النوّاب حول ملف تدفق «المهاجرين الأفارقة»...تهديد للأمن القومي والحلول تشاركية    لشبهة تبييض الأموال في جمعية «منامتي» ...الاحتفاظ بسعدية مصباح    مصر: تعرض رجال أعمال كندي لإطلاق نار في الإسكندرية    يوميات المقاومة.. خاضت اشتباكات ضارية وأكّدت جاهزيتها لكل المفاجآت .. المقاومة تضرب في رفح    العدوان على غزة في عيون الصحف العربية والدولية ... المقاومة تتمتّع بذكاء دبلوماسي وبتكتيك ناجح    اتحاد تطاوين.. سامي القفصي يعلن انسحابه من تدريب الفريق    قبل النهائي الإفريقي .. حرب مفتوحة بسبب التحكيم    فظيع في القيروان .. يستعين به صاحبه لجمع القوارير البلاستيكية ..مجهولون يحرقون حصانا مقيدا وعربته المجرورة    بعض مناضلي ودعاة الحرية مصالحهم المادية قبل المصلحة الوطنية …فتحي الجموسي    موفى أفريل: ارتفاع عائدات السياحة بنسبة 8% بالمائة    عاجل/ طلب عروض لإيواء مهاجرين بنزل: بطاقة ايداع ضد رئيس جمعية ونائبه    اتحاد الفلاحة بمدنين.. الأضاحي تفي بحاجيات الجهة ويمكن تزويد جهات أخرى    بنزرت: تنفيذ قرارات هدم بهذه الشواطئ    ولاية رئاسية ''خامسة'' : بوتين يؤدي اليمين الدستورية    الليلة: أمطار غزيرة ورعدية بهذه المناطق    Titre    المهديّة :ايقاف امام خطيب بسبب تلفظه بكلمة بذيئة    من الحمام: غادة عبد الرازق تثير الجدل بجلسة تصوير جديدة    لأول مرة في تونس.. البنك الفلاحي يفتح خط تمويل لمربي الماشية    نحو صياغة كراس شروط لتنظيم العربات المتنقلة للأكلات الجاهزة    تالة: ايقاف شخص يُساعد ''المهاجرين الافارقة'' على دخول تونس بمقابل مادّي    المتلوي: حجز 51 قطعة زطلة بحوزة شخص محل 06 مناشير تفتيش    دوري أبطال أوروبا : ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب الدور نصف النهائي    عاجل : صحيفة مصرية تكشف عن الحكم الذي سيدير مباراة الاهلي و الترجي    سليانة: السيطرة على حريق نشب بأرض زراعية بأحواز برقو    هام/ الليلة: انقطاع المياه بهذه المناطق في بنزرت    وزير السياحة : قطاع الصناعات التقليدية مكن من خلق 1378 موطن شغل سنة 2023    سليانة: تخصيص عقار بالحي الإداري بسليانة الجنوبيّة لإحداث مسرح للهواء الطلق    ليبيا تتجاوز تونس في تدفقات الهجرة غير النظامية إلى إيطاليا في 2023    انقلاب "تاكسي" جماعي في المروج..وهذه حصيلة الجرحى..    اتصالات تونس تنخرط في مبادرة "سينما تدور" (فيديو)    تونس : 6% من البالغين مصابون ''بالربو''    فتوى تهم التونسيين بمناسبة عيد الاضحى ...ماهي ؟    وزارة التربية تنظم حركة استثنائية لتسديد شغورات بإدارة المدارس الابتدائية    المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك: "أرباح القصابين تتراوح بين 15 و20 دينار وهو أمر غير مقبول"    متى موعد عيد الأضحى ؟ وكم عدد أيام العطل في الدول الإسلامية؟    لاعبة التنس الأمريكية جيسيكا بيغولا تكشف عن امكانية غيابها عن بطولة رولان غاروس    الفنان بلقاسم بوقنّة في حوار ل«الشروق» قبل وفاته مشكلتنا تربوية بالأساس    الرابطة الأولى: النجم الساحلي يفقد خدمات أبرز ركائزه في مواجهة الترجي الرياضي    في قضية رفعها ضده نقابي أمني..تأخير محاكمة الغنوشي    الكشف عن وفاق إجرامي قصد اجتياز الحدود البحرية خلسة    حوادث: 13 حالة وفاة خلال يوم واحد فقط..    