"في نهاية المطاف لن تكون هناك خيارات سوى إغلاق الدولة بالجدران من كافة النواحي لأننا الدولة الوحيدة في العالم الأول التي يمكن دخولها مشياً على الأقدام" قرار مجلس الوزراء الصهيوني والتي نشرته صحيفة بديعوت احرونوت، وهو قرار يعكس حالة الهلع المرضي التي تعانيه تلك المؤسسة الصهيونية ، كما يبرر حالة الهوس التي أصابت دولة الكيان للضغط على دول الجوار مسلوبة الإرادة لبناء السدود والحدود الفولاذية والالكترونية والكهربية ، ومن المعلوم أن السياج الحالي مع مصر يأتي في النهاية استكمالاً لسياج حدودي يتضمن كل التجهيزات الأمنية القائمة على طول الحدود مع سوريا ولبنان، كما أن هناك سياجاً قديما، على طول الحدود مع الأردن، في حين أن قطاع غزة محاط بسياج حدودي محكم، بينما تم بناء 510 كيلومترات من أصل 810 من جدار الفصل في الضفة الغربية ومع انتهاء السياج مع مصر المقرر في غضون عامين و استكمال بقية 300 كيلومتر من جدار الضفة تصبح إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تحيط نفسها بمثل هذه الجدران من كل جانب وهي بذلك تحاصر نفسها بنفسها أكثر مما تبدو حامية لأمنها !الهدف المعلن هو منع المتسللين والحقيقي أنها كيان عدواني محتل تعود العيش في ظل عداوات من كل جانب ، هذا الجنوح العدائي موجه إلى الجميع ،الأطراف التي تتسول السلام معها كالفلسطينيين ، و أولئك الذين لا يمانعون في ذلك من حيث المبدأ كالسوريين، وأيضا الذين وقعت معهم معاهدات صلح كالمصريين و الأردنيين سواء بسواء ، دولة الجدران متجذرة في النفسية والعقلية اليهودية منذ فجر التاريخ والمعروفة باسم "حارة اليهود" وفرضت على دول الجوار هذه النفسية والعقلية ،هذه هي الأجواء التي يترعرع فيها أمثال نتنياهو و ليبرمان لأنها تبرر لهما سياسة المغامرة والمناورة والمقامرة التي ترفع شعار الكل يحاصرنا ويكرهنا لذا فكل شئ مباح تحت عنوان "الغاية تبرر الوسيلة" هذه الأجواء هي التي دفعت بالناخب الصهيوني لاستدعاء هذه الحكومة المتطرفة لعلها توفر له ولو أمناً معنوياً على مستوى التصريحات تارة والتهديدات تارة أخرى وأخيراً هذا السياج الذي يحاصر دولة الكيان من كل جانب ، وهنا يُطرح السؤال : هل هذا السياج سيوفر للصهاينة الأمن المطلوب ؟ الإجابة يطرحها "نظير مجلي" الخبير والمُحلل في الشئون الإسرائيلية في حديث ل"إسلام أون لاين.نت" أن الجدران لن تحمي إسرائيل وأضاف: "كل الجدران وكل الأجهزة الإلكترونية وحقول الألغام لن تحمي إسرائيل من الكراهية والعداء.. ولن توفر لها الأمن الذي تريده وتحلم به.. والجدران من جميع الجهات لن تمنع شاباً غاضباً في القدس أن يتجه بجرافته أو حتى بفأسه للهجوم على من سلب أرضه وداره.. ولن تمنع هذه الجدران هجمات صاروخية تنال إسرائيل وتمشي من فوق جدرانها !"وحول الأسباب الرئيسية لهذه الجدران قال مجلي: "هناك ثلاثة أسباب: الأول: كما أعلنته حكومة الاحتلال: منع الهجرة غير الشرعية؛ فإسرائيل اليوم باتت أمام الأعداد الهائلة من غير اليهود تشعر بالخطر.. الثاني: هناك هدف عقائدي يتلاءم مع العقلية اليهودية وهو أن تكون إسرائيل دولة محاطة بالجدران تنغلق على نفسها أمام الآخرين؛ فعقيدتهم تحثهم على عدم الاحتكاك مع أية تجمعات أخرى..". "أما السبب الثالث:فهو أمني؛ حيث تريد منع تسلل المعادين لها، وخوفها من تنفيذ هجمات مسلحة ضدها.. أما الهدف الأخير فالجدار يأتي انطلاقا من ترتيبات إقليمية في المنطقة تقودها أمريكا.. مرحلة الجدران للأسف هي لغة المرحلة..". ولم يستبعد مجلي أن تقوم إسرائيل ببناء جدار على طول حدودها مع الأردن، وتزويد جدرانها مع سوريا ولبنان بالمزيد من أجهزة المراقبة. وهناك سبب رئيسي هو أن "جميع الجدران تسعى لتضييق الخناق على الفلسطينيين وتكبيلهم"، لكنه أكد أن "جميع إجراءات ومخططات الاحتلال لن تنال من إرادة أصحاب الحق والأرض" هذا هو الهدف من بناء الجدران ، وهذه هي النتائج المتوقعة ، ويبقى الهاجس أو الكابوس الذي لا يغادر مخيلة قادة الكيان الصهيوني وهو أزمة الوجود لا الحدود! محمد السروجي كاتب مصري