واشنطن:حذرت مجلة أمريكية بارزة من أن العام الجديد ربما يشهد تحول اليمن إلى ما يمكن أن يطلق عليه "قاعدة ستان" حيث قالت إن اليمن يمكن أن ينفجر في العام 2010 حال عزز تنظيم القاعدة مكاسبه في البلاد عبر استغلال الفوضى الحكومية هناك.وقالت مجلة فورين بوليسي "السياسة الخارجية" الأمريكية المرموقة في تقرير في عددها الجديد (يناير/كانون الثاني فبراير/شباط 2010) إن القاعدة التي تعد أكثر التنظيمات حضورا في اليمن على الصعيدين الإقليمي والاقتصادي ازدادت قوة خلال السنوات الثلاث الماضية. وأضافت المجلة في تقريرها الذي اطلعت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك أن "أعضاء القاعدة يغرسون الجذور اليوم عبر التزوج من القبائل المحلية وتأسيس بنية تحتية صلبة يمكن أن تحتمل خسارة قياديين أساسيين". وقالت المجلة إن أعضاء القاعدة أطلقوا أيضا سياسة تقوم على مسارين هما الاقناع والترهيب، الأول عبر بناء أسلوب جهادي يحظى بشعبية واسعة في اليمن، والثاني عبر تصفية أو اغتيال المسئولين الأمنيين الذين يثبت عنفهم في ملاحقة مقاتلي القاعدة. وقالت فورين بوليسي إن الولاياتالمتحدة لم تساعد في التصدي لهذا التهديد حيث أدت رؤية واشنطن المتواصلة إلى اليمن من منظور محاربة الإرهاب إلى تحريض النتائج التي تأمل أن تتفاداها. وأوضحت في تقريرها الذي اطلعت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك إن الولاياتالمتحدة عبر تركيزها على استثناء كل التهديدات الأخرى تقريبا في اليمن وربطها معظم دعمها للبلد بقضية واحدة، فإنها "قد ضمنت فقط أن القاعدة ستتواجد دائما". من ناحية أخرى حذرت المجلة الأمريكية من أن اليمن سوف ينفجر فيما حوله بدلا من أن ينفجر داخليا. وقالت إنه حدث ذلك فإن "مشكلات اليمن اليوم سوف تصبح مشكلات السعودية غدا." وأردفت أن "هذا الأمر استشرفه التدخل السعودي في الصراع الشمالي (في اليمن) وضربات القاعدة من القادمة إلى المملكة من اليمن". وحذرت المجلة من أنه "عندما يتعاون فريق أوباما في عمل رد أكثر ذكاء، فإن الوقت لمنع هذا الخطر سوف يكون قد نفد وسيكون الخيار الوحيد المتاح أمامهم هو إزالة الفوضى". وتحول الاهتمام في وسائل الإعلام الأمريكية ودوائر صناعة القرار في واشنطن بشكل كبير نحو اليمن بشكل كبير بعد محاولة تفجير فاشلة لطائرة أمريكية كانت متوجهة إلى مدينة ديترويت بولاية ميتشجان قادمة إليها من مدينة أمستردام الهولندية يوم الجمعة 25 ديسمبر/كانون الأول المنقضي. وأعلن ما يسمى تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب مسئوليته عن الهجوم التي تقول السلطات الأمريكية إن شابا نيجيريا يدعى عمر الفاروق عبد المطلب، 23 عاما، حاول تنفيذه غير أنه أخفق في محاولته بعدما فطن عدد من الركاب إلى محاولته وتغلبوا عليه.