رئيسة قسم أمراض صدرية: 10% من الأطفال في تونس مصابون بالربو    البطولة الانقليزية : كريستال بالاس يكتسح مانشستر يونايتد برباعية نظيفة    إشارة جديدة من راصد الزلازل الهولندي.. التفاصيل    عاجل/ هجوم على مستشفى في الصين يخلف قتلى وجرحى..    عاجل- قضية الافارقة غير النظاميين : سعيد يكشف عن مركز تحصل على أكثر من 20 مليار    سيدي حسين: مداهمة "كشك" ليلا والسطو عليه.. الجاني في قبضة الأمن    أولا وأخيرا .. دود الأرض    مشروع لإنتاج الكهرباء بالقيروان    في لقائه بخبراء من البنك الدولي: وزير الصحة يؤكد على أهمية التعاون المشترك لتحسين الخدمات    بمناسبة اليوم العالمي لغسل الأيدي: يوم تحسيسي بمستشفى شارل نيكول حول أهمية غسل الأيدي للتوقي من الأمراض المعدية    فيديو/ تتويج الروائييْن صحبي كرعاني وعزة فيلالي ب"الكومار الذهبي" للجوائز الأدبية..تصريحات..    الفنان محمد عبده يكشف إصابته بالسرطان    نسبة التضخم في تونس تتراجع خلال أفريل 2024 الى 2ر7 بالمائة في ظل ارتفاع مؤشر أسعار الاستهلاك    الفنان محمد عبده يُعلن إصابته بالسرطان    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    العمل شرف وعبادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ندوة "الإسلام السياسي" تطالب الغرب بالحوارمع الحركات الإسلامية
نشر في الفجر نيوز يوم 24 - 02 - 2010


وسط انتقادات لانتهاكات الأنظمة العربية
* وضاح خنفر: غياب الديموقراطية وراء انتشار الفساد في العالم الإسلامي
* بشير نافع: ظاهرة الإسلام السياسي ليست ثابتة
* ماكرتنان: هناك خوف لدى الغرب من الإسلام السياسي
* فرانسوا بورجا : الإسلام السياسي يبدأ من "أردوغان" إلى "طالبان"
* علي فياض: توجد تسويات وتحالفات بالقرار السياسي للحركات الإسلامية
* سعد الدين العثماني: الإسلاميون هم الأكثر عدداً في السجون العربية
* راشيل شنللر: الأمريكيون أصبحوا أقل جهلاً عما كانوا عليه قبل 10 سنوات
أكد المشاركون في ندوة "الإسلام السياسي: خيارات وسياسات" التي عقدها مركز الجزيرة للدراسات أمس أهمية وجود تفهم من جانب الغرب للحركات الإسلامية وأن يتعامل معها بمنظور مختلف، مشدّدين على أن الإسلام السياسي ليست ظاهرة حديثة ولكنها من طبيعة الإسلام ونشأته.
وعقدت الجلسة الأولى للندوة تحت عنوان "الإسلام السياسي بين الأبعاد الدينية والمطالب السياسية"، حيث أعرب وضاح خنفر مدير شبكة الجزيرة الفضائية في كلمة الافتتاح للندوة عن أمله في أن تكون هذه الندوة نقطة للالتقاء والحوار، مشيراً إلى أن العالم الإسلامي لم يعد يشهد تنوعاً كما كان من قبل، بل أصبح مسرحاً للأحداث المأساوية.
وأوضح أن الفساد استشرى في العالم الإسلامي بسبب غياب الديموقراطية، مؤكداً أن النظام العربي بات في ورطة كبيرة بسبب حالة الفوضى التي يعيشها العالم الإسلامي هذه الأيام.
وقال: إن حالة الفوضى ليست فريدة في العالم الإسلامي ولكن سبق وأن شهد مثل هذه الحالات على مدار التاريخ لكن كانت هناك حلول عبر موازين القوى، مشيراً إلى أن ما يجري الآن في العالم العربي يحدث من خلال الشاشات وعلى الهواء مباشرة ، لافتاً إلى أن الإعلام ليس المسؤول عن حالة الفوضى التي يشهدها العالم العربي، موضحاً أن الإعلام يقوم فقط بكشف العيوب والعورات لكي يعين الناس على التحرك من أجل وقف الدماء.
وأكد أن الصحفي يجب أن يكون شاهداً على ما يحصل من أحداث لكن هناك سوء فهم ذريع لواقع العالم العربي، مشيراً إلى أن هناك مؤسسات تعمل على تزييف واقع العالم العربي.
