طرابلس- استدعت وزارة الخارجية الليبية ليلة الأحد الاثنين سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لديها وأبلغتهم إمهال السفارة السويسرية حتى منتصف نهار الاثنين لإخراج السويسري الذي تمت تبرئته لتمكينه من المغادرة فوراً وتسليم السويسري المدان للشرطة القضائية لتنفيذ العقوبة. وأعلن وزير الخارجية الليبية موسى كوسا بأنه سيتم اتخاذ إجراءات في حال عدم تنفيذ السفارة للمطلوب منها في المهلة المحددة، مؤكداً أن السفارة السويسرية أساءت استخدام حصانة مقرها ووظفت هذه الحصانة في غير أغراضها المتعارف عليها في العرف والقانون الدولي منتهكة بذلك الاتفاقية الدولية للعلاقات الدبلوماسية. وأوضح كوسا أنه كان في برلين وتم الاتفاق مع الأصدقاء الألمان والأسبان على إخراج السفارة للسويسري الذي تمت تبرئته حتى يتم تقديم التسهيلات المطلوبة له لمغادرة ليبيا، وإخراج السويسري المدان لتسليمه للشرطة القضائية لتنفيذ الحكم الصادر عليه . وأشار إلى إنه فوجئ بعد عودته وأثناء البدء في اتخاذ الترتيبات وفق ما تم الاتفاق عليه، بأن السفارة السويسرية تتعمد مخالفة القانون وانتهاك الاتفاقيات الدولية باستمرار احتجازها لهما عمداً. وأضاف كوسا: إنهم يتعمدون تصعيد الأزمة، ولا يجوز إطلاقاً للسفارة أن تحتجز هذين الشخصين مهما كانت المبررات. لقد نفد صبرنا ولا يمكن القبول باستمرار هذه الممارسات وإن مسؤوليتنا تقتضي بأن البريء لابد أن يسافر بكل حرية، وأن الشخص المدان لابد أن يسلم للشرطة القضائية. وأكد السفير الأسباني لدى ليبيا الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي على رغبة الاتحاد وأسبانيا في حل هذه المشكلة انطلاقاً من علاقات الصداقة مع ليبيا. وتعهد بأن يتولى الإشراف على تنفيذ المطلبين اللذين حددتهما وزارة الخارجية الليبية قبل انقضاء المهلة المحددة. واندلع الخلاف بين سويسرا وليبيا في تموز/ يوليو 2008 عندما احتجزت شرطة جنيف لفترة قصيرة كل من هانبيال القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، وزوجته بتهمة إساءة معاملة خدمهما. وفي أعقاب ذلك أوقفت السلطات الليبية رجلي الأعمال السويسريين رشيد الحمداني وماكس غولدن في 19 تموز/ يوليو 2008 في ليبيا ثم أفرجت عنهما في 28 تموز/ يوليو 2008 حيث لجأ الاثنان منذ ذلك الحين إلى مقر السفارة السويسرية بالعاصمة الليبية طرابلس . وحكم على المتهمين في تشرين ثان/ نوفمبر الماضي بالسجن لمدة 16 شهرا غيابيا بعد ادانتهما بتهمة الإقامة غير القانونية في البلاد. وفي مطلع الشهر الجاري برأت محكمة ليبية ابتدائية الحمداني من تهمة مخالفة القوانين الليبية المنسوبة اليه كما خففت محكمة استئناف حكم السجن الصادر في حق جولدن من 16 شهرا إلى أربعة أشهر لإدانته في تهمة الإقامة غير الشرعية.