عقد رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكيننده، مؤتمراً صحفياً لتوضيح موقف الحكومة الهولندية من الفيلم المسيء للإسلام الذي ينوي النائب خيرت فيلدرز عرضه في الشهر القادم. جاءت هذه الخطوة بعد تلقي الحكومة الهولندية إشارات واضحة تؤكد جدية الأخطار التي يمكن أن تترتب على عرض الفيلم، بما في ذلك تعريض سلامة المواطنين الهولنديين في الخارج إلى الخطر، وتهديد المصالح الاقتصادية الهولندية، والإساءة إلى سمعة هولندا. اتخذ خطاب بالكيننده نبرة صارمة وشديدة الوضوح، موجهة بالدرجة الأولى إلى السيد خيرت فيلدرز، مطالباً إياه بالتفكير جدياً بعواقب إصراره على عرض الفلم. وأكد رئيس الوزراء في بداية خطابه موقف الحكومة المتمثل باحترام جميع الأديان، واختيار طريق الحوار الهادئ والعقلاني مع من يخالف في الرأي. وقال بالكيننده "هولندا بلد معروف بمبادئ الحرية والاحترام. يستحق كل البشر أن نحترم المبادئ التي تحركهم في الحياة، إيمانهم وهويتهم الذاتية. كذلك يجب الدفاع عن الحريات الدستورية. ويجب مكافحة التطرف والإرهاب." وأكد بالكيننده أن سياسة حكومته تقوم على المساواة واحترام عقائد جميع المواطنين: "نحن ندافع عن القيم الجوهرية للحرية والاحترام المتبادل، ونضمن حرية التعبير وحرية العقيدة، للمسلمين كما لغيرهم. نعمل يوماً بعد يوم لتحقيق أجواء سلمية للعمل والعيش المشترك لكل الفئات في المجتمع الهولندي." وأوضح رئيس الوزراء الهولندي أن موقف الحكومة من الإسلام والمسلمين يختلف تماماً عن موقف السيد فيلدرز. لكنه أكد من جانب ثانٍ على التزام الحكومة المطلق بمبدأ حرية التعبير الذي تضمنه القوانين الهولندية للجميع، بما فيهم المسلمون أيضاً: "بهذا الخصوص تختلف الحكومة جذرياً في الرأي. كل واحد منا، الوزراء ونواب الشعب، هنا وخارج البلاد، يتحمل مسؤولية أن يتفكر بعواقب ما يقوله. هذه الحرية مضمونة في حدود القانون. إنها تعني لنا الكثير، وندافع عنها بشكل مطلق." اتخذ خطاب بالكيننده نبرة صارمة وشديدة الوضوح، موجهة بالدرجة الأولى إلى السيد خيرت فيلدرز، مطالباً إياه بالتفكير جدياً بعواقب إصراره على عرض الفلم، رغم تأكيد رئيس الوزراء عدم معرفته بمضمون الفيلم: "لا أحد منا يعرف هذه اللحظة مضمون الفيلم الذي أعلن عنه السيد فيلدرز. مع ذلك، فمن الواضح أنه يثير ردود فعل عنيفة. نحن ندين التهديدات، بما فيها تلك الموجهة إلى السيد فيلدرز. وندعو الحكومات إلى الالتزام بمبادئ القانون الدولي، بما تتضمنه من واجب حماية الأجانب، أفراداً وشركات. في الوقت نفسه نحن ملزمون بأن نوضح للجميع أن الأفكار والتصرفات الفردية لأحد النواب لا تمثل موقف الحكومة." ووضح بالكيننده أن الحكومة قد تحدثت بصراحة تامة مع النائب فيلدرز، ونبهته إلى العواقب الخطيرة التي يمكن أن تترتب على إصراره على عرض الفيلم المسيء للقرآن. وقال إن وزير العدل قد أبلغ السيد فيلدرز باحتمال تعرضه للملاحقة القانونية في حال عرض فيلم يتضمن ما يخالف القانون الهولندي. لكن رئيس الوزراء أوضح في جواب على سؤال أحد الصحفيين، أن الحكومة لا يمكن أن تتخذ خطوة، اللجوء إلا القضاء إلا بعد عرض الفيلم، وليست لدى الحكومة وسيلة قانونية لمنع السيد فيلدرز من إنتاج أو عرض الفيلم. عقب المؤتمر الصحفي بقليل، نقلت القناة الهولندية العامة، رد النائب خيرت فيلدرز، الذي رفض نصائح رئيس الوزراء ودعواته، وقال فيلدرز: "يمكن للحكومة أن تخضع لتهديدات الإرهاب الإسلامي، أما أنا فلن أخضع أبداً!" وأضاف فيلدرز إن فيلمه حول القرآن، الذي وصفه ب "الفاشي" و(النبي) محمد الذي وصفه ب "البربري" يكاد يكون جاهزاً وسوف يُعرض في شهر مارس على شاشة التلفزيون أو عبر شبكة الإنترنت.