وقال: إن هناك بوصلة رئيسية نظيفة يجب على المهتمين بالإسلام السياسي اتباعها وهي: العقل الجماعي والذاكرة التراكمية، مؤكدا أن التفكك السياسي بات كبيراً وأن الجيل الحالي سيشهد إعادة تشكيل لخارطة العالم العربي تحديداً حيث لا يزال الواقع الشعبي العربي يحتفظ بثوابت منغمسة في عمق التاريخ.
من جهته، قال الدكتور بشير نافع وهو باحث في مركز الجزيرة للدراسات: إن الإسلام كان مهدداً منذ القرن التاسع عشر، موضحا أن في العصر الحديث لا يمكن التفريق بين ظهور جماعة الإخوان المسلمين والبرلمان ودور مصر في الحياة السياسية ، لافتاً الى أن هناك انطباعاً بأن فكر الإخوان لمثل انتشر مثل الشيوعية، لكن هذا الانطباع خطأ، منوهاً أيضاً بظهور حركات إسلامية في عدد من البلدان العربية مثل الحركة الإصلاحية في اليمن.
ونوّه بأن نشأة المنظمات الإسلامية السياسية كانت قائمة على تجارب الدول الإسلامية، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن ظاهرة الإسلام السياسي ليست ثابتة.
ولفت في هذا الصدد إلى أن مشروع جماعة الإخوان المسلمين في مصر لم يكن سياسياً لكنه تحوّل بعد ذلك إلى مشروع سياسي، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان أعلنت التزامها في أوائل التسعينيات بالديموقراطية، وهو أمر لم يكن موجوداً من قبل.
وتطرق أيضاً إلى تأثر الوضع في تركيا بحزب العدالة والتنمية الذي ظهر بقوة في أوائل القرن الواحد والعشرين، منوهاً بأن مجموعة من حزب الرفاه أعلنوا أنفسهم حزباً ديموقراطياً وتمكنوا من تغيير النظام التركي ورفع معدلات الاقتصاد دون تغيير النظام العلماني مؤكداً أن الإسلام السياسي هو طور تاريخي يحدث نتيجة للتيارات التغييرية وليس نتيجة لحركة راديكالية، وأن الإسلام السياسي يتفاعل مع الحداثة ويمكن أن يلعب دوراً لإعادة الاستقرار في البلدان المضطربة.
من جانبه، تطرّق الدكتور أوليفر جيمس ماكرتنان مدير ومؤسس مجموعة "التفكير المستقبلي" بالمملكة المتحدة إلى القراءة الغربية للإسلام السياسي، خاصة نظرية صامويل هنتنجتون عن صدام الحضارات، مشيراً إلى أن نظريته لم تكن تحظى باهتمام قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر غير أنها لاقت قبولاً واسعاً بعد هذه الاعتداءات.
لكنه أشار إلى أن هنتنجتون أخذ بعض الحقائق وجعلها جميعاً حقيقة مطلقة، منوهاً بأنه عمل مع هنتنجتون على مدار ثلاث سنوات وأنه لا يستطيع يتعايش مع الحضارات وكانت هذه مشكلته الخاصة وعرضها على العالم بأسره ، لافتاً إلى الطريقة الغربية لتناول الإسلام السياسي، مؤكدا وجود خوف لدى الغرب من الإسلام السياسي.
من جهته، أكد الشيخ راشد الغنوشي الكاتب والمفكر الإسلامي ومؤسس حركة الاتجاه الإسلامي في تونس أنه ليس مرتاحا إزاء مصطلح الإسلام السياسي لما يحمله من غموض، مشيراً إلى أن هناك انطباعاً بأن هناك تسييسا من جانب الحركات الإسلامية للإسلام، ولكن من يدرك الإسلام جيداً يعلم أن طبيعة نشأة الإسلام سياسية.
وقال: إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أسّس دولة وحضارة وإن مهمته تواصلت عبرالخلفاء الذين تم وصفهم بالراشدين لأنه تم اختيارهم في دولة قامت على الإجماع والشورى، مؤكدا أن شرعية الحكم تقوم على الشورى.
واعتبرأن سقوط الخلافة العثمانية كان يمثل زلزالاً للعالم الإسلامي لأنه لم يعد هناك كيان سياسي يعبّرعن المسلمين، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى نشأة الحركات الإسلامية.
وأكد أن تحريرالروح الإسلامية من التبعية لروح الانحطاط هو ما أثمر عن ولادة الحركة الإسلامية نتيجة لحدث سياسي في الأساس وهو غياب الإجماع، مشيراً إلى أن مبرّر وجود الحركات الإسلامية كان إعادة بناء السياسة والأمة.
