كاتب مصري في خطوة وصفت بغير المسبوقة، توجه الرئيس المصري حسني مبارك و بشكلٍ شخصي إلى سفير الكيان الصهيوني في مصر، "شالوم كوهين" بكلمات ودية للغاية ، وكما هو معروف أن الرئيس مبارك لا يقوم بتوديع السفراء الأجانب المعتمدين في القاهرة عند انتهاء ولايتهم، لكنّه في خطوة نادرة ومستغربة قرر توديع السفير الإسرائيلي بطريقة شخصية وقال له أيضا إننا في مصر نحبك، كما قال له، وفقاً لصحيفة "معاريف"، إننا نشكرك جزيل الشكر على مساهمتك في تطوير العلاقات بين مصر وإسرائيل خلال فترة تواجدك في القاهرة ، وفي نفس السياق قال السفير الصهيوني للصحيفة العبرية انّه في الآونة الأخيرة عقد سلسلة من اللقاءات مع شخصيات قيادية في دوائر صناعة القرار في مصر، وفوجئ، على حد تعبيره، بانّ جميع طلباته لعقد اللقاءات قوبلت بالإيجاب والترحاب كما أفادت الصحافة الصهيونية هذا الأسبوع أن شالوم كوهين أشاد بالتعاون الأمني بين البلدين، مؤكداً أنه غير مسبوق، بينما انتقد العلاقات الثقافية بين مصر وإسرائيل، واصفا إياها بالمأساة . هذا مستوى تعامل منظومة الحكم وفرق المولاة مع الكيان الصهيوني ، تقدير واعتبارات ، مقابلات وزيارات ، ود ومجاملات ، وعلى الطرف الآخر مخزون هائل من الإقصاء والتهميش ، الرفض والتشويش ، التحريض والعداء لأخوة الوطن من كافة ألوان الطيف السياسي والشعبي بل تجاوزت قسوة القلب حدود الوطن لتشمل إخوة الجوار ، فهل هناك علاقة بين المطروح حالياً وما أعلنه الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب حين قال : "لا أعتقد أنه سيأتى رئيس قادم لمصر وعليه فيتو أمريكي ولا حتى اعتراض إسرائيلي للأسف .... وأعتقد أن الترحيب بالسيد جمال مبارك لديهم أكثر من غيره " ؟! ولماذا هذه الحفاوة بهذا الصهيوني المرفوض شرعياً وشعبياً ؟! وعن من تعبر هذه الكلمات الودودة ؟! هل الرئيس مبارك بتاريخه ورصيده ومكانته كرئيس لدولة بحجم مصر بحاجة لهذا السفير أو للكيان الصهيوني ؟ وما هي حدود هذه الحاجة ؟ هل تبحث منظومة الحكم عن مناطق دافئة وآمنة بعيداً عن الشعب المصري بكافة ألوانه وأطيافه ؟ ولماذا؟ وما هو الثمن وماهي النتائج المتوقعة ؟ ألا يدخل هذا وذاك ضمن منظومة الأمن القومي المصري بل العربي ؟ وما موقف جنرالات السياسة والإعلام من هذه التصريحات الخطيرة أم أن التعليمات لم تصدر لهم بعد؟ .. لم تنتهي الأسئلة بعد!!