جنيف(ا ف ب)الفجرنيوز:بعد ثلاثة ايام على الزلزال الذي ضرب عاصمة هايتي بدأت الاممالمتحدة تصدر ارقاما للاحتياجات الانسانية الهائلة في البلد المهدم حيث قدرت عدد المشردين بنحو ثلاثمئة الف وعدد الذين يحتاجون الى مساعدة غذائية عاجلة بمليونين.وامام هول الاضرار تستعد المنظمة الدولية لتوجيه نداء عاجل الجمعة في نيويورك لجمع الاموال، وقد تلقت وعودا بمساعدات بقيمة 268,5 مليون دولار من عشرين حكومة ومؤسسة دولية وشركة. ولفتت مديرة الاعلام في الاممالمتحدة في جنيف كورين مومال فانيان الى ان "الحاجات هائلة"، فيما اقر برنامج الاغذية العالمي بان كل ما تم تقديمه حتى الان لا يمثل سوى "نقطة في بحر". وان كانت وكالات الاممالمتحدة ترفض تاكيد حصيلة الصليب الاحمر الذي افاد عن خمسين الف قتيل جراء الزلزال، فهي تشير الى ان حوالى 3,5 ملايين شخص كانوا في المنطقة التي تعرضت للهزات الاشد عنفا في بور او برنس ومحيطها على مسافة 17 كلم من مركز الزلزال. وافاد مكتب تنسيق الشؤون الانسانية لدى الاممالمتحدة في مذكرة ان "التقديرات الاولية تظهر ان 10% من مباني بور او برنس دمرت، ما يعني ان 300 الف شخص اصبحوا بدون مأوى". وذكرت منظمة الاستراتيجية الدولية لتدارك الكوارث الطبيعية ان 30% من مباني العاصمة دمرت او تكبدت اضرارا فادحة جراء الزلزال. وبحسب بعثة احلال الاستقرار التابعة للامم المتحدة في هايتي التي انهار مقرها موقعا ما لا يقل عن 36 قتيلا بين موظفيها، فان بعض مناطق العاصمة دمرت بنسبة 50%. وعلى ضوء عدد الاشخاص الذين فقدوا كل شيء في الزلزال، يتوقع برنامج الاغذية العالمي تقديم مساعدة غذائية عاجلة لمليوني شخص خلال الشهر القادم في هذا البلد الذي يعد تسعة ملايين نسمة ويعتبر من الافقر في العالم. وقالت المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي في جنيف ايميليا كاسيلا "لا يمكن للناس ان يطهوا طعامهم، ليس لديهم غاز ولا ماء بالضرورة، ولا مكان لهم لتحضير طعامهم". وتابعت "نحاول تقديم المواد الغذائية التي في متناولنا للناس. لكن ما تمكنا من القيام به حتى الان ليس سوى نقطة في المحيط". وتحضر الوكالة التي تعرض مخزونها من المواد الغذائية للسرقة في العاصمة حيث تنتشر اعمال النهب، لارسال مساعدات غذائية جديدة ولا سيما لوازم تسمح باعداد الطعام بدون حاجة للطهو. وسيحتاج البرنامج من اجل هذه العملية الى مئة مليون دولار لمدة ثلاثة اشهر. وفي انتظار جمع هذه الاموال، تسعى الاممالمتحدة لتنظيم مساعدة انسانية على الارض غير ان هذه العملية تواجه "تحديات لوجستية كبرى" اذ ان المطار يعمل بصعوبة والمرفأ مشلول والطرقات لم تعد صالحة، ما يجعل من المستحيل الوصول الى بعض المناطق، فضلا عن توقف وسائل النقل. واوضحت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في جنيف اليزابيث بايرز للصحافيين ان الاولوية تعطى "لعمليات البحث وانقاذ الناجين" الذين ما زالوا عالقين تحت الانقاض. والولايات المتحدة "لم تعد بحاجة الى فرق انقاذ جديدة" في الوقت الحاضر بعد وصول الكثير من الفرق في الايام الاخيرة. وبعدما كان المجال الجوي الهايتي مكتظا الخميس ولم يعد يحتمل وصول اي رحلات اضافية، شددت بايرز على ان "الاولوية تعطى الان للفرق الطبية والادوية" مؤكدة ان الاممالمتحدة "لم تعد بحاجة في الوقت الحاضر ايضا الى مستشفيات جوالة".