الدوحة :طالب السفير العراقي في دولة قطر الدكتور جواد كاظم الهنداوي جريدة «العرب» بالاعتذار عن أحد التقارير المنشورة في عددها الصادر يوم الخميس الماضي 14/1/2010، والذي حمل عنوان «العراق: الدجاج الشرعي يحظى بإقبال الناس أكثر من بعض المرشحين».ولأن حق الرد مكفول، تنشر «العرب» نص اعتراض السيد السفير والذي جاء تحت عنوان «استنكار» وجاء فيه:نشرت جريدتكم الغراء في عددها الصادر يوم 14/1/2010 وفي صفحة «22 تقارير» موضوعا بعنوان «العراق: الدجاج الشرعي يحظى بإقبال الناس أكثر من بعض المرشحين»، ووضع تحت العنوان وبصورة ملونة وكبيرة صورة دولة رئيس مجلس وزراء العراق السيد نوري المالكي. وترى سفارة جمهورية العراق في الدوحة أن في الأمر إساءة متعمدة لدولة العراق حكومة وشعبا، وتجنيا على الإرادة الوطنية وسيادة الشعب، كون دولة رئيس الوزراء سلطة دستورية منتخبة من الشعب وليست مفروضة عليه. ترى السفارة أيضا أن في الأمر المعيب إساءة متعمدة إلى شخص السيد نوري المالكي، واعتداء على حقوقه الشخصية، حيث تم استخدام صورته دون موافقته، وفي موضوع ليس له علاقة من بعيد أو قريب بحياته الخاصة ولا بحياته العامة. ترى السفارة أيضا في الأمر إساءة مقصودة للمرجعية الشيعية ولشخص السيستاني، لاسيما وقد ورد في التقرير في أجواء عربية غير قطرية إعلامية تصعيدية مستهدفة شخصية ومرجعية السيستاني، كما ترى في الأمر إساءة واستخفافا بالعملية السياسية والانتخابات. تستغرب وتستنكر سفارة جمهورية العراق في الدوحة غياب العقلانية والمنطقية في التقرير المنشور، وحضورا مؤسفا لنية وإرادة الإساءة لجهات عديدة، وخطوة غير محمودة لزرع الفتن التي تهدد أمن واستقرار المجتمع العربي، ومحاولة لاستدراج طائفي ومذهبي في أتون السياسة والرأي العام، علينا أن نحرص على مكافحتها والحيلولة دون أن تتنفس. وبناء على ما تقدم، نطالب سعادتكم باحترام حقنا في الرد ونشره في العدد القادم وفي مكان واضح، كما نطالب سعادتكم باعتذار خطي، ونحتفظ بحقوقنا الشرعية والقانونية لمقاضاة الجريدة. د.جواد الهنداوي/ سفير جمهورية العراق في الدوحة. بدورها تستغرب «العرب» رد سعادة السيد سفير جمهورية العراق في الدوحة، لأن الرد جاء متحاملا على الجريدة، متناسيا أن «العرب» ومن خلال تغطيتها للشأن العراقي أثبتت حياديتها، وترفعت عن الخطابات الطائفية التي تعج بها الساحة العراقية، ومن أعلى هرمها السياسي والحكومي. وبخصوص الإساءة للسيد المالكي، تؤكد «العرب» أن استخدام الصورة ليس له أية علاقة بالإساءة لشخص المالكي، فالسيد المالكي -وكما أشار السيد الهنداوي- هو أعلى سلطة دستورية في البلاد، وهو المسؤول عن قوت الشعب العراقي الشقيق، ناهيك من كون استخدام الصورة لشخصية عامة كالسيد المالكي لا يتطلب أخذ موافقة خطية من قبله، وفقا للأعراف المهنية والصحافية. أما حول اتهام سعادة السفير ل «العرب» ب «الإساءة» المقصودة للمرجعية الشيعية ولشخص السيستاني، فإننا نحيل السيد الهنداوي إلى عدد «العرب» الصادر يوم الجمعة 8/1/2010 وتحديدا مقال الكاتبة السعودية «سمر المقرن» الذي رفضت من خلاله الإساءة للسيد السيستاني، ف «العرب» لا تنحاز لجهة على حساب أخرى؛ لأنها في المحصلة تمارس مهنة الحيادية والموضوعية ألا وهي الإعلام المستقل. ونؤكد لسعادة سفير جمهورية العراق في الدوحة الدكتور جواد الهنداوي، أننا لا نسعى لزرع الفتن، وأن ما جاء في التقرير هو انعكاس لواقع الشعب العراقي، فالدجاج -الكفيل وغيره- معروف ومتوافر في الأسواق العراقية، وبإمكان سعادة السفير سؤال أي وافد من العراق عن هذا النوع الذي بات الأكثر رغبة لدى العائلة العراقية كونه مذبوحا على الطريقة الإسلامية، وفقا لفتوى صادرة من النجف. وختاما نؤكد لسعادة السفير العراقي أن لغة التهديد والوعيد التي ختم بها رده لا تتناسب مع حرية الرأي التي كفلها الدستور القطري، متمنين لسعادة السفير أن يكون أكثر واقعية في تعامله مع وسائل الإعلام، وأن يتسع صدره للرأي الآخر، فالعراق الشقيق بلد عزيز علينا، ويعز علينا أكثر ونحن نرى محنته، مجددين وقوفنا إلى جانبه في السراء والضراء. - العرب