القاهرة - دعا علماء سنة وشيعة من مختلف أرجاء العالم الحكام العرب والمسلمين إلى الخروج عن صمتهم وتبني وقفة مشرفة لنصرة الشعب الفلسطيني واستخدام كافة أوراق الضغط السياسي والاقتصادي تجاه إسرائيل لوقف حرب الإبادة التي تقوم بها ضد فلسطينيغزة. وأعرب د. على القرة داغي، أستاذ أصول الفقه بجامعة قطر ورئيس لجنة قضايا العالم الإسلامي بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن ألمه لما يجري في غزة قائلا: "إن الإشكالية في صمت الحكام العرب الذين وقفوا متفرجين على ما يجري في الوقت الذي يغلي فيه الشارع العربي". وطالب الدكتور داغي في تصريحات لقناة الجزيرة حكام الأمة باتخاذ "موقف مشرف" من خلال قطع العلاقات مع إسرائيل والضغط عليها، ودعا الشعوب عامة إلى تقديم مساعدات إغاثية لفلسطينيغزة، في ظل العجز الصارخ في المواد والسلع الأساسية. الوحدة والتنسيق ومتفقا مع الدكتور داغي طالب الدكتور عبد الله بن بيه، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تصريحات خاصة ل"إسلام أون لاين.نت" بضرورة أن تتحقق مقدمات دعم غزة وأبرزها "الوحدة والتنسيق بين الحكام العرب". وأضاف بن بيه أن: "المطلوب من حكام الأمة هو أن ينقذوا إخوانهم عبر وسائل كثيرة، أبرزها المساعدات المالية أو العسكرية أو الدبلوماسية.. المهم هو ألا يتركوا هذه المجزرة والمذبحة تستمر في غزة". ولفت إلى أن العلماء لا يملكون سوى "أن يوجهوا نداء لحكامنا ليساعدوا غزة، خاصة أنه لا توجد حدود مفتوحة مع غزة لتقدم الشعوب من خلالها مساعدات.. نناشدهم أن يقوموا بواجبهم بإنقاذ هذه الأرواح البريئة والدماء التي تسفك بغير حق". وفي سياق متصل، وجه بن بيه رسالة للفلسطينيين قائلا: "أدعو إخواننا الفلسطينيين أيضا لأن يتوحدوا لدمج كل حركات المقاومة في تنظيم واحد، فلا ينبغي أن يظلوا في حالة من التفرق". وأضاف: "عليهم أن يتوحدوا تحت راية واحدة وباسم واحد، وعلى العرب أن يعاونوهم أيضا باسم الشرع والعقل والمنطق، وباسم الأخوة العربية والإنسانية". المعنى نفسه أكده أحد كبار رموز علماء الشيعة وهو الشيخ جواد الخالصي، رئيس التيار الخالصي الشيعي بالعراق، حيث وجه رسالة مفتوحة للأمة وحكامها عبر "إسلام أون لاين" قائلا: "كونوا أحرارا في دنياكم أو كونوا عربا كما تزعمون، إذا لم تحرك فيكم هذه المشاهد التي تتكرر يوميا في قطاع غزة وفي كل فلسطين وقبلها في لبنان ويوميا في العراق وأفغانستان - عرق نخوة أو شرف أو إباء فما الذي سيحرككم يا أيها الحكام؟!". قمة خماسية ودعا الخالصي إلى اجتماع خماسي في مكة لاتخاذ خطوات عملية بهدف تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين، يضم دولا إسلامية رئيسية (مصر وسوريا والسعودية وإيران وتركيا) يكون "نواة لاجتماع موسع ضد العدو الصهيوني". من جهته طالب الدكتور عزام التميمي، مدير المعهد الإسلامي بلندن، حكام الأمة بنصرة أهل غزة بكل الوسائل، وفك الحصار عنهم بفتح المعابر، مشيرا إلى أن "مصر قادرة على كسر الحصار لو أرادت، على الأقل من أجل تسليح أهل غزة حتى يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم". أهمية وحدة الحكام العرب هو نفس المعنى الذي أكده داتو محمد نخعي، رئيس مؤسسة الدعوة الإسلامية بماليزيا، معربا عن "الأسف" لغياب هذه الوحدة. وقال: "على الحكام أن يتحدوا في مواجهة ما يحدث في غزة ، كما عليهم أن يتخذوا خطة واحدة تجاه إسرائيل من خلال استخدام كل أوراق الضغط على إسرائيل مثل النفط لأنه سلاح فعال". النصرة الإعلامية أما الدكتور موفق الغلاييني، رئيس اتحاد الأئمة بأمريكا الشمالية، فرأى أن "الوسيلة المطلوبة تجاه غزة الآن هي النصرة بالإعلام والتأييد بالكلمة باعتباره أمرا واجبا على المسلمين حاليا حكام ومحكومين، وإن كان مطلوبا أكثر من الحكام لأنهم في موضع المسئولية". ومن جانبه وجه الدكتور محمد على الزغول، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة مؤتة بالأردن، رسالة للحكام المسلمين قائلا: "كفى تفرقت وتشتتت وعدم الاهتمام سوى بالمصالح الشخصية الضيقة.. يجب أن يكونوا على مستوى المسئولية لأن الله أوكل إليكم أمرا عظيما ليبتليكم فيه". وأردف قائلا: "لو أن إسرائيل تعلم أنها بفعلها هذا سيكون هناك رد فعل يجمع الأمة أو جزءا منها كمصر وسوريا لما أقدمت عليه، ولكنها تدرك أن الأمر سيمر دون رد فعل يقترب حتى من المطلوب". ومن المغرب العربي طالب الدكتور محمد مختار السلامي، مفتي تونس السابق، أيضا الحكام العرب بالتحرك لنصرة غزة قائلا: "أدعو بكل إلحاح وبصفتي أحد علماء المسلمين قادة الدول أن يقوموا بواجبهم ويتحدوا ويتحركوا لنصرة فلسطين، فليس من المعقول أن يوجد رئيس دولة أو نائب رئيس أو رئيس وزراء أو شرطي أو جندي لا يتحرك أمام هذه المجازر، فإذا استمر الحكام المسلمون في صمتهم فذلك يعني موت الأمة الإسلامية". وطالب بمقاطعة كل من يتعامل مع إسرائيل، واستخدام كل الوسائل لإعادة الحقوق للفلسطينيين. ومنذ الأربعاء الماضي شن جيش الاحتلال سلسلة عمليات عسكرية على قطاع غزة، بين غارة وقصف مدفعي، أسفرت إجمالا بحسب ما أعلنته مصادر طبية اليوم السبت عن سقوط أكثر من 80 شهيدا و200 جريح.