بيروت:بعد اتهامات اعلامية طالت مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني بالسقوط في فخ الفساد والتصرف باموال الاوقاف والهبات والمساعدات، وجه الرئيس الدكتور سليم الحص كتابا مفتوحا الى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، جاء فيه:"صاحب السماحة، عليك بتبرئة نفسك... او الاستقالة، والخيار الثالث... والعياذ بالله... اهدار كرامة طائفتك.انت في موقعك يفترض ان تكون فوق كل شبهة في استقامتك ونزاهتك. اوليس هذا ما يأمرك به الدين الحنيف؟ انك تتولى القيادة الروحية لطائفة السنة من المسلمين، مع ان الحقيقة، كما يجب ان تعلم، ان لا كهنوت في الاسلام. فكيف تتقبل ما سيق اليك من اتهامات تطاول استقامتك ونزاهتك؟ كان المفترض ان ترد على هذه الاتهامات الشنيعة، او ان تتولى دار الفتوى الرد نيابة عنك. اما وان الرد المفحم لم يأت من جانبك، فالناس تعتبر، وبحق، ان السكوت على الاتهامات كل هذه المدة هو دليل على صحتها وصدقيتها". وقال الحص "خطر لي يوما انك قد تكون ثائرا لكرامتك. فكتبت اليك احضك على اقامة دعوى قدح وذم ضد من كال لك كل تلك الاتهامات. فما كان منك اي حراك في هذا الاتجاه. فكان سكوتك هذه المرة شاهدا قاطعا على ضلوعك في الارتكابات التي اتهمت بها. فكنت اتساءل كما كثير من الناس الذين كانوا يحترمونك، لماذا لا يبادر سماحة المفتي الى مقاضاة من وجه اليه الاتهامات اذا كان بريئا منها؟ فما جوابك على هذا التساؤل؟ اعطاك الناس فرصة رحبة لاثبات براءتك مما نسب اليك من القبائح، حتى لا نقول فيها اكثر من ذلك. فاذا بك لا تبدي حراكا. وكانك تراهن على ان الوقت كفيل بمحو ما نسب اليك. ان كان هذا حقا ما تعتقد فانك مخطئ، مخطئ، مخطئ". واضاف الرئيس الحص "ان ما قيل عنك هشّم كرامة الطائفة باجمعها، ولم يصدر عنك ما يخفف من آلام الناس الذين كنت تتولى قيادتهم الروحية. اننا نناشدك باسم الناس الطيبين يا صاحب السماحة ان تتحرك، ان تفعل شيئا، ونحن نشير عليك ان تفعل احد امرين: فإما ان تقيم دعوى قدح وذم ضد من تجرأ على توجيه كل تلك الاتهامات اليك، او ان تستقيل من منصبك ليحل محلك من يعنيه ان يحفظ كرامته في سلوكه وتصرفاته واقواله، لا بل يعنيه ان يحظى برضى الله عز وجل. في حال بقائك في مقامك الذي لم تعد جديرا به، فإننا نخشى ان يكون بقاؤك في يوم من الايام سببا لتفجير فتنة في صفوف طائفتك لا سمح الله. اذا وقع ذلك لا قدر الله فسيكون وزر الفتنة المدمرة في عنقك. الا يكفيك ما في عنقك من اوزار ما ارتكبت حسب الاتهامات الموجهة اليك؟ بالله عليك برىء نفسك مما اتهمت به او ارحل بسلام. فرب العالمين لا يغفر لك اهدار كرامة المسلمين. اجل. بعبارة مختصرة: عليك بتبرئة نفسك او الرحيل بسلام. وسلام على من اتبع الهدى. ولا يغرنك ان في هذا البلد جهات سياسية تخصك بالدعم والتغطية على معاصيك. فحبل دعمها، كما تغطيتها، قصير وعرضة للانقطاع في اي لحظة". - القدس العربي من سعد الياس