ترجمة: معتز أحمد-موقع التلفزيون الإسرائيلي يشير عدد من التقارير الأمنية التي وضعها بعض كبار الخبراء بالبلاد خلال الفترة الأخيرة إلى خطورة التأثير الأوروبي على إسرائيل, خاصة مع رصد هذه الأجهزة للتزايد الكبير لأعداد المسلمين الأوروبيين رغم عدم وجود أي معطيات رسمية حول عدد المسلمين القاطنين في القارة العجوز عموما, وبالتحديد الجزء الغربي منها, حيث إن الإحصاءات الرسمية في دول هذا الشطر من القارة بالتحديد لا تتطرق إلى مسألة الانتماء الديني, فضلا عن أن عددا كبيرا من المسلمين في أوروبا هم مهاجرون غير شرعيين, لا يتم إحصاؤهم في تعداد السكان الرسمي. ومع ذلك هناك تقديرات تشير إلى أن عدد المسلمين القاطنين حاليا في دول أوروبا الغربية يبلغ حوالي عشرين مليونا, أو ما يشكل %5 تقريبا من مجموع سكان تلك الدول, وهي نسبة خطيرة للغاية, خاصة أن غالبية هذه النسبة تعارض السياسات التي تنتهجها إسرائيل من جهة, ومن جهة أخرى تؤيد الفلسطينيين بصورة مستفزة من شأنها أن تؤثر سلبيا في النهاية على إسرائيل. ويشير أحد هذه التقارير التي حصل التلفزيون على نسخة منها إلى أن المشكلة الحقيقية أن هناك مدنا أوروبية تقطن فيها نسبة عالية من المسلمين, مثل أمستردام التي يشكل المسلمون فيها %24 من السكان, ومارسيليا حيث يشكل المسلمون %20 من السكان, وبروكسل حيث يشكلون %17 من مجموع السكان، وهذه المدن جميعها شهدت حالات لمعاداة السامية أكثر من مرة, رغم وجود نسب جيدة من اليهود بها, الأمر الذي يدفع إسرائيل إلى ضرورة الحذر من هذا الخطر القادم من أوروبا, والذي بات بمثابة تهديد حيوي لها يجب الحذر منه. ويعترف عدد كبير من المسؤولين الأوروبيين صراحة بأن ارتفاع عدد المسلمين في أوروبا يعود إلى عدة عوامل, أهمها موجات الهجرة إلى أوروبا خلال السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية, حيث منحت العديد من سكان الدول الإفريقية والآسيوية التي كانت خاضعة للاستعمار الأوروبي حق الإقامة فيها, بالإضافة إلى تشجيع دول أوروبا الغربية المهاجرين من العمال للقدوم إليها, الأمر الذي أدى إلى زيادة أعداد المسلمين بصورة كبيرة ومثيرة للجدال. ويتوقع عدد من الأبحاث والدراسات سواء الإسرائيلية أم العالمية زيادة نسبة المسلمين في أوروبا الغربية, حيث ستبلغ بحلول عام 2050 نحو %20 من مجموع السكان, ويعود هذا في الأساس إلى انخفاض نسبة التكاثر الطبيعي لدى سكان أوروبا الغربية الأصليين, وبقاء نسبة التكاثر الطبيعي لدى سكانها المسلمين عالية, إضافة إلى استمرار تدفق المهاجرين المسلمين رغم القيود التي تفرضها تلك الدول للحد من موجات الهجرة إليها. وتتصاعد خطورة هؤلاء المسلمين كما ذكرنا مع تفضيلهم العيش داخل تجمعات منغلقة ومنفصلة عن المحيط الأوروبي من حولهم, مع الحفاظ في الوقت ذاته على لغاتهم الأصلية, وعلى أسلوب حياتهم التقليدي وفقا لأحكام الإسلام. ويرى خبراء علم الاجتماع في البلاد أنه بخلاف المسلمين الذين هاجروا إلى الولاياتالمتحدة, حيث يسعى أبناء الجيلين الثاني والثالث منهم للانصهار داخل المجتمع الأميركي, فإن معظم أبناء الجيل الثاني وحتى الثالث من المهاجرين