لندن(آكي)الفجرنيوز:انتقدت منظمة حقوقية عربية طريقة تعامل السلطات العربية مع الصحفيين ومع وسائل الإعلام العربية، وقالت إن الصحفيين في العالم العربي يمرون في واحدة من أصعب "مراحل النضال" من أجل الكلمة الحرة ومهنية العمل واستقلالية الرأيوأكّدت اللجنة العربية لحقوق الإنسان في تقرير لها الأثنين أن الصحفيين في العالم العربي "يعانون من وضع خطير يتفاقم يوماً بعد يوم"، مشيرة إلى وجود "انتكاسات أمنية ومحظورات إضافية وقائمة ممنوعات ثقيلة وتهديد مباشر أو غير مباشر بالسلامة النفسية والجسدية والأمن المهني"، بحسب التقرير ولم تستثن اللجنة إلا عدداً قليلاً من الدول العربية من انتقاداتها، مشيرة إلى أن العراق "مثال صارخ" للتعرض لحق الحياة وحرمان الصحفي من إمكانية التواجد المستقل والمهني في الأماكن التي يفترض به أن ينقل أحداثها، وأن الصحفيين فيه مستهدفون "بالقتل العشوائي أو المنظم"، وفق اللجنة كما قالت إن التدهور في أوضاع الصحفيين في اليمن أيضاً "قد فاق كل الانتهاكات السابقة الخطيرة في هذا البلد"، مشيرة إلى "جملة انتهاكات" تناولت الصحف والصحفيين، منها منع طباعة ستة صحف مستقلة والتعامل مع الصحافة ب"عقلية أمنية وقمعية"، واختطاف الصحفيين (محمد المقالح أنموذجاً)، وقصف مبنى صحيفة الأيام في عدن واعتقال رئيس تحريرها، وسجن خمسة صحفيين في قضايا نشر، وتهديد طاقم قناة الجزيرة، والاعتداء على الصحفيين ومحاكمة العشرات منهم أمام محكمة الصحافة وتونسياً، انتقدت اللجنة "السلوك الثأري" من الصحفيين، مشيرة إلى حالة الصحفي توفيق بن بريك والصحفي زهير مخلوف كنموذج، بالإضافة إلى منع صحفيين من السفر والاعتداء واحتجازهم. كذلك أشارت إلى "الحالات الكيدية" في موريتانيا، الصحفي حنفي ولد الدهاه الذي ترفض السلطات الموريتانية الإفراج عنه رغم انتهاء حكمه. وانتقدت اللجنة كذلك اعتقال عدد من الصحفيين والكتاب في سورية، مشيرة إلى فايز سارة وأكرم البني وعلي العبد الله ومعن عاقل كنموذج، وقالت "إن ملف غياب الحريات الصحفية يزداد سوءاً في سورية، خاصة وأن هذا الملف مثقل بقانون متخلف للمطبوعات، وتأميم شبه حصري للصحافة للموالاة الحكومية غير المشروطة، وغياب للمؤسسات الصحفية المستقلة"، بحسب التقرير وفي المملكة المغربية قال التقرير "إن السلطات تحوّل الصحفيين المشاغبين إلى رهائن برسم جلسات قضاء التعليمات، وتزجهم في ملفات إرهابية وتحرمهم من مزاولة مهنتهم الإعلامية، مشيرة إلى إغلاق مجلات وصحف ومصادرة أخرى، ومحاكمة صحفيين ورسامي كاريكاتير، والحكم عليهم وتغريمهم مالياً" وأشارت اللجنة التي تتخذ من باريس مقراً لها تقريرها إلى أنه "بين سياسة كيدية لا تستثني التعذيب، والمعاملة اللاإنسانية والمشينة.. ووسائل خنق مالية وملاحقات قضائية دائمة، يجتاز الصحفيون في العالم العربي واحدة من أصعب مراحل النضال من أجل الكلمة الحرة ومهنية العمل واستقلالية الرأي والتواصل المباشر مع الناس"، وأضافت "لا شك بأن هذا الاستشراس هو دليل آخر على نهاية عهد الصحفي الطائع والمهجن والمدجن، ودخول منطقتنا معركة التحرر الفعلية للإعلام من قبضة وسائل الرقابة والقمع"، ودعت إلى "استنفار كل القوى الحقوقية ومنظمات حماية الصحفيين دفاعاً عن كل ضحايا العسف في السلطة الرابعة الوليدة في هذه المنطقة المضطربة، والأمس حاجة إلى أمانة المعلومة والقدرة على التواصل مع الوقائع والمجتمع والمشاركة في عملية مقاومة تدنيس الوعي"، وفق التقرير.