ونوّه بالتمييز في الفكرالإسلامي بين الالتزام بمشروع الجهاد ضد المحتل ومقاومة الفساد في الدولة عن طريق "الجهاد"، مشيراً إلى أن الجهاد يعد من أولويات الحركات الإسلامية.
وقال: إن الإسلام دعوة للبشرية حيث إن خطابه موجه إلى الناس جميعاً، مؤكدا أن الاستبداد هو التحدي الكبير أمام الحركة الإسلامية وأن الديموقراطية هي أفضل أداة لتطبيق مبدأ الشورى حيث إن الديموقراطية المعاصرة قامت بتفعيل مبدأ الشورى وحوّلته إلى نظام سياسي.
وأكد أن العالم العربي بات يمثل الآن الثقب الأسود في العالم فيما يتعلق بالديموقراطية، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن صعود عدد من الحركات الإسلامية على الساحة السياسية يواجه ضغوطاً من قبل المجتمع الدولي لافتاً الى وصول حركة حماس إلى السلطة، مؤكداً أن مصادرة حق وعزلها يعد دليلاً على الظلم الدولي للإسلام والحركات الإسلامية.
وقال: إن الحركات الإسلامية حققت نجاحات مع الرأي العام في العالم الإسلامي سواء بوصولها للحكم أو المشاركة في السلطة، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يقبل التعامل مع هذه الحركات.
وقال دكتور فرانسوا بورجا وهو مدير المعهد الفرنسي للشرق الأدنى: إن الحركات الإسلامية تعيد ربط الخطاب السياسي مع الثقافات المحلية وعودة التعابير والمصطلحات الإسلامية، مشيراً إلى أن هذا الأمر يعد من صلب الحركات الإسلامية التي تريد أن ترسل إشارات قوية إلى العالم.
وأضاف: "عندما تتحدث باللغة الإسلامية بإمكانك أن تكون منفتحاً أو متطرفاً .. الإسلامي السياسي يبدأ من أردوغان إلى طالبان". مشيراً إلى أن هناك بيئة تنتج وتشجع التطرف هذه الأيام، وهو ما يجعل الإسلام السياسي "متطرفاً" ، لافتاً إلى طريقة تعامل الأنظمة العربية مع الحركات الإسلامية، لافتاً إلى أن الأنظمة العربية عندما علمت بقوة الحركات الإسلامية على التعبئة منذ عام 1990 بدأت تعمل بطريقة منظمة لتفادي قوتها.
وقال: إن الإسلام السياسي يعد حركة منتشرة ويتحدث عن نفسه بلغات مختلفة وفقاً لاختلاف البيئة والظروف، معتبراً أن الإسلام السياسي ليس ثابتاً في مختلف الأماكن والظروف.
وفي الجلسة الثانية التي عقدت تحت عنوان " الإسلام السياسي: تجارب وخيارات"، تناول المشاركون بعض التجارب المدنية في الإسلام السياسي حيث أشار الدكتورعبدالوهاب الأفندي وهو باحث في الفكر السياسي والعلاقات الدولية إلى أن الحركات الإسلامية عندما تصل إلى السلطة لا تصبح إسلامية، منوهاً بعدد من الممالك الإسلامية السابقة.
وقال: إن الحركة الإسلامية في السودان تعد أول حركة إسلامية وصلت إلى السلطة، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن هناك مشاركة من جانب الحركات الإسلامية في السلطة داخل أنظمة ذات طبيعة ديموقراطية.
وأضاف: إن اتباع النهج الانقلابي يحدد مسار الحركة الإسلامية بعد الوصول إلى السلطة، مضيفاً: إن بعض الحركات الإسلامية كما حدث في إيران أصبحت تريد البقاء في السلطة بصورة قمعية.
من جانبه، تحدث دكتور علي فياض وهو باحث في مجال الدراسات السياسية والاجتماعية وقيدي بارز في حزب الله، عن النموذج اللبناني فيما يتعلق بالمشاركة في السلطة، وأن المشاركة في البرلمانات ليست معقدة لكن المشاركة في السلطة التنفيذية هي الأكثر تعقيداً في العالم الإسلامي ، لافتاً إلى انخراط المقاومة في السلطة السياسية والمحفزات التي تدفعها للدخول في هذه التجربة، منوهاً في هذا الصدد بغياب الديموقراطية وحقوق الفقراء وغيرها من القضايا التي تدفع الحركات الإسلامية للاعتراف بالدولة القائمة والانخراط في السلطة للتصدي لهذه المسائل.