المسلمين في أوروبا يمتنعون عن الاندماج داخل المجتمع المحيط بهم, ويفضلون تعريف أنفسهم كمسلمين وليس كمواطنين من الدول التي يعيشون فيها. أما اقتصاديا فلا يتمتع معظم المسلمين في دول أوروبا الغربية بأحوال مريحة, حيث يعاني العديد منهم من مشكلة البطالة, ويقطن معظمهم في أوروبا الغربية وفي ضواحي المدن الفقيرة ويزاولون أعمالا بسيطة ويتقاضون رواتب منخفضة. بل إن الخبراء يستبعدون أن يطرأ أي تغيير ملحوظ على أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية, نظرا لأنهم يشكلون نسبة ضئيلة فقط من طلاب مؤسسات التعليم العالي في أوروبا الغربية, علما بأن اكتساب العلم والخبرة الأكاديمية يعتبر الوسيلة الرئيسية لتحقيق تقدم اجتماعي واقتصادي في دول الغرب. وهناك عامل آخر أثر سلبا على أوضاع سكان أوروبا الغربية المسلمين خلال العقد الأخير, وهو أعمال الإرهاب التي نفذها مسلمون من مواطني تلك الدول, ومن تلك الأعمال الاعتداءات الإرهابية في مدريد عام 2004, وسلسلة الأعمال الإرهابية في لندن عام 2005. هذه الحوادث أثارت مخاوف الدول الأوروبية بأن سكانها المسلمين ليسوا موالين لها, وأثارت في الوقت ذاته مخاوف سكان أوروبا الأصليين من مغبة احتمال تحول القارة الأوروبية إلى قارة إسلامية. هذه التطورات تجد تعبيرا لها في استطلاعات للرأي العام تجرى في صفوف سكان دول أوروبا الغربية المسلمين, وفي صفوف سكانها الأصليين خلال السنوات الأخيرة, حيث تشير تلك الاستطلاعات إلى أن كلا الجانبين يبدي مواقف سلبية من الجانب الآخر. الخطير في هذه المسألة أو بالأصح ما يهم إسرائيل منها في النهاية أن هذا الجيل الإسلامي الخارج من أوروبا لا يريد الاعتراف بإسرائيل, بل ويؤثر في توجهاته الفكرية على الأوروبيين المسيحيين من أبناء البلاد الأصليين, الأمر الذي سيزيد من حدة المخاطر التي سنتعرض لها في النهاية, خاصة إن وضعنا في الاعتبار نقطة هامة للغاية, وهي أن الكثير من هؤلاء المسلمين باتوا كتابا وأصحاب رأي وفكر علمي متميز للغاية, من الممكن أن يؤثر على عقلية الأوروبيين ويدفعهم إلى معاداة إسرائيل, خاصة أنهم يقومون في الوقت ذاته باستغلال حالات العداء المستحكم بين إسرائيل وأوروبا أسوأ استغلال، وعلى سبيل المثال أشادت الجمعية العامة لاتحاد مسلمي أوروبا بالقرار البريطاني الأخير الذي يحظر عملية الاستيراد من المستوطنات, بل ودعم العديد من المسلمين قرار الاتحاد الأوروبي الأخير المدعوم سويديا والخاص بضرورة الاعتراف بالحقوق الفلسطينية في القدس. الأهم من كل هذا أيضاً توافد العديد من النشطاء الأوروبيين من ذوي الأصول العربية أو الإسلامية على غزة أو إسرائيل أو الضفة الغربية أو حتى هضبة الجولان للتنديد بالاحتلال الإسرائيلي، ويقوم هؤلاء النشطاء في الغالب باستفزاز القوات الإسرائيلية, وهو ما يزيد من حدة المواجهات العسكرية التي تنقلها وسائل الإعلام, الأمر الذي يسيء لصورة إسرائيل في النهاية. وبالتالي فإننا بالفعل نواجه أزمة قوية للغاية، وهي الأزمة التي تفرض علينا ضرورة التوجس والحذر من هؤلاء المسلمين الأوروبيين الذين تتصاعد خطورتهم وأعدادهم بصورة متواصلة. العرب القطرية