د . محمد صالح المسفر يا زعماء العرب وقادتهم، يا قادة الفكر الديني السلفي منهم والوسطي، يا أهل القلم والفكر في عالمنا العربي، يا دعاة الحل السلمي، يا زعماء العرب روادمدريد 1991، وأوسلو 1993، يا أيها الرواد المتسابقون علي مدينة أنابوليس الأمريكية 2007 ماذا فعلتم لامتكم العربية من المحيط إلي الخليج في قمع جماح الغزوة الصهيونية علي أمتكم وآخر غزواتها وجرائمها ما يحدث في قطاع غزة. نبيكم يهان تحت أسماعكم وأبصاركم، القرآن الكريم يمزق ويداس بأقدام الغزاة الصهاينة والأمريكان في فلسطين والعراق، رواد فكركم الديني يفعل بهم الفاحشة وانتم تعلمون. يا هؤلاء كلكم هذه لحظة تاريخية مزدحمة بالرعب والقلق ، مترعة بدماء أهلنا وأولادنا وأطفالنا في غزة ونحن نشاهدها علي شاشات التلفزة. يا زعماء الأمة وقادتها حشود عسكرية بحرية أمريكية علي تخوم سورية ولبنان وغزة تنتظر لحظة الانقضاض علي هذه الأمة وانتم في تطاحن تنعقد القمة العربية أو لا تنعقد، ينتخب رئيس لبنان قبل القمة أو لا ينتخب، إسرائيل تعلنها حربا محرقة مفتوحة لا هوادة فيها ضد أهلنا في فلسطين. والحق ان الإنسان العربي لا يريد إدانة عربية لما تفعله إسرائيل ضد أهلنا في غزة، لا نريد إعلان تعليق المفاوضات التي تجريها السلطة في رام الله مع قادة الغزوة الصهيونية، نريد أقوالا مقرونة بالأفعال. في الجانب الفلسطيني نريد وحدة وطنية صادقة للتصدي للعدو الصهيوني وعملائه في الداخل. نريد الارتفاع بمصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية، إن القيادات الفلسطينية في هذه اللحظة مطالبة قبل غيرها بمواجهة العدوان بكل ما يستطيعون من قوة وأعظمها وحدة إرادة المقاومة ووحدة الموقف من العدو. نريد أن نسمع بيانا فلسطينيا يصدر من رام الله يلغي كل قرارات العزل والمنع وقرارات إلغاء كل أوراق تصدر من غزة والعودة إلي الحالة الوحدوية للشعب، ومن غزة نريد استجابة وطنية لمطالب التعالي فوق الجراح، وعودة الأمور إلي طبيعتها دون عودة الطابور الخامس وأصحاب الفساد ورواده إلي ما كانوا عليه، ودون عودة الصهاينة ليتحكموا في معابر الوطن الفلسطيني وخاصة بين مصر العروبة والجنوب الفلسطيني المحتل. عربيا مطلوب نجدة الأهل في فلسطينغزة بالدواء وكل المستلزمات الطبية، نريد استخدام الإسعاف الطائر لنقل الجرحي إلي مشافي الدول العربية ذات الخبرة في علاج جراح الحروب وحروق الأسلحة المحرمة دوليا، نريد زيادة سيارات الإسعاف وتزويدها بالوقود والطواقم الطبية المدربة، نريد تفعيل الرأي العام العربي ليساند مواقف الأنظمة العربية في أي قرار ايجابي لمواجهة الغطرسة الصهيونية. يا قادة امتنا العربية، هل الحمية العربية، والنخوة والشرف فقدت من قاموس لغتنا وانعدمت من ضمائرنا وممارساتنا، هل ضربت علينا الذلة والمسكنة، هل امتنا المكلفة من الله عز وجل بحمل الرسالة الهادية إلي الحق إلي كافة الخلق تستحق هذا الازدراء والاهانة وانتم تنظرون؟ يا قادة امتنا العربية، إن صفوف المعارضة الوطنية لممارساتكم وممارسات موظفيكم تزيدكم قوة ولا يجب أن تخيفكم، المعارضة الوطنية ليس نموذجها المعارضة العراقية التي أودت بالعراق إلي الهاوية وتآمرت علي الوطن والنظام وأصبح الوطن العراقي ساحة لكل باغ، والمعارضة الوطنية ليس نموذجها المعارضة السودانية في ولاية دارفور التي ارتبطت بالكيان الصهيوني للعمل ضد وطنها وسيادته وفتحت مكاتب لها في تل أبيب. المعارضة الوطنية هي التي تعينكم علي كشف ما خفي عنكم من فساد وعمالة يمارسها رجالكم لصالح أعدائكم وأعداء الوطن بكامل ترابه وسيادته. يا ولاة الأمر فينا، بايعناكم لتحمونا من سطوة الأعداء ولحماية سيادة أوطاننا، بايعناكم لا لتحتقروا إرادتنا وتفضلوا استرضاء الاعداء عن استرضاء شعبنا العربي، اجعلوا البترول في خدمة أمتكم لا في خدمة ورضا أعداء هذه الأمة، سخروا كل موارد هذه الأمة من المحيط إلي الخليج لصالح امتنا العربية والإسلامية كما تفعل أمريكا في تسخير كل عوامل الإنتاج لصالح مصالحها القومية، إنها تفرض المقاطعة الاقتصادية والتكنولوجية وحتي قبول الطلاب في الجامعات الأمريكية في كثير من التخصصات الدقيقة علي كل دولة تعتقد أمريكا أنهم لا يسيرون في فلكها فلماذا نرضي بالدونية في حق امتنا. يا عرب الزمان، لا يشغلكم عن غزة وما يجري علي ترابها شاغل، لا تنشغلوا عن الشعب في العراق وسورية ولبنان والسودان بمن قتل الحريري او سرعة انتخاب رئيس للبنان، إن الشر يحيط بكم من كل مكان فاحذروا كيد الشيطان الأكبر ومكر الصهاينة وإلا فأنكم إلي الهاوية سائرون.