وأشارإلى وجود تحالفات وتسويات داخل القرار السياسي للحركات الإسلامية، لافتاً في هذا الصدد إلى وجود تحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر (المسيحي) في لبنان. وقال: إن المقاومة تقوم بنوع من التسوية الذاتية.
وأوضح أن المشاركة السياسية لم تقلل من مستوى الاستهداف والمتناقضات على المستويين الإقليمي والدولي، وأن الحركات الإسلامية كانت أكثراهتماما ًبالبعد الوطني داخل الدولة، لكن في الوقت نفسه توجد تداخلات خارجية لإحداث نوع من الغلبة في الحالة الداخلية للدولة مؤكداً أن مشاركة الحركات الإسلامية في الحكم تقلل من التصادم مع السلطة لكنها لا ترضيها على النحو الكامل.
من جهته، قال سعد الدين العثماني الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية المغربي والرئيس الحالي لمجلسه الوطني: إن التجارب الإسلامية متنوعة فيما يتعلق بالانتقال الديموقراطي، لافتاً إلى أن طبيعة الظروف السياسية والحريات المتاحة تؤثر على تطور الحركات الإسلامية.
ونوّه بأن هناك دولاً قليلة شهدت انتقالاً ونموذجاً ديموقراطياً مستقلاً، مشيرا إلى أن الانتقال الديموقراطي في بلدان العالم الإسلامي متوقفة وأن الأحداث والتطورات في العالم الإسلامي تظهر أن الإسلاميين هم الأكثر عدداً في السجون والمثول أمام المحاكمات السياسية.، وأن هناك دولاً عرفت انتقالاً ديموقراطياً ثم عرفت توقفاً أو تراجعاً، مؤكدا أن الحركات الإسلامية لعبت دوراً معيناً في التحول الديموقراطي وأن حزب العدالة والتنمية في المغرب ساهم في الانتقال الديموقراطي.
وقال: إن حزب العدالة والتنمية يعد من الحركات الإسلامية التي شهدت انتقالاً من كونها حركة اجتماعية إلى حركة سياسية، لكنه أشار إلى أنه دون إرادة سياسية لا يمكن الانتقال الديموقراطي.
بدوره، تطرّق محمد أحمد الأفندي رئيس المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية إلى التحالفات السياسية التي تقيمها الحركات الإسلامية، مؤكداً أن فكرة هذه التحالفات قائمة على التعايش والاستيعاب بين الإسلاميين والنظام السياسي لافتاً الى تجربة التجمع اليمني للإصلاح، معتبراً أنه امتداد لحركة الإصلاح التي ظهرت في ثلاثينيات القرن الماضي والتي كانت مهتمة بإجراء إصلاحات والوصول إلى مشروع للنهوض باليمن.
ولفت إلى أن حركة الإصلاح كانت قد قدمت برنامجاً عن الدستور والحكم المحلي والانتخابات، منوهاً بأنها كانت منفتحة أيضاً على جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
وفي الجلسة الثالثة التي عقدت تحت عنوان " سياسات القوى الغربية تجاه تيار الإسلام السياسي" ، قالت راشيل شنللر الباحثة المتخصصة في قضايا الشؤون الدولية بمجلس العلاقات الخارجية بواشنطن: إن العلاقة وثيقة بين الدين والسياسة في الولايات المتحدة، مشيرة في هذا الصدد إلى تعيين الرئيس باراك أوباما لرشاد حسين مبعوثاً لدى منظمة المؤتمر الإسلامي.
وأضافت: إن الفصل بين الدين والسياسة ليست دعوة للعلمانية ولكنها لحرية ممارسة الدين، موضحة أن الأمريكيين لا يثقون بالسياسي الذي ليس له دين.
وأعربت عن أملها في أن ترى عدداً كبيراً من المسلمين أعضاءً في الكونجرس الأمريكي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تدعم حق المرأة في ارتداء الحجاب.
وقالت أيضا: إنها ترى أن حكومات الدول الإسلامية تعمل من أجل مصلحة شعوبها، مؤكدة أن الولايات المتحدة ليس لديها سياسة ضد جماعة الإخوان المسلمين.
واختتمت بالقول: إن نظرة الولايات المتحدة للعالم الإسلامي تغيّرت وأن أمريكا أصبحت أقل جهلاً عما كانت عليه قبل عشر سنوات.
من جانبه، قال أسامة حمدان القيادي البارز في حركة حماس وعضو مكتبها السياسي، إنه يعتقد أنه لا يوجد غرب موحد ضد الإسلام ولكن الولايات المتحدة فقط هي التي تملك موقفاً موحداً ضد المسلمين.
وأوضح في الوقت نفسه أن الغرب ينظر إلى المنطقة من منطق الهيمنة وأنه هو السيد، فيما تطالب الحركات الإسلامية الغرب بإقامة علاقة متوازنة، وأن المشكلة هنا تكمن في فهم الغرب للإسلاميين وتاريخهم لافتاً الى إن الإسلام يضع قوالب لحياة البشروكلفهم بالاجتهاد وفق قواعد محددة، لكن يوجد هناك سوء فهم من جانب الغرب لطبيعة المنطقة حيث يتجاهل النماذج الديموقراطية، ومن بينها الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت عام 2006 وأسفرت عن فوز حماس.
وأضاف: إن هناك محاولة لوضع الإسلاميين في قالب الديكتاتورية لكن الحركات الإسلامية هي ديموقراطية، مؤكداً أن خير دليل على ذلك هو انتخاب جماعة الإخوان المسلمين في مصر لمرشد جديد، كما تطرق إلى عدد من الفضائح التي لاحقت الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، خاصة سجن أبوغريب وعمليات قتل المدنيين في أفغانستان تحت ذرائع فارغة، معرباً عن انتقاده للخلط بين المقاومة والإرهاب.
وقال: إن معظم قادة الحركات الإسلامية تعلموا في الغرب الذي يتحدث عن منظومة القيم وحرية الرأي ثم ينقلب عنها إذا تعلق الأمر بالإسلاميين، منوهاً بتصريحات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي قال: "من ليس معنا فهو ضدنا" ، وإن الغرب يبني علاقته مع العرب عبر بوابة إسرائيل وأن عليه أن يتجاوز نظرته الضيقة للإسلاميين وأن يبدي استعداده للتعامل مع الحركات الإسلامية التي يتنامى دورها السياسي ، لافتاً إلى قضية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح، مشيراً إلى أن الكل يراقب كيف سيتعامل الغرب مع هذه القضية، خاصة في ظل وجود جوازات سفر أوروبية لدى المشتبه بهم في تنفيذ العملية.
وتطرّقت ألكس غلني وهي باحثة بمعهد دراسات السياسة إلى علاقة الاتحاد الأوروبي بالعالم الإسلامي، مشيرة إلى وجود بعض القيود في التعامل مع المنطقة.
ونوّهت بزيارات قام بها برلمانيون أوروبيون إلى البلدان العربية ، موضحة أنه يوجد دعم من الدول الأوروبية للحكومات التي يوجد في بلدانها حركات إسلامية.
لكنها قالت: إن مثل هذا الدعم يأتي بشكل فردي من جانب الدول الأوروبية دون أن يكون هناك فكرة وموقف مشترك إزاء العالم الإسلامي، مؤكدة وجود سوء فهم في العلاقة بين الدول الأوروبية والمسلمين لكن هناك محاولات للتقريب بين وجهات النظر.
وانتقدت أن يكون الارتباط الأوروبي مع العالم الإسلامي قائم على محاربة الإرهاب، مؤكدة أهمية العمل على تطوير البنية التحتية وعلى تبني إطار استراتيجي للتعامل مع العالم الإسلامي.
من جهته، قال ستيفن كليمنز وهو خبير استراتيجي، إن الولايات المتحدة لا يريحها إجمالاً التعامل مع أطراف في المنطقة لو اتيح لها ذلك، منوهاً بأن أمريكا في خمسينيات القرن الماضي لم تجد إشكالية في تطبيق نظرية الواقعية السياسية وحصل حوار بالفعل مع عناصر إسلامية.
وأضاف أنه يشعر بالحرج أن ندوة كهذه لا يمكن إجراؤها في بلاده (الولايات المتحدة) لأن السلطات هناك تعتبرها من المحرمات، معرباً عن شكره لمركز الجزيرة للدراسات على تنظيم هذا المؤتمر الهادف، منتقداً الرئيس أوباما في بعض المواقف التي قال إنها لا تعكس ما يقال عن انفتاح إدارته على المسلمين وما يقال عن التوجه الجديد المغاير لما كان عليه الحال في عهد الإدارة السابقة، منوهاً برفض أوباما طلب فتاتين محجبتين للظهور معه في صورة فوتوجرافية ابان حملته الانتخابية.
الراية القطرية
الأربعاء24/2/2010


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.