تونس:عُرف داخل الهياكل النقابية للتعليم الثانوي بأنه واحد من الذين لهم دراية كبيرة بخفايا وملفات القطاع.. ويُدرك الجميع أنه رغم التجاذبات الانتخابية في المؤتمر كان دوما محل اجماع... يُحسن أصول التفاوض ويُتقن لعبة «التوازنات» في قطاع نقابي هو الأكبر الآن.. «هذا أول حوار صحفي لسامي الطاهري الكاتب العام الجديد للنقابة العامة للتعليم الثانوي. كيف تفسّر انتخابك كاتبا عاما للنقابة وسط كل هذه التجاذبات؟ بداية أشكر نواب المؤتمر الذين أعادوا انتخابي عضوا بالنقابة العامة للتعليم الثانوي، وما لفت انتباهنا، نحن الهياكل النقابية للتعليم الثانوي، التركيز المبالغ فيه على الحديث عن التجاذبات والخلافات بين الأطراف داخل النقابة العامة، رغم انه أمر غير جديد على القطاع وغير مضر ما دام ينتهي بالوحدة وتعميق العمل الجماعي والانكباب على الملفات والتصميم على تحقيق المكاسب. وقد تم انتخابي وفق عملية ديمقراطية يخضع لها الجميع في منظّمة عتيدة هي بالضرورة مدرسة للديمقراطية ووجوب احترام القرار الأغلبي. هل أنت كاتب عام تعبّر عن كل النقابيين في القطاع أم تعبّر عن تيار داخل النقابة العامة؟ كل الكتّاب العامين للنقابات العامة للتعليم الثانوي كانوا دوما كتّابا عامين لكل النقابيين في القطاع. ولن أشذ عن ذلك في قطاع يزخر بالطاقات والمناضلين ويُثريه زخم التنوّع الفكري والسياسي ولا يعيقه متى كانت مصلحة القطاع ووحدته نصب العين. وأؤكد ان هاجس الوحدة داخل القطاع يسود جميع أعضاء النقابة العامة ويقودنا الى العمل على تمتينها وأيدينا ممدودة لكل الطاقات داخل القطاع وآذاننا مفتوحة للاستماع الى كل الآراء والاستفادة من التجربة والخبرة التي يمتلكها العديد من مناضلي القطاع القدامى والجدد، وجهدنا سينصبّ على الحفاظ على هذه الوحدة وأملنا من نقابيي القطاع جميعا ان نتعاون على النهوض بالمهام المطروحة على القطاع. ماهي الأولويات المطروحة على النقابة الجديدة؟ متابعة اللائحة المهنية ولائحة السياسة التعليمية هي من أوكد المهام التي ستبادر النقابة العامة بتحملها في اتجاه وزارتي التربية والشباب والرياضة والتربية البدنية. هناك العديد من المشاكل المتراكمة والمطالب المزمنة، لكن مواجهة تردي ظروف العمل من المهام المباشرة التي سنحمّل وزارة التربية مسؤوليتها في علاجها. ما هي استراتيجية النقابة في المفاوضات مع الوزارة؟ ملفاتنا جاهزة منذ الدورة السابقة وسيتم تبويبها وتدقيقها وفق توجهات اللوائح التي صاغها المؤتمر. وندعو الوزارتين الى تجاوز حالة انعدام الحوار التي وسمت السنتين الأخيرتين مشددين على ان النقابة العامة للتعليم الثانوي هي الممثل الوحيد للأساتذة وهي المعنية بشواغل المدرسين. وقطاعنا يفاوض ويحاور ولكنه لا ينتظر كثيرا لما يتوفر لديه من تصميم وإرادة على الدفاع عن مصالحه ومطالبه معوّلين على وعي الأساتذة ووحدتهم ونضاليتهم. هل ستواصل النقابة تمسّكها بتشريكها في كل ما يهم المنظومة التربوية؟ إن الشأن التربوي يعني بالأساس الأساتذة وهياكلهم النقابية ونرفض ان يتواصل تهميشنا في معالجة الحالة المتردية التي آلت اليها مدرستنا العمومية. وقد شدد المؤتمر في لوائحه وتوصياتها على متابعة ملف السياسة التعليمية برامج ومناهج وتسييرا وتمويلا وآفاقا متابعة دقيقة وفعّالة من شأنها ان تكرّس الشعار المركزي للمؤتمر «من اجل الدفاع عن المدرسة العمومية وصون كرامة المربّي».كما نؤكد ان هذ الملف يجب ان يتحول الى شأن عام يتبناه الاتحاد العام التونسي للشغل ويدافع عنه الى جانب نقابات التربية والتعليم. عرف المؤتمر الاخير تجاذبات انتخابية وسياسية كثيرة، كيف ستكون استراتيجيتك للقطع مع هذه التجاذبات؟ أكدتُ سابقا ان «التجاذبات» حالة صحية في القطاع بسبب التنوع الفكري والسياسي ولا يجب القطع معها بل توجيهها في صالح ما يثمّن الوحدة ويقوّي العلاقة ويخدم مصالح الاساتذة ويبقي ما للقطاع من دور نقابي وسياسي ريادي يعنى بالشأن التربوي وبالشأن العام وبالهموم الوطنية والقومية ويدلي بمواقفه فيها ويعمل على التأثير فيها. حاوره سفيان الاسود الشروق