حمّلت مصادر أمنية بالنيجر ''سلفيين ينتمون إلى القاعدة''، مسؤولية اغتيال 7 من أفراد الجيش النظامي ومرشدهم في كمين وقعوا فيه بالقرب من الحدود المالية. ورجحت نفس المصادر خروج جيش النيجر إلى الميدان لاقتفاء أثر قاتلي الصيادين السعوديين، عندما تعرض لهجوم مسلحين مجهولين. نقلت صحف تصدر بالنيجر، أمس، أنباء عن عملية إرهابية على الحدود مع مالي وقعت، مساء الأربعاء الماضي، وراح ضحيتها ثلاثة من جنود الجيش المالي ومرشدهم المدني. وكان الجنود، بحسب صحيفة ''الساحل'' (الناطقة بالفرنسية)، بالقرب من منطقة حدودية تسمى تاهوا، عندما تعرضوا لهجوم خاطف بالسلاح الناري، وقالت إن المرشد المدني الذي رافقهم ''كان بصدد نقلهم إلى الأماكن التي شوهد فيها السلفيون الأسبوع الماضي''. ورجحت صحيفة ''لوريبوبليكان'' وجود صلة بين تواجد الجيش بالمنطقة وبين حادثة مقتل الصيادين السعوديين الذين سقطوا برصاص أشخاص مجهولين، الإثنين الماضي، غير بعيد عن الحدود مع مالي. ويحمل تسارع الأحداث بالحدود بين البلدين، مؤشرات عن خروج جيش النيجر إلى الميدان لتعقب أثر قاتلي الخليجيين الأربعة. وذكرت صحف أخرى، نقلا عن مصادر أمنية بالنيجر، أن نفس المكان شهد أحداثا دامية ليلة الجمعة الماضية، حيث قتل 4 جنود آخرين تنقلوا إلى المنطقة الحدودية إثر تلقي خبر الحادثة، حيث اشتبكوا مع أفراد جماعة مسلحة وأسفر الاشتباك عن مقتل اثنين من المسلحين لم يتم الكشف عن هويتهما، ولكن المصادر ترجح بأنهما ينتميان إلى ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، كثيرة النشاط بالمناطق الحدودية بين مالي والنيجر. وأوضحت أن الإرهابيين اتجهوا نحو مالي بعد الاشتباك وأن الجيش واصل مطاردتهم. وقد كان أفراد الجماعة الإرهابية، حسب المصادر في نيامي، يتنقلون بواسطة سيارات رباعية الدفع، وأشارت إلى أنهم ''مدججون بالأسلحة''. وتم رصد تحركاتهم في مكان يسمى تلامليس بمنطقة تاهوا، الواقعة على بعد 200 كلم شمال نيامي. وتحدثت نفس المصادر عن تعرض إحدى سيارات الإرهابيين لعطب ميكانيكي، حيث تركوها عند انسحابهم. وعثر الجيش داخل السيارة على جواز سفر رعية أوروبي، حسب نفس المصادر التي لم تدقق في جنسية صاحب وثيقة السفر ولم تقدم تفاصيل أخرى. وتحمل هذه المعطيات دلالات على أن جواز السفر قد يكون لأحد الرعايا الإسبان أو الإيطاليين أو الفرنسي المحتجزين لدى القاعدة منذ أسابيع. وتسعى السلطات السعودية، بمساعدة حكومة النيجر، إلى معرفة الظروف التي قتل فيها رعاياها والحصول على معطيات عن المسلحين الذين اشتبكوا معهم الأسبوع الماضي قرب الحدود مع مالي. وراجت أخبار قوية حول مسؤولية عرب النيجر في مقتلهم، حيث كانت مجموعة منهم يخططون لخطف الصيادين السعوديين وبيعهم إلى تنظيم القاعدة. وتتم ''صفقات البيع'' من هذا النوع في الغالب على الحدود بين البلدين، وكان من أشهرها تسليم الدبلوماسيين الكنديين روبرت فاولر ولويس غاي، لمختار بلمختار نهاية العام الماضي. ولم يفرج عنهما إلا بعد تلقي التنظيم الإرهابي فدية وخضوع الحكومة الكندية وحكومات الساحل لشروط أخرى طرحتها القاعدة من بينها إطلاق سراح سلفيين معتقلين في مالي. المصدرالخبر :الجزائر: حميد يس