوت الكنيسة الكاثوليكية المصرية إلى صوت قداسة البابا (بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر) مستنكرا إثارة الفرقة بين الأديان والشعوب"، بحسب قوله. وكان سياسيون ينتمون إلى حزبي الشعب السويسري (يمين متشدد) والاتحاد الديمقراطي الفيدرالي (يمين مسيحي) قد دعوا الناخبين السويسريين إلى استفتاء جرى في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي، لإضافة بند في الدستور الفيدرالي ينص على أن "بناء المآذن محظور"، وحازت على تأييد 57.4% من أصوات الناخبين. ولاقى القرار انتقادات ورفض من الحكومة السويسرية وحكومات أوروبية وغربية أخرى، من بينها الحكومة الفرنسية، بالإضافة إلى اعتراضات من الفاتيكان والأمم المتحدة وهيئات دولية أخرى. وختم نجيب حديثه بمديح لرئيس الجمهورية قائلا: "نريد أن نقدم شكرنا الجزيل لرئيسنا المحبوب السيد محمد حسني مبارك من أجل كل ما يبذله من جهد في الداخل والخارج لتحقيق السلام والوحدة والرفاهية، ونلتمس من المولى سبحانه وتعالى أن يحفظه لنا قائدا للوطن، وأن يحمي قواتنا المسلحة حراس بلدنا العزيز، وأن يبارك ويوفق جميع المسئولين الذين يبنون أجيالنا". وأيد الأنبا يوحنا قلته، نائب البطريرك الكاثوليكي، موقف نجيب من قرار حظر بناء المآذن في سويسرا، وقال على هامش الاحتفالات ل"إسلام أون لاين.نت": "موقفنا من حظر بناء المآذن بسويسرا هو نفسه موقف الفاتيكان، فنحن نرفض أي مساس بمعتقدات إخوتنا المسلمين، فكما أن الأبراج هي رموز للكنائس فالمآذن رموز للمساجد، وليس من حق أحد أن يمنع أي طائفة من أداء شعائرها تحت أي دعاوى بعيدة عن المنطق". وأضاف قلته: "إذا كان المسيحيون يقيمون طقوسهم الدينية في البلاد العربية دون أن يتعرضوا لمضايقات، فمن حق المسلمين في الدول الغربية إقامة شعائرهم كيفما أرادوا"، محذرا من أن حظر بناء المآذن في سويسرا "سيعرض العالم لفتنة طائفية سندفع جميعا ثمنها". وبحسب مراقبين، فإن العلاقات بين القيادات الكاثوليكية والنظام المصري تتميز بالمتانة، ولا تكاد توجد أي توترات بينهما، وخصوصا في المسائل التي تثير في الغالب مشكلات بين الدولة وبين الأقباط الأرثوذكس، مثل عدم وجود إحصاء معلن لأعدادهم، أو بناء كنائس جديدة، أو ترميم ما هو قائم منها. ولا توجد إحصائيات رسمية لعدد الأقباط في مصر، لكن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن عدد الكاثوليك يزيد عن 300 ألف نسمة، فيما يقدر عدد الأرثوذكس بحوالي 8 ملايين نسمة، يمثلون حوالي 10% من تعداد سكان مصر البالغين حوالي 80 مليونا، بحسب التعداد العام للسكان الذي جرى في العام 2006.