سراييفو/ عبد الباقي خليفة:غمرت الفيضانات مناطق شاسعة من دول غرب البلقان، بسبب هطول الأمطار وذوبان الجليد بسرعة غير متوقعة، لاسيما بعد فيضان عدة أنهار.وأرسلت العديد من الجهات وسكان تلك المناطق صيحات استغاثة، بعد أن داهمت المياه منازلهم، وحصلت انزلاقات طينية، وسقطت العديد من الأشجار المحاذية للطرق والشوارع، والتي مثلت خطرًا على المارّة.وقد تَمّ إجلاء الآلاف إلى مناطق أكثر أمنًا، لاسيما في ألبانيا حيث بلغ عدد الأُسَر التي تَمّ نقلها إلى أماكن إيواء 1200 أسرة، تاركة ديارها نهبًا لمياه الفيضانات. وفي البوسنة فاضت العديد من الأنهار وانسابت مياهها في الحقول والمزارع والأحراش، وأحاطت بالعديد من المنازل القريبة في تشابلينا وموستار، بالجنوب، وضواحي سراييفو، وكيسلياك، ودوبوي الشرقية، حيث غادر أكثر من 5 آلاف نسمة مساكنهم، وجفينيتسا، في الوسط، وفي غراداتشيتسا في الشمال، وغورني فاكوف وبيهاتش في الشمال الغربي، وبريدور وفيشي غراد، وبيالينا في الشرق. وبلغت مساحة الأراضي التي اجتاحتها المياه أكثر من 5 آلاف هكتار. ورغم أن استمرار تهطل الأمطار يمثل قلقًا متزايدًا في البوسنة، إلا أن الأخطار الحقيقية تتمثل في إمكانية سقوط بعض الجسور، وامتلاء الأنهار بمياه مضاعفة تزيد عن حجم استيعابها التقليدي، مما يؤدي إلى ظهور أودية جديدة، وما يترتب على ذلك من انجراف للتربة، وخطر على السكان في المناطق المنخفضة. وهو ما حصل في وسط البوسنة بعد سقوط جدار نهر لاتشفا، قرب جسر للمشاة في ترافنيك، وفي منطقة بونا، شرق موستار أيضًا بعد أن بلغ منسوب المياه 28 مترًا في المتر المربع الواحد، وارتفاع منسوب المياه في نهر نيرتفا بمستوى 11 مترًا. وانقطع التيار الكهربائي على آلاف السكان، وانقطعت السبل بالعديد من مستخدمي بعض الطرق التي اجتاحتها المياه وعطلت حركة المرور، كما هو الحال في دوني فاكوف، وياييتسا. وقال مدير الحماية المدنية في سراييفو مصطفى كوفاتس "لشبكة الإسلام اليوم": "نراقب الوضع عن كثب وأعددنا الطعام والملابس اللازمة واشترينا زورقين للوصول إلى الأماكن المنكوبة ". واضطر ضيوف مناطق نزل، بريستول، في موستار، لمغادرته، بعد أن أحاطت به المياه، وكذلك فعل سكان المناطق المجاورة الذين انتابهم الخوف من حصول كارثة حقيقية. وقال مدير الحماية المدنية في موستار صالح مهتيتش: "غرقت بعض المطاعم القريبة من نهر نيرتفا، كما غرق 500 منزل في منطقة دوني فاكوف". وتخشى السلطات الصربية من ارتفاع منسوب المياه في نهري سافا، ودرينا، بنسبة أكبر مما هو حاصل، وهوما ينذر بكارثة محققة في حال استمرت الأمطار في الهطول. وقال مساعد قائد الشرطة في بلغراد، ايفان باراس: "تحيط مياه الفياضات بالعديد من المناطق في أطراف بلغراد، وهناك المئات من الأسر المنكوبة التي لا تعرف إلى أين ستذهب"، وتابع "على طول 20 كيلومتر وفي بلدية بوغاتيتش، أغرق نهر درينا العديد من المساكن وتبلغ المساحة الغارقة في المياه 2700 هكتارً". كما أشار إلى أنه وبالقرب من جسر بافلوفيتش، أغرقت الفيضانات العديد من المنازل على مساحة 400 متر مربع، وفي منطقة تسرنا بارا نحو 8 كيلومتر. وقد أرسلت العديد من دول الاتحاد الأوروبي، ومولدافيا مساعدات لدول غرب البلقان التي تضررت من الفيضانات، ومن بينها ألبانيا التي شهدت أسوأ حالات الفيضانات اليومين الماضيين. وفي ألبانيا أيضًا عمّت الفيضانات مساحات كبيرة بلغت أكثر من 10 آلاف هكتار. وأغرقت أكثر 2500 منزل، وتحذر الأرصاد الجوية في المنطقة، من تزايد تمدد المساحات التي تكتسحها المياه، والتي تحولت إلى أنهار، وبحيرات كبيرة في ساعات قليلة. وقد قامت الحكومة الألبانية التي يرأسها رئيس الوزراء صالح بيريشا بإجلاء أكثر من 15 ألف نسمة عن منازلهم في منطقة، سكاردا ومناطق أخرى. وقال عمدة منطقة، دياتس ياك زادريم "غرق منزلي في المياه، ولم نتمكن من أخذ ما نحتاجه من أمتعة، حيث كان منسوب المياه يرتفع في كل ثانية، فآثرنا النجاة بما كان علينا من ملابس" وتابع "جميع ما كان في المنزل في الطابق السفلي أصبح أثرًا بعد عين، الثلاجة وآلة غسل الملابس، وغير ذلك من الامتعة غمرتها الأوحال " . وقال أحد سكان المنطقة شوقي مويا: "لم تصلنا حتى الآن أي مساعدات، وقد قيل لنا أن ننتظر وصولها لكن الناس توجهوا إلى مناطق مجاورة في رؤوس الجبال وأعالي الهضاب وليس لديهم حتى ما يقتاتون به". إلا أنا وزير الدفاع الألباني أربين إمامي، قال: " أمرنا الجيش بمساعدة السكان في المناطق المنكوبة بالفيضانات بسبب استمرار تهاطل الأمطار " وعما إذا كان بإمكان الحكومة مواجهة مخاطر الفيضانات لوحدها، وما هي حدود الأخطار التي تواجهها المناطق المنكوبة. وأشار إلى أن "الحكومة شكلت لجان طوارئ من الجيش والشرطة والحماية المدنية، وإشراك المنظمات غير الحكومية والخيرية في عملية مواجهة الأخطار المحدقة ببعض المناطق". الاسلام اليوم الخميس 28 محرم 1431 الموافق 14 يناير 2010