ذهب الشك وجاء اليقين بأنّ النظام المستبدّ الذي يحكمنا لا يَصلح ولا يُِصلح ولا يتصالح، ولا بدّ من إعمال العقل والفكر لاستنباط أفكار وأشكال نضالية جديدة من أجل فرض الحرّيات وتكريس الديمقراطية والحكم الراشد حتى يعتزل المستبدّ لأنه لا يعتدل. عاشق الحرّية زهير مخلوف لم أخالطه وعرفته من خلال نشاطه وأعماله في الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين قبل أن يستقيل منها ويساهم في تأسيس منظمة حرية وإنصاف وكذلك عرفته مُراسلا لموقع السبيل أونلاين وبعد انضمامي إلى صفوف الحزب الديمقراطي التقدمي تقابلت معه في منسبات قليلة عاشق الحرّية رمز هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد من قمع واستبداد فزهير يميز بين مختلف نشطاته فهو رجل سياسي محنك ومدافع عن حقوق الإنسان بامتياز وإعلامي محايد والسلطة لا يروق لها أن تجتمع كل هذه الخصال في رجال لا يكل ولا يمل يعمل ليلا نهارا على نشر الديمقراطية والتقدمية وثقافة حقوق الإنسان والسلطة لم تفقه أن من الناس رجال أكرمهم الله بالصبر على البلاء والثبات على المبادئ ولا تخيفهم قوتها ولا ترهبهم عاشق الحرّية زهير مخلوف لقد أحرزت المجد والاحترام والتقدير والحب في قلوب الناس وكل من نصرت وأنصفت من المظلومين والمستضعفين والمضطهدين وكذلك بالثمن الذي تدفعه من أجل السياسة الراشد وحقوق التونسيين والإعلام الحرّ لقد حُكمت بتهمة ملفقة وكيدية وحُرمت من زيارة المحامين ونُقلت إلى أسوء سجن في تونس وليلة محاكمتك فتشوك في الأماكن الحساسة من جسدك وأقدموا على حركات منافية للحياء لكسر إرادتك وعزيمتك لكن هيهات هيهات دخلت قاعة المحكمة منتصبَ القامةِ ومرفوع الهامة رافعا لشارة النصر وسط أعداد من أعوان البوليس السياسي وساوموك بين ترك العمل السياسي والحقوقي والإعلامي أو البقاء في السجن ويوم 18 جانفي 2009 انتهت مدّة محكوميتك ولم يطلق سراحك ومنعوك من حضور جنازة شقيقتك فاطمة نسأل الله أن يرحمها ويغفر لها وأن يدخلها جنته يا عاشق الحرّية إنهم مستبدّون لا إنسانية لهم وأنت العاقل تبذر بذور الحرّية وسيجني ثمارها ابنيك يحيى و نورس وسيفتخران بأن أبوهم سجن ولم يرضى بحكم القمل